الجزء الأول 1-2 يشكل اليهود 23٪ من الحاصلين على جائزة نوبل، و38٪ من الحاصلين على الميدالية الأمريكية الوطنية للعلوم،و27٪ من الفائزين بميداليات فيلدز للرياضيات و40٪ من أبطال الشطرنج في العالم!. ساهم اليهود بغزارة في مجالات العلوم المتعددة والأدب،ففي مجال الفيزياء كانت النظرية النسبية من ألبرت أينشتاين.وفي الفكر السياسي من اليمين واليسار كان هناك: كارل ماركس،روزا لوكسمبورغ، ميلتون فريدمان وآين راند.ثم نظرية التحليل النفسي من قبل سيغموند فرويد.وولادة علم اللغة الحديث مع نعوم تشومسكي.وعلم الاجتماع والنظرية النقدية مع مدرسة فرانكفورت: ثيودور أدورنو،هربرت ماركوز.النشاط الإشعاعي والراديوم وإيجاد علاجات للسرطان من ماري كوري. وفي الأدب فرانز كافكا، جيرترود شتاين،إسحاق أسيموف،وإيلي فايزل. يبلغ تعداد اليهود في العالم 15 مليون نسمة فقط. سكان العالم الآن 7 بليون و753 مليون نسمة. المسلمون قرابة ال2 بليون شخص. المسيحيون قرابة ال 2 بليون ونصف شخص. نسبة اليهود مقارنة بالمسلمين والمسيحيين وسكان العالم ضئيلة جداً ولكن نسبة تفوقهم في العلوم مقارنة بالديانات والشعوب الآخرى عالية للغاية. السؤال المنطقي الذي يتبادر للذهن هو لماذا يتفوق اليهود في مجال العلوم الحديثة و عدة مجالات آخرى؟. دعنا نرى: يقوم تحليل نظرية التفوق اليهودي في الغرب على ساقين، الوراثة الجينية والعوامل الثقافية/الإجتماعية. الوراثة الجينية على نسق إطروحة كتاب(منحنى الجرس The Bell Curve) الممعن في العنصرية لريتشارد هيرنشتاين وتشارلز موراي مفادها أن بعض الأثنيات كاليهود والبيض والأسيويين في أقصى الشرق وبناءاً على إختبارات الذكاء يمتلكون بصورة عامة نسبة ذكاء عالية طبيعياً لأسباب جينية،مع تمايز بينهم، أوضح تشارلز موراي في مقالات متعاقبة إنها تميل لكفة اليهود،مقارنة بأصحاب السحنات الأخرى، تحديداً السود. مايثير الشك والريبة العميقة في نظرية الوراثة الجينية هو أن التفوق اليهودي في العلم شيء جديد تماماً يمكن تتبع آثاره لبداية القرن العشرين.فدراسة عالم الفولكلور اليهودي جوزيف جاكوبس في عام 1886 لمقارنة مواهب اليهود بمواهب الغربيين الآخرين، وجد أن أدائهم كان متواضعاً في كل العلوم باستثناء الطب. وفي العقود الأولى من القرن العشرين،اختبر عالم النفس في جامعة برينستون، كارل بريجهام،ذكاء اليهود في أمريكا،وخلص إلى أن لديهم (متوسط ذكاء أقل من أولئك من جميع البلدان الأخرى باستثناء بولندا وإيطاليا). التفوق اليهودي في العلم ظاهرة ازدهرت بقوة في العقود التي سبقت وأعقبت الحرب العالمية الثانية،إنها ظاهرة حديثة للغاية لا يمكن تفسيرها أبداَ بالانتقاء الطبيعي!. على الجانب الثقافي/الإجتماعي كان الناس الذين يعيشون في أوروبا قديماً يخضعون لقيود قانونية أو إجتماعية حول كيفية كسب لقمة العيش. فعلى سبيل المثال،كان من المستحيل على يهودي أن يكون إقطاعي أو أن يمتلك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية،أو أن يترقي إلى رتبة عالية في القوات المسلحة.ترك كل هذا اليهود إلى حد كبير خارج المنافسة لاثنين من أكثر أنماط الحياة المرغوبة في المجتمعات الأوروبية التقليدية: إقطاعي نبيل أوضابط جيش.كانت الخيارات لديهم محدودة للغاية، فإتجه جلهم لحقل الإقتصاد. فقد ظهرت بعض الخدمات التي يمكن لليهود فقط تقديمها.فقد كان يُحرم على المسيحيين تقليديًا إقراض المال بالفائدة. وعلى الرغم من أن القانون اليهودي التقليدي يحظر أيضًا الإقراض لليهود الآخرين،إلا أنه سمح بإقراض غير اليهود (من هنا ظهرت في المخيلة المسيحية أولاً ثم العالمية شخصية شيلوك تاجر البندقية المقيت التي رسمها شكسبير ببراعة)!. ونظرًا لوجود سوق ضخم ومربح للغاية من إقراض الأموال ، فقد تراكم رأسمال النخبة اليهودية من هذه الثغرة تحديداً لتساعد في لعب اليهود دورًا عالمياً في الإقتصاد وما يتبعه من سياسة وإعلام وتعليم.