أشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن بعض القادة والمسؤولين في عدة دول، من أنصار اليمين المتطرف، باتوا في "موقف محرج" بعد غزو بوتين لأوكرانيا. وفي الساعات التي تلت شن روسيا هجومها على أوكرانيا، اصطف البرازيليون من جميع الأيديولوجيات لانتقاد العدوان، ومنهم نائب الرئيس، ومرشحون للرئاسة، ومعلقون سياسيون، ما عدا "السياسي الأكثر أهمية"، وهو الرئيس جايير بولسونارو. ولم يتطرق بولسونارو، الذي صافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، في موسكو، وأعلن تضامن البرازيل مع روسيا، إلى الهجوم في تصريحاته العامة، الخميس. وفي وقت متأخر فقط من يوم الخميس، تناول بولسونارو قضية الغزو، دون "الانحياز إلى جانب أو توجيه اللوم"، ولكن ل"توبيخ" نائب الرئيس للتحدث بصراحة عن هذه القضية. وقال: "الرئيس هو من يجب أن يتحدث في هذا الشأن. والرئيس هو جاير ميسياس بولسونارو. انتهى". ويشير "الصمت المزعج" لبولسونارو، وهو آخر زعيم التقى شخصيا مع بوتين قبل الغزو، إلى "التحدي السياسي" الذي يواجهه سياسيون حول العالم الآن، والذي يتمثل في محاولة التوفيق بين "إعجابهم المعلن سابقا ببوتين"، والغزو الذي تمت إدانته على نطاق واسع. وفي السنوات الأخيرة، بعد أن "خنق المعارضة وعزز سلطته" في الداخل، استحوذ بوتين على دعم "المحافظين الشعبويين" في الخارج، الذين يرون أنه "زعيم قوي يدافع عن القيم المسيحية المحافظة، في عالم يتعرض لهجوم الأيديولوجيات الليبرالية"، وفقا للصحيفة. وأشادت زعيمة اليمين الفرنسي، مارين لوبان، بحنكته (بوتين) السياسية، وتلقت تمويلا لحزب التجمع الوطني من بنك روسي. وارتدى الزعيم الإيطالي اليميني المتطرف، ماتيو سالفيني، قميصا مطبوعا عليه صورة بوتين، أثناء جولته بالساحة الحمراء في موسكو. وفي الولاياتالمتحدة، وضعت مجلة "نيوزماكس" المحافظة صورة بوتين على غلافها. وأعرب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مرارا عن إعجابه بصفات بوتين القيادية. ولكن الآن يبدو أن سمعة بوتين على أنه "رجل قوي"، بدأت تتعارض مع "حقيقة أفعاله"، بعد غزو أوكرانيا، وفقا للصحيفة. وقال كينيث روث، المدير التنفيذي ل"هيومن رايتس ووتش": "لقد أعجب القادة الشعبويون ببوتين بسبب عدم ليبراليته، وهجماته على الضوابط والتوازنات التي تقيد السلطة التنفيذية، وبسبب قوميته واحتضانه للقيم المحافظة". وأضاف أن "خطر وجود أي شخص مستبد، غير خاضع للمساءلة وغير خاضع للرقابة، هو أنه يستطيع فعل ما يشاء". وفي أوروبا، دفعت مشاهد القوات الروسية التي تشن هجوما على أوكرانيا، مؤيدي بوتين نحو محاولة "إيجاد النهج الصحيح". وأعرب نايجل فاراج، "بطل" خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عن ندمه التام لتوقعاته بأن روسيا لن تشن هجوما واسع النطاق على أوكرانيا. وقال: "كنت مخطئا". وأشار سالفيني، الذي ينتمي حزبه إلى الحكومة الإيطالية، إلى أنه سيدعم أي رد يتخذه رئيس الوزراء الموالي لحلف شمال الأطلسي ماريو دراغي. لكنه كان حذرا أيضا في وصفه للهجوم. ووصفت لوبان، الخميس، التحركات الروسية بأنها غير مبررة، وقالت إنه يجب إدانتها.