اكتشفت آرشي قرشي أنها معروضة للبيع في المزاد عبر تطبيق باسم "Bulli Bai"، في الهند، مثل العديد من النساء والفتيات المسلمات اللواتي وجدن صورهن في التطبيق تحت مسمى "للبيع". ورغم الانتقادات الواسعة التي ساهمت بحذف التطبيق، إلا أن التهديدات لا تزال قائمة بحق قرشي التي تعمل في مهنة الصحافة، وتقول لموقع "فويس أوف أميركا": "أتعرض دوما للاعتداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن نشرت تغريدة أو منشورا ينتقد النظام الحاكم". وتضيف أن عملها صحفية يوجب عليها أن تتحدث في الموضوعات الاجتماعية والسياسية التي تتعلق بالهند، لكن مهنتها تزداد صعوبة وخطورة يوما بعد يوم. "لقد أدركت أني لا يجب أن أصمت، هذا ما يودون رؤيته، يودون إسكات أصوات النساء المسلمات"، تقول الصحفية للموقع الأميركي. لكن قرشي ليست الوحيدة، إذ نقلت وكالة رويترز، في يناير من العام الجاري، أن العديد من النساء اكتشفن وجود صورهن على تطبيق "Bulli Bai"، ليظهر تطبيق مشابه آخر بعد أشهر من إلغاء الأول. "مزاد لبيع المسلمات".. التكنولوجيا تساهم في اضطهاد مؤلم للنساء بعد أشهر من حذف أحد تطبيقات "بيع النساء المسلمات" في الهند، ظهر تطبيق مشابه في يوم رأس السنة الميلادية، لتقوم السلطات بحظره كذلك. وقالت طيارة هندية تدعى، هانا خان، مشتكية لوكالة "رويترز"، إنها تفاجأت قبل نحو ستة أشهر بصورتها على تطبيق "مزاد النساء"، قبل أن تتم إزالة التطبيق بسرعة، دون فرض أي عقوبات على أي شخص. وشملت هذه التطبيقات ناشطات وصحفيات وممثلات، بل وحتى الحائزة على جائزة نوبل للسلام، مالالا يوسفزاي. استهداف المسلمين وأصدر خبراء حقوقيون مستقلون، عينتهم الأممالمتحدة، هذا الأسبوع، بيانًا دعوا فيه السلطات الهندية إلى وقف المضايقات المنهجية ضد صحفية هندية مسلمة بارزة. وجاء في البيان أنه "يجب على السلطات الهندية إجراء تحقيق سريع وشامل في الهجمات الطائفية التي تنم عن كراهية النساء على الإنترنت ضد الصحفية رنا أيوب ووضع حد للمضايقات القضائية ضدها على الفور". واستُهدفت أيوب بسبب تقاريرها المستمرة حول حقوق المرأة ومساءلة الحكومة ووضع الأقليات الدينية في الهند. وكتبت رنا أيوب على تويتر يوم الثلاثاء: "إنهم يصفون وجودنا وتقاريرنا وآراءنا بأنها تافهة ولكنها تطلق العنان لكل مذيعيهم المفضلين وعروض وقت الذروة وترندات تويتر والنظام البيئي اليميني ومواقع الدعاية والقادة للدفاع عن أنفسهم ضد صحفية". They call our existence, our reportage, our opinions as insignificant but unleash all their favourite anchors, prime time shows, twitter trends, right wing ecosystem, propaganda websites and leaders to defend themselves against a journalist. Must confess it is very flattering. — Rana Ayyub (@RanaAyyub) February 22, 2022 اضطهاد للإعلام على مدى السنوات القليلة الماضية، صنفت الهند كواحدة من أخطر البلدان وأكثرها تقييدا للصحفيين في العالم، فمن من بين 27 صحفيا قُتلوا حول العالم في عام 2021، وثقت 5 وفيات في الهند، وفقًا ل "لجنة حماية الصحفيين". وعلى الرغم من وضعها العلماني والديمقراطي، تحتل الهند المرتبة 142، بعد ميانمار وباكستان، في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021 لمنظمة "مراسلون بلا حدود". وقالت "مراسلون بلا حدود": "منذ الانتخابات العامة في ربيع عام 2019، التي فاز بها حزب "بهاراتيا جاناتا"، بزعامة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بأغلبية ساحقة، ازداد الضغط على وسائل الإعلام للتقيد بخط الحكومة القومية الهندوسية". ويشير موقع "فويس أوف أميركا" إلى أنه بالإضافة إلى مواجهة المضايقات العامة المتزايدة، يتعرض الصحفيون المسلمون، وخاصة النساء، للتمييز في أماكن عملهم. وقال ستيفن باتلر، منسق برنامج آسيا في لجنة حماية الصحفيين للموقع: "حتى داخل الشركات الإعلامية الهندية الكبيرة، هناك نوع من السقف للعديد من الصحفيين المسلمين .. حيث تم التمييز ضدهم داخل العديد من المطبوعات الكبيرة". كما أن المخاطر التي تواجه الإعلام الحر في الهند تقوض المؤسسات الديمقراطية في البلاد، ويضيف باتلر "لا يمكن أن تكون لديك ديمقراطية دون حرية الصحافة". الهند أصدرت قرارا بحظر ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية حظر الحجاب وأدى قانون جديد يمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب في المراكز التعليمية إلى اندلاع احتجاجات وإغلاق المدارس في ولاية كارناتاكا جنوبي الهند. وتؤكد جايشري باجوريا، الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" للموقع الأميركي أن حظر الحجاب "أحدث مثال على سعي السلطات الهندية بشكل متزايد لتهميش المسلمين وتعريضهم لتصاعد العنف". وبالنسبة للصحفية قرشي، يعد الكفاح من أجل الحجاب ليس دينيًا فقط، وتقول لموقع "فويس أوف أميركا": "النساء المسلمات المحجبات يناضلن من أجل حقهن الدستوري، حقوق يتم انتزاعها في بلد ديمقراطي". في حين أن مودي لم يعلق علنًا على سياسات حزبه فيما يتعلق بالمسلمين الهنود، فقد ادعى في تجمع انتخابي هذا الشهر أنه يحظى بمباركة النساء المسلمات. ونقلت وسائل إعلام هندية عن مودي قوله: "لقد حررنا الأخوات المسلمات من طغيان الطلاق الثلاثي. وعندما بدأت الأخوات المسلمات في دعم حزب بهاراتيا جاناتا علنا، أصبح هؤلاء المروجون للتصويت غير مرتاحين. إنهم يحاولون منع الفتيات المسلمات من التقدم. الحكومة تقف مع النساء المسلمات ".