السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الليل وليس المُغرِب هو التوقيت الشرعي للإفطار

مع نهاية شهر شعبان واستعدادنا لشهر رمضان كان لابد من هذا التنوير المبكِّر حول وقت الإفطار في رمضان حتى يأخذ الناس وقتهم بالكفاية ويتمعّنوا في هذا الموضوع ويتدبّروا فيه ويراجعوا الامر بعقل متدبِّر يبحث عن الدليل ويميل حيثما مال الدليل.
فعندما نتناول مسألة وقت الافطار في رمضان، فهل مجرّد غروب الشمس؛ أي سقوط قرصها خلف الأفق، إيذانٌ لنا بحلولِ وقت الإفطار؟ .
الحقيقة أن الجواب على هذا السؤال هو الذي سيوضح للكثير من الناس مدى هجرنا للقرآن وتدبّره بصفة عامة وبُعْدَنا عن الدين بصفة خاصة بل ومدَى تضليل الكهنوت لنا جيلاً بعد جيلٍ . لأن الذي يدرِك الحقيقة سيستشعر هَوْل المصيبة التي يقع فيها في كل سَنةٍ وهو لا يُدرك أن مجهوده العبادي الصيامي ، رغم اخلاصه فيه وتحمّله لمصاعبه ، إلا أنّه مُهدّد بالحصول فيه على صِفر درجة يوم القيامة.
فنحن منذ صِغَرنا يعلِّمنا الكهنوت أن الصوم هو إمساك عن شهوتي البطن والفرج وكل ما يجرح الصيام منذ طلوع الفجر وحتى (غروب الشمس) حسب الفهم الشفهي أو الفقهي المغلوط للكهنوت ومصادره التضليلية. ولا نسمع من الكهنوت أبداً توضيحاً قرآنيا وبطريقة عِلْمية حول التوقيت الشرعي المنصوص والمحدد وقته والذي يبدأ عند ظهور الخيط الابيض من الخيط الاسود وينتهي عند الليل ؛ ونكرر هنا "الليل" لأنه هو الذي أعلنه القرآن كنهاية ليوم الصيام وما أدراك ما الليل الذي يجب أن ينتبه له القارئ ولمعناه القرآني المتَّصِل بالإفطار في رمضان . فالليل توقيت قرآني رمضاني محدد للإفطار وهو مذكور في نصٍ واضحٍ وصريحٍ وسهل الفهم . حيث يقول القرآن ، ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾.
ويوجد نص نبوي أيضاً يؤكد أن وقت الإفطار هو مطلع الليل. حيث اخرج ذلك كل من البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ابي شيبة . إذ يقول نص حديث أن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله، "إذا أقبل الليلُ من ههنا (أي المشرق) وأدبر النهار من ههنا (أي اقبل الليل) ، فقد افطر الصائم". فكلِمَتَي "مِنَ الْفَجْرِ" في قول الله تعالى، ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ توضحان أن خيط البياض تحت الاسود هو جزء من الفجر وليس هو الفجر كله لأن كلمة "مِن" هي للتبعيض . فالآية القرآنية اعلاها والحديث النبوي الذي يليه يوضحان أن صيام المؤمن مُحاط بالليل من الجهتين ! وهذا واضح لمن يدقِّق ويتدبَّر في التوقيتين . وهذا يعني أيضاً أن "الْخَيْط الأَبْيَض"، الذي يوقِف بظهوره المرء تلبية شهوتي البطن والفرج ويبدأ صيامه عنده ، هو نهاية الليل ولكن الليل مازال يسود ويُقابله وقت الإفطار وهو "الليل" المذكور في الآية القرآنية اعلاها وهذا يكون بَعْد الغروب بثلث ساعة تقريباً وليس عند الغروب . وكما أنه يجب أن نتوقف عن اشباع شهوتي البطن والفرج بعد ظهور "الْخَيْطُ الأَبْيَضُ" (أي بمجرد ظهور الخيط الابيض من الخيط الاسود) بينما الليل ما زال سائداً فكذلك يجب أن نظل مستمرين في الإمساك عن اشباع شهوتي البطن والفرج عند غروب الشمس لأنه لم يحِن بعد الليل الذي تقصده الآية القرآنية اعلاها . فوقت الغروب ليس ليلاً بل هو وقت المغرب . حيث يجب علينا أن ننتظر حتى مطلع "الليل" كما أمرتنا الآية القرآنية اعلاها . ومما يثبِت ويدعم هذا الفهم الشرعي أنه في حديث آخر اخرجه احمد بن حنبل وعبد بن حميد وابن ابي حاتم والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : صوموا كما أمركم الله وأتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فأفطروا". ووفقاً للنصوص النبوية اعلاها التي تفسِّر وتبيِّن الآية القرآنية اعلاها وتتوافق معها توافقاً تاماً فإنه يبدو أن من يسمونهم الصحابة قد انتهكوا مواعيد إنهاء الصيام ، مواعيد الإفطار ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وآله بل وكرّر قائلاً ، "وأتموا الصيام إلى الليل فإذا كان الليل فأفطروا". وهذا النص النبوي الجلِي والواضح يتوافق مع أمر القرآن باستمرار الصيام إلى دخول الليل وليس إلى المغرب ؛ (غروب الشمس) لأن وقت المغرب ليس ليلاً. وعليه فإن الإفطار غير مرتبط بغروب الشمس وإنما هناك شرط أساسي للإفطار ألا وهو أن يُقبِل "الليل" مشاهدة بالأعين ووصولاً إلى موضعه الذي يُثبِت دخوله من أجل الافطار كما اقبل "الخيط الأبيض" مشاهدة بالأعين ليمسك الانسان عن شهوتي البطن والفرج وكل ما يجرح الصيام .
فلحظة غروب الشمس ليست ليلاً . فإذا كانت لحظة غروب الشمس ليلاً لقال الله تعالى وأتموا الصيام إلى "الغروب" أو "المغرب" خاصة أن كلمتي "الغروب" و"المغرب" مذكورتان في مواضع اخرى من القرآن . كما أنه لم يكن من الصعب على الرسول صلى الله عليه وآله أن يكتفي في نصه اعلاه أن يقول ، "غروب الشمس" أو (المغرب) دون التأكيد مرتين على "الليل" كما هو واضح في النص النبوي اعلاه. وعليه فإن "الليل" المقصود في الآية القرآنية والحديث النبوي السابقين هو إقبال الظلام من جهة المشرق وحتى منتصف السماء ولا يكون هذا إلا بعد غروب الشمس بثلث ساعة على الأقل .
فانظر أيها القارئ الكريم متى نفطر في رمضان ! فغالبية الناس تخرِّب صيامها بقطْعِهِ مع مطلع نداء الكلمات الأولى من اذان المغرب ؛ (عند سقوط قرص الشمس خلف الأفق) وهكذا يستمر الناس على الإفطار وفقاً لهذا الفهم الخاطئ لمواعيد الإفطار حتى نهاية رمضان وفي كل رمضان مدى حياتهم رغم أن القرآن بيْن أيدينا وقد يسّره الله تعالى لفهمِنا وتدبّرنا لكن أصبح الفرد فينا كالحمار يحمل اسفاره نتيجة التجهيل والتضليل المنظّم واحتكار الكهنوت للدين رغم عدم فهمه له. فرغم أن الناس تصوم بإخلاص ، إلا أنهم في النهاية سيجدون يوم القيامة أن صيامهم كان خطأ لأنهم كانوا يفطرون قبل الوقت الشرعي بثلث ساعة على الأقل . وهذا كله نتاج التجهيل والتضليل الكهنوتي والجهل بالمعنى القرآني لكلمة "الليل" رغم أن القرآن يفسِّر بعضه بعضاً ويوضّح أن آية الليل ممْحُوّة أو مظلمة ولكننا هجرنا القرآن وعلينا تحمُّل تبِعات شكوى النبي صلى الله عليه وآله ضدنا في شأن ذلك يوم القيامة عندما يقول ، ﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.﴾ وسبب ذلك أننا سلَّمنا عقلنا للكهنوت الجاهل ولم يُعطِنا الكهنوت مقابل ذلك سوى الضلال والتجهيل . وهنا نسأل سؤالاً وجيهاً : لماذا ، في كل صغيرة وكبيرة ، نرهن عقلنا للكهنوت التفتوف اللص آكل أموال الناس بالباطل والساكت عن دماء المظلومين المراقة في الشوارع ؟ أليس لنا عقل؟ ألم يُيَسِّر الله تعالى القرآن للذِكْر لنا جميعاً ومن دون استثناء؟ لماذا نجهل نحن الفهم القرآني لتوقيت هذه الشعيرة الاسلامية الهامة ألا وهو وقت الإفطار في شهر رمضان ؟ كم سَنَة صام من يُسَمون "الصحابة" مع النبي صلى الله عليه وآله؟ فلماذا ضيّع أولئك "الصحابة" ضبط هذه التوقيتات الهامة ضبطاً مُحكماً وموثقاً ولماذا لم يورثونا الفهم النبوي العملي في هذا الشأن بطريقة لا يختلف عليها اثنان أبداً ؟ ألَا يدّعي الكهنوت أن "الصحابة" قد حفظوا الدين وأوصلوه لنا؟ أي دين هذا الذي أوصلوه لنا ؟ فإذا كان هذا القول حقيقة ، وما هو بحقيقة والله ، فلماذا لم يُوَرِّثنا "الصحابة" التوقيت الشرعي الصحيح الذي أفطر فيه النبي صلى الله عليه وآله ؟ أم أن "الصحابة"، قد انشغلوا ، بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله ، بالخيانة والنكوث والاعتداء والحرق والغزو والنهب والسلب والسبي وامتلاك الجواري وتجميع كُتَل الذهب التي يتم تكسيرها بالفؤوس ؟!! فتكرار النبي صلى الله عليه وآله لكلمة الليل في حديث واحد يوضح أن بعض "الصحابة" قد انتهكوا الوقت الشرعي للإفطار وقد اعتاد مثل أولئك "الصحابة" على انتهاك شعائر الدين كما أقر بذلك "الصحابي" انس بن مالك عندما قال أنه لا يرى من الدين الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله شيئاً وأنهم ضيّعوا من الصلاة ما ضيعوا بل وفي الحقيقة فقد صلُّوها خطأ لمدة ربع قرن من الزمن بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله كما اقر بذلك "الصحابيان" ابو موسى الاشعري وعمران بن حصين عندما صلّى بهم امير المؤمنين الإمام علي عليه السلام صلاة ذكَّرتهم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله . وهذا يشير إلى أن صلاة النبي صلى الله عليه وآله قد ضاعت بعد رحيله مباشرة ولم ينتبهوا أنهم أضاعوا الصلاة الصحيحة حتى صلى بهم أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام بعد ربع قرن من الزمن صلاة كصلاة النبي صلى الله عليه وآله فاندهش أبو موسى الاشعري وعمران بن حصين لأدائهم صلاة كصلاة النبي صلى الله عليه وآله خلف امير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ، نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ، بعد ربع قرن تقريباً من رحيل النبي صلى الله عليه وآله!! ولذلك فمن الطبيعي أن يضيِّع أمثال أولئك "الصحابة" كل الدين بما في ذلك التوقيت الشرعي للإفطار في رمضان رغم وضوح النص القرآني وتبيان الحديث النبوي ولذلك لم يورّثنا أمثال أولئك "الصحابة" سوى دين معبأ بالتزوير فورثه كهنوت متلاعِب بالدين برمته منذ ذلك الزمن وحتى جاء زمن الدقون القذرة والضمائر الكاتمة للحق والافواه المتفتفة على ميكروفونات المساجد من اجل ترفيه واضحاك الناس وإلهاءهم عن الحق وحرمانهم من التنوير الديني . فمثل هؤلاء الكهنة ومن يستمع إليهم ويضحك لهبالتهم هم ممن اتخذوا دينهم هزواً ولعبا.
لقد بيّن الله تعالى لكل متدبر معنى (الليل) في آية تحديد وقت الإفطار في رمضان بكل وضوح. كما نجد ما يعضِّد هذا الفهم في القرآن نفسه في آيات أخرى . فقد بيَّن الله تعالى أن من علامات (الليل) أنه مُظلِم بينما أن آية النهار مبصِرة . حيث يقول الله تعالى في مُحْكَم تنزيله، ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾! فإذا قمنا بمقارنة هذه الآية القرآنية مع الآية القرآنية التي تحدِّد وقت الافطار بأنه الليل ، فهل وقت المغرب ، والذي نهرع ونقطع صيامنا عنده، "ممحو" ومظلم كالليل أم مبصر ومن أطراف النهار؟ فلينير شخص عند سماعه أذان المغرب الإضاءة الخارجية ويرى إن كانت لإضاءتها اثراً فاعلاً كأثرها حين يدخل الليل ! فإذا لم يجد لها اثراً فاعلاً كأثر اضاءتها حين دخول الليل فهذا يعني أن الوقت مازال من أطراف النهار ويسود مشرقه الشفق الأحمر وبذلك فإنه لا يحتمل المعنى القرآني لليل كما هو موضح في آية تحديد مواعيد الإفطار في رمضان كما رأيناها سابقاً؟ فإذا كانت آية النهار أنه مبصر وفقاً للآية القرآنية اعلاها فهل آية المغرب توضح أن وقت المغرب ، كما نراها عند أذان المغرب، مبصر أم غير مبصر؟ بل هو مبصر لأن المغرب من طرفي النهار كما قلنا سابقاً. فوقت المغرب ليس ليلاً بل لا يظهر حتى أثر للإضاءة الصناعية الخارجية التي من حولنا بسبب أن محيطنا مازال مضيئاً بآثار ضوء الشمس؛ الشفق الأحمر المشرقي.
فقد بيّن الله تعالى لنا في القرآن معنى الغروب وأنه ليس من الليل بل من أطراف النهار حين أمرنا أن
نسبحه طرفي النهار . ومن المعلوم أن الطرف الأول للنهار هو بدء طلوع الفجر بسبب ظهور آثار شعاع الشمس ؛ الخيط الأبيض وتوسعه في السماء . كما أن الطرف الثاني للنهار هو غروب الشمس ووجود الشفق الاحمر عند المشرق. فالفجر يبدأ وقته بعد ظهور "الخيط الأبيض" من الخيط الاسود ويأتي وقت صلاة الفجر بشكل رسمي بعد ثلث ساعة. وعلى نحو مشابه فإن الغروب ليس من الليل كما هو في معني آية تحديد مواعيد بدء وانهاء الصيام اعلاها. حيث يدخل الليل الإفطاري بعد أكثر من عشرين دقيقة من الغروب أو سقوط قرص الشمس خلف الافق . وعليه ، فبما أن أطراف الشيء تكون منه ؛ "طرفي النهار"، فإن غروب الشمس أو سقوط قرصها خلف الافق يُحسَبُ من النهار وليس من الليل مثلما أن الفجر ؛ ما بعد انتشار الخيط الأبيض ، يُحسَبُ من النهار وليس من الليل . حيث لا يأتي الليل المقصود في الآية القرآنية الخاصة بتحديد الإمساك والافطار إلا بزوال "الحمرة" من جهة الشرق واتجاهها غرباً (أي وصول طرفها الشرقي منتصف السماء) بسبب مُطارَدتها بواسطة "الظلمة المشرقية" ومحاصرتها لها في النصف الغربي السماء. وبما أن هذا التوقيت يأتي بعد حوالي عشرين دقيقة على الاقل من وقت آذان المغرب ؛ سقوط الشمس خلف الأفق ، فعليه نُذكِّر الناس أن يفطروا بعد 20 – 25 دقيقة ، (عشرين إلى خمسة وعشرين دقيقة) ، من بعد اذان المغرب ؛ سقوط الشمس خلف الأفق، لأن المغرب شيء والليل شيء آخر كما اتضح من الشرح اعلاه . حيث أن النداء لصلاة المغرب يتم رفعه مباشرة مع سقوط قرص الشمس خلف الافق وهذا هو بدء وقت المغرب وهو ليس (الليل) المُفطِر المذكور في الآية القرآنية اعلاها وبذلك فهو ليس وقت الافطار . ولا تأتي حدود الظلمة المشرقية المتجهة غرباً وحدود الحمرة المنحسرة غرباً ؛ (البرزخ بينها) ، فوق رأس الانسان إلا بعد حوالي 20 إلى 25 دقيقة من وقت اذان المغرب . فعند ذلك يكون الليل المُفطِر وبذلك يفطر الصائم وفقاً للتوقيت الالهي المذكور في الآية القرآنية والأحاديث النبوية المذكورة سابقاً.
لذلك فاحترسوا وحافظوا على كمال صيامكم واختتامها بطريقة شرعية وفقاً للقرآن والممارسة النبوية الشريفة وتجنَّبوا الاكل مع أو بعد اذان المغرب مباشرة . حيث أن الانتظار 20-25 دقيقة بعد اذان المغرب ضروري لإنجاز الصيام وفقا للأمر القرآني والنبوي اعلاه ولا يكلّف ذلك الانسان شيئاً.
ونشتكي إلى الله تعالى ما فعله الكهنة الضالون بصيامنا وصيام آباءنا واجدادنا الذين لم يكونوا يطّلعون أو يقرأون أو يتحققون بل كانوا يرثون الدين كما يرثوا الارض والحِمار والبقرة بينما الكهنوت الذي كان يصعد على منابر مساجدهم كان أكثر جهلاً منهم لكنه كان جريئاً رغم جهله ونرى امثلتهم في يومنا هذا أيضاً وهم يحتلون منابر المساجد ويملأون الأجواء صراخاً من دون مضمون وبالفعل فالبرميل الفارغ له صوت اعلى . فآباءنا واجدادنا ومن سبقوهم مُوكَلون إلى امر الله تعالى إن شاء عذّبهم وإن شاء غفر لهم لكننا نحن لسنا معذورون لأننا خضعنا للتعليم ونمتلك الوسائل التي تُمَكِّننا من الاطلاع والتحقيق العلمي . يجب أن نتذكر أن الدين لا يُورَث بل على كل شخص أن يكتسبه بالتدبر والتدارُس والتفكُّر والتحقيق العلمي من خلال الرجوع إلى المصادر وعرض رواياتها على القرآن وبذلك فقط نستطيع أن نثبت لله تعالى بأننا لسنا كالحمير التي تحمل اسفارها ولكنها لا تعرف محتواها. فالروايات التي توافق القرآن نأخذ بها وما اختلفت وتعارضت مع القرآن من روايات نضرِب بها عرض الحائط لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يخالف القرآن أبداً. فقول النبي صلى الله عليه وآله وحي يُوحى ولا يختلِف مع القرآن أبداً وهذا تؤكده الآية القرآنية التي تقول، ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا﴾. فلا تستمعوا إلى مرويات مفبركة تخالف القرآن مثل، "ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور" لأن هذا نص روائي مُبهَم في شأن توقيت "تعجيل الفطور" و"تأخير السحور" بينما يقابله نص قرآني جلِي وواضح يحدّد بدقة متناهية مواعيد الإمساك والافطار . فمروية تعجيل الفطور وتأخير السحور اعلاها مروية مزورة لأنها تُبهِم الامر المُحدّد في القرآن بينما أن النبي صلى الله عليه وآله لا ينتج المبهمات أبداً . ولا يعطي النبي صلى الله عليه وآله نصاً نبويا مبهماً يجعل النص القطعي والواضح والمحدّد بالقرآن مبهماً كما هو في النص الروائي المفبرك أعلاه والذي يدّعي أن النبي صلى الله عليه وآله قد قال ، "ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور". فالنبي صلى الله عليه وآله مهمّته التِبْيان وليس الابهام . وإن النبي صلى الله عليه وآله قد ترك أمته على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا كهنوت تفتوف وزّع جراثيم مدخل مُعتَلَفه على ميكروفونات المساجد ولا تساوي هرطقاته إلا ما يخرج من نثيله أو كهنوت لص يأخذ بالدولار ويهرب كمن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أو دقون قذرة ليس لها سوى الصراخ الجاهل على المنابر والنعيق بخطب لا تُعطي الناس شيئاً سوى الشعور بالقرف والتثاؤب والنوم. ولذلك فلا تعتمدوا على الكهنة الجهلة ولا تسلموهم عقولكم لأن الكهنة الجهلة هم مِعوَل ابليس الذي اقسم على أن يُضِل الاكثرية وها أنتم ترَوْن الكهنوت ، لعنهم الله جميعاً، لا يجيدون سوى التُفاف القذِر على مايكروفونات المساجد وترفيه الناس بالضحك وتهريب الدولارات بالحِزَم وإدمان الباسطة والفتة والسكات على الدم المُراق ظلما. فهل ما يمارسونه من كهانة هي من السُّنّة النبوية؟ والله إنهم لا علاقة لهم بالسُّنّة النبوية والسُّنّة النبوية بريئة منهم. ولذلك فعليكم أيها الناس أن تلعنوا مثل هذا الكهنوت لعناً وبيلا وترجعوا بأنفسكم لتدبُّر دين الله تعالى لأن الله تعالى قد يسّر هذا الدين ولم يجعله حِكرا لكهنوت جاهل بل قال الله تعالى، ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾؟ فلماذا السكوت كالبلهاء والحمير التي تحمل اسفارها أمام هذا السؤال الإلهي الرائع؟ بل يجب علينا أن نُجيب الله تعالى قائلين ، "نعم إلهنا! كلنا مدّكرين ومتدبّرين ودارسين ومتعقِّلين للدين" وفقط بهذه الطريقة سنخرج من التجهيل المتعمَّد الذي يوظفه الكهنوت الجاهل ويسترزق من خلاله ويحتفظ بنا كالأنعام في حظيرته الجاهلة. وارجو أن تعتبروا هذه المقالة تنويراً وتذكَّروا أن الكهنوت ضد التنوير بل ويصاب بهستيريا عندما يسمع أو يقرأ تنويراً لأن التنوير أشدّ على الكهنوت من رشق النِبَل . فالعدُو الأول للكهنوت هو التنوير لأن التنوير يسحب البساط من تحت قوالب الباسطة وحِزَم الدولار والامتيازات المادية والوظيفية التي يعشقها الكهنوت ذو البطن الممدود الذي ليس له هَمٌ سوى الصراخ بالتعجيل بالإفطار والتأخير بالسحور ليعبئ كرشته التي لا تمتلئ أبداً ولو وجَدَ الكهنوت طريقة لجعل الإفطار بعد صلاة العصر وذلك من أجل أن ينفج حضنيه بين نثيله ومعتلفه ويعتلف ويسلَح ويثبِّت عرش الطاغوت الظالم ؛ ولي نعمته.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.