مرة أخري يثبت الجنرال الفاشل عقم فكره وإنحطاط خياله وتدني همته .. لقد فشل في القيام بإنقلاب عسكري مكتمل ولم يتجرأ كالرجال في أن يعلن عن "إنقلابه" وطفق يتدثر بمصطلحات لا يصدقها إلا خياله المريض ، من قبيل أن ما قام به "حركة تصحيحية" .. ويعلم أطفال المدارس أن ما قام به الفاشل إنما هو إرتداد عن أحلام الملايين وإنقلاب ضد الثورة وأهدافها .. ووأد متعمد لمسيرة التعافي من رجس الإنقاذ البغيض. وبعد أشهره الخمس منذ أن قام بطامته الكبري والبلد قد دخل في حال الفشل التام والإنهيار الشامل وإنسداد الأفق وغياب الرؤية .. ولم يجد لغبائه وسوء تقديره مخرجآ من ورطته .. بل حتي لم يجد شخص "واحد" ليسند له رئاسة الوزراء .. وقبل نفر من مجهولي النسب والإنتماء الوطني العمل كوزراء في حكومة بلا هوية أو قيادة .. وآخرين لا نعلم لهم ذكرآ في ما يسمي بمجلس السيادة ( !! ) .. خليط من شرازم الأشرار والمنحطين من منسوبي حركات التمرد المسماة زورآ بحركات الكفاح المسلح ، الذين سقطوا في أول إختبار في الوطنية ، لينفضح ما كان معلوما بالضرورة ، أنهم مجرد بهلوانات سياسة وتجار حرب ، لا علاقة لهم بالكفاح او بالسلاح .. ويتضح أنهم من أسوأ من يلعق بوت العسكر من أجل منصب او جاه مفترض ، ولكم في وزير مالية الإنقلاب المثل والعبرة. ولأن جنرال الغفلة ومن معه من حثالة مستشاري السوء لا يقرأون التاريخ ولا علاقة لهم بأبجديات العلاقات الدولية ، زينوا له بالبحث عن مخرج من ورطته وأزماته خارج الحدود .. فشد الرحال الي عواصم شتي ، ولم يقابل إلا بالإزدراء والإحتقار الذي يستحقه .. ولو شاهد المنبوذ مراسم الإستقبال الذي حظي به رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد في إحدى العواصم العربية التي زارها وما حظي به هو في نفس العاصمة ، لعلم مدي هوانه علي الناس وتدني قدره وإنحطاط مكانته. وبدلآ من تحكيم صوت العقل ، والتوبة والإستغفار عن موبقاته ومما كسبت يداه الآثمة ، والعودة عن سوء فعله ، وبالإستجابة لصوت الشارع ومطالب الثوار .. صوب جام غضبه وحمقه علي مندوب الأممالمتحدة السيد فولكر بيرتس بعد بيانه لمجلس الأمن وهدده بالطرد .. ليعود بنا مرة أخري نحو سياسة سلفه اللص عمر حسن ، المسجون في قضايا فساد وسرقة .. سياسة الغباء والعنتريات الفاسدة في صراع عدمي مع المجتمع الدولي .. سياسة "أمريكا تحت جزمتي" الأثيرة لدي سلفه السجين .. والكل يعلم أين أوصلتنا حماقات الرقاص الأهطل. أقول إتضح جلياً ضرورة إزاحة هذا الفاشل ومن معه من عصابات الجنجويد ومجرمي حرب دارفور وبقايا ورمم نظام المتأسلمين الذين أعادهم إلي الواجهة مرة أخري .. إذا كان الحفاظ علي ما تبقي من السودان يشغل بالنا و يؤرقنا .. والدعوة أولآ الي شباب وشابات الوطن ممثلين في لجان المقاومة البواسل .. ثم الي الشرفاء في الأحزاب السياسية الوطنية . ثم الي كل غيور علي إرث ومستقبل هذا الوطن الشامخ .. الي كل سوداني وسودانية داخل وخارج السودان .. الوطن يقتل ، والتاريخ يمحي ، والمستقبل يسرق وخيراتنا تنهب وشعبنا يشرد ، فماذا نحن فاعلون؟.. فهل نكتفي بالبكاء واللطم؟ . يوم السادس من أبريل علي مرمي حجر ، وهو يوم له رمزية ملهمة في تاريخنا ، فهلا جعلنا منه علامة فارقة في مسيرتنا الوطنية ، وفي إستعادة وطننا من أيدي القتلة والمرتزقة.