ستة وسبعين عام على قيام الأحزاب السودانية وما زال حال النخب وهي في ضلالها القديم حيث تقبل برجل دين كالامام الصادق المهدي أن يكون من ضمن المفكرين السياسيين على طريقة الساسيين السودانيين والنتيجة كساد فكري منقطع النظير. على طريقة المفكرين السودانيين التي تفتح على الفكر الردئ يتحدث كمال الجزولي عن كرامات الصادق المهدي كرجل دين وبهبل النخب السودانية يحوّل حاوي الروزنامة الصادق المهدي الى مفكر لا يشق له غبار كما ورد في روزنامة كمال الجزولي في حديثه عن الصادق المهدي والهدف المحافظة على حال النخب السودانية وهي مستكينة في أحزابها تحت بركات الأمام ومولانا والمرشد والاستاذ. لا يريد لها كمال الجزولي أن تغادر ما أعتاد عليه وكأن المجتمعات لا يغشاها التغيير بل يظل فرض العين أن نقبل الصادق المهدي كرجل دين من بين المفكريين السودانيين ومحمد المكي ابراهيم الذي كرمه أحمد هارون المطلوب للمحكمة الدولية صاحب أمة ومحجوب شريف بمرحب حباب الاشتراكية وغيرها من استهبال الشموليين أفق لا يمكن تجاوزه ستة وسبعين عام عمر أحزاب السودان ونحن مع صاحب الروزنامة مع اصراره لتسويق الصادق المهدي كرجل دين. والمضحك صاحب الروزنامة شيوعي ومسألة تعلقه بالامام لا تشرحها حتى ملحمة جلجامش في سير العلاقة ما بين جلجامش وأنكيدو والهدف هو أن يظل ما يعتقده صاحب الرزنامة أفق لا يمكن تجاوزه يكتب إلينا عن البرجوازية الصغيرة وهو البرجوازي الثقيل الذي لا يريد أن يفهم بأن فهمه لفكرة الصغيرة التي يتحدث عنها مع صاحبه عبد الله علي ابراهيم تفضح خواء فكرهم وأنهما لا يصلح لهما مقام إلا وسط نخب المجتمعات التقليدية كحال نخب السودان الآن. أما اصرارهما عن فكرة الصراع الطبقي وجهلهم بفكرة التقارب الطبقي والتضامن الطبقي والتصالح الطبقي فهو أمر محزن حيث يكمن سر بقاء حال الفكر والوعي متدني في السودان في ظل أحزاب يسوقها المرشد والامام ومولانا والاستاذ عن أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية. ومسألة التقارب الطبقي والتضامن الطبقي والتصالح الطبقي تأتي بعد أن يفهم أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية بدلا من مسألة إضطراد العقل والتاريخ في هيغلية وماركسية لاهوتية غائية دينية لا تفتح إلا على نظام شمولي أن يفهم أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية قد أصبح علم الاجتماع بعد معرفي في صميم الديالكتيك ولكن كيف يعترف الشيوعي السوداني بما يجعله وهو ما زال في ايمانه بنهاية التاريخ وانتهاء الصراع الطبقي بأنه هو وأتباع الحركات الاسلامية والنازية والفاشية في مقام من يقاوم الحداثة وبالمناسبة أتباع الشيوعية على طريقة نسختها السودانية لا يؤمنون بفكرة الدولة من الاساس وهذا يذّكر أيام ثورة الشباب في فرنسا عام 1968 وكيف كانت مقاومة السلطة وفهمها كظاهرة اجتماعية . المهم في الأمر واحدة من استهبال أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية محاولة مواصلة خداع النخب السودانية بأن الشيوعيين السودانيين من أدخل أفكار الحداثة والفكر الحديث وغيرها من المضحكات المبكيات وكما قلنا في أي مكان في العالم والشعوب الحية لا يختلف اثنين عن أن الشيوعية لا تقل بشاعة وقبح عن النازية والفاشية والحركات الاسلامية إلا في السودان حيث تجد أكبر المفكرين السودانيين ما زالوا في شيوعية لا تؤمن بفكرة الدولة من الاساس أو كما يكتب صاحب الروزنامة عن البرجوازية الصغيرة بجهل غريب إذا ما قارنا كتاباته حتى بكتابات هشام شرابي دعك من أفكار فلاسفة المجتمعات الحية كما رأينا كتابات علماء الاجتماع والاقتصاديين ولكن هل يفوق أحد في العلم صاحب الروزنامة وقالوا كل ديك في بلده عوعاي اذن فليعوعي صاحب الروزنامة ما دام يكتب لمحبيه في بلده كديك عوعاي. المضحك يتحدث صاحب الروزنامة عن القوة الحديثة وغيرها من استهبالهم الذي قد أوصل الحال بأن تصل الانقلابات العسكرية بأن تكون في الفترة الانتقالية وهم من خططوا لاسقاط حكومة الفترة الانتقالية وهذا يضعهم في مقام واحد مع الكيزان والفلول بالله شوف؟ قال القوة الحديثة اين قوة حديثة في بلد أكبر مفكر مستعد يكون كنفوس لسيده الامام أو مولاه أو مرشده واستاذه كما رأينا حال النخب السودانية طيلة الستة وسبعون عام التي أعقبت قيام ما تسمى بأحزاب سودانية أي مفكر متدني الفكر ما زال يتحدث عن البرجوازية الصغيرة على أساس أن الشيوعية أفق لا يمكن تجاوزه كما يتوهم صاحب الروزنامة كمال الجزولي في شيوعية لا تصلح إلا أن تكون رابط لمن يتوهمون انهم أكبر مفكري مجتمعاتهم التقليدية وبالتالي يتحدثون عن الصادق المهدي كرجل دين ويرفعونه الى مستوى المفكر السياسي لكي تستمر المسألة الى ما لا نهاية مرشد امام مولانا استاذ غصبا عن توكفيل الذي انتصر على ماركس في كل مكان إلا في بلد صاحب الروزنامة. فيا صاحب الروزنامة كل السرديات الكبرى تبدأ بمسألة سحب البساط من تحت الدين بما فيها ماركسية ماركس المرفوضة من بين السرديات كعقد هوبز ايضا رفض لأنه يفتح على نظام حكم شمولي مثله والشيوعية فكيف انت تتحدث عن رجل دين وتحاول فرضه على الناس كمفكر سياسي أم ان المسألة مجاملات ولجان تكريم وحوليات في ذكرى الامام ويجب إلقاء خطاب مجاملات وكذلك مواصلة استهبال نخب اليسار الرث في تماهيها مع الخطاب الديني واستمرارها في جبنها في محاولة بحث عن دور للدين كما فعل استاذكم عبد الخالق في منتصف الستينيات وكما واصل على دربه محمد ابراهيم نقد في حوار الدولة المدنية وقد توصل لعلمانية محابية للأديان وعلى دربه يسير الشفيع خضر بمساومة بين يسار رث ويمين غارق في وحل الفكر الديني وكذلك الحاج وراق بدعوته لمهادنة احزاب الطائفية ونسخة الشيوعية السودانية وحيدر ابراهيم كتقليد اعمى يطرح لاهوت التحرير وكله لا يقابله الا وصف هشام شرابي لجبن نخب اليسار في مسايرتهم لخطاب التيارات الدينية. كنا نتوقع من صاحب الروزنامة ان يصل مستوى وعيه الى مستوى يجعله يفهم بان الثورة المهدية والثورة الوهابية والسنوسية كانت دليل مرض العالم العربي والاسلامي في مجافاته للعقلانية وبسبب الوهابية والسنوسية والمهدية في السودان تأخر انتشار العقلانية وحتى العقود الاخيرة في زمن الصحوات الاسلامية وتيارات الاحياء الديني حيث كان الصادق المهدي لا يستحي أن يمتدح الطائفية لكي يضمن استمرار مجد اسرته كاسرة دينية ويعتقد بأن تسير حسب هواهم الى الأبد ونسوا بأن تقدم العالم وموروثه سوف يساعدنا في تخطي طائفية الصادق المهدي وسوف يأتي يوم تختفي فيه اسر الطائفية أي المهدي والميرغني وحتى من يحلم بان يلحق بهم ويحقق ما حققوه مثل حال اسرة بابكر بدري وقد حقق لهم بابكر بدري امجاد عبر الاحفاد فهي أقل اهمية من حزب طائفي ولكنها تقربهم من مستوى اسر أحزاب الطائفية لذلك تجد اسرة بدري تدعم الصادق المهدي لأنها تعترف بها كاسرة طائفية تتقدم عليهم ولكنها في اتجاه سيرهم باتجاه تكوين اسرة ذات دور في مجتمع تقليدي كما حال اسرة آل بدري في ادارة جامعة الاحفاد. المضحك أن النخب السودانية أغلبها حالها كحال كمال الجزولي صاحب الروزنامة مثلا نجد كتابات محمد ابراهيم ابوسليم تخدم طائفية الصادق المهدي وعلي صالح كرار تخدم فكرة صحيح الدين وتتماهى مع خط الخطاب الديني وكذلك كتابات يوسف فضل وكلها أي كتابات يوسف فضل ومحمد ابراهيم ابوسليم وعلي صالح كرار لا تخرج عن فكرة صحيح الدين وجبن المثقف السوداني في مجاراته الى خطاب وحل الفكر الديني لذلك نجد صاحب الروزنامة كمال الجزولي يسير كسائر في نومه على درب المؤرخيين السودانيين يوسف فضل ومحمد ابراهيم ابوسليم وعلي صالح كرار على درب فكرة صحيح الدين والتغزل في احزاب الطائفية وامامها ومرشدها بعكس هشام شرابي الذي يرى في المهدية والسنوسية والوهابية شر محض قطع طريق بداية العقلانية في العالم العربي والاسلامي وأخّر وعي الشعوب بنزعتها الانسانية وتفسير سير الحياة وفقا لعقل الانسان وضمير الوجود. وبسببها أي المهدية ترسخت كتابات الهوويين الصاخبين وأصبح الحديث يطول عن الهوية بدلا عن الحرية في زمن تتقدم فيه قيمة القيم أي الحرية وليست الهوية وولكل هذا نجد كتابات كمال الجزولي في مدح الامام الصادق المهدي وينسى أن الصادق المهدي رجل دين لا يستحي ان يرى في الطائفية صحتها وانها تصلح ان تجعله سيد ويستمر مجده في ابناءه الى الأبد وكمال الجزولي لا يخالف سير المؤرخيين السودانيين أمثال ابوسليم ويوسف فضل و علي صالح كرار وهم قد هيأوا العقل السوداني لقبول الطائفية والخطاب الديني بفكرة صحيح الدين ونجدهم في توافق مع كتابات الدكتور عبد الله الطيب وتلاميذه أمثال عون الشريف قاسم والحبر يوسف نور الدائم فلا يخدم فكرهم غير فكرة صحيح الدين . ولهذا في مشهد الفكر السوداني يزدهر الكتاب الانصرافيين في متاهات الهوويين الصاخبين وتنتشر كتابات الكتاب العسكر والكتاب الدبلوماسيين والكتاب رجال الدين وكلها تؤشر الى مستوى تدني الوعي في مشهد الفكر في السودان بالمناسبة كتابات كمال الجزولي في مدح الامام الصادق المهدي ووصفه بالمفكر وهو رجل دين فقط لا علاقة له بالفكر والسبب بأن غياب التفكير النقدي جعل مسألة انتاج ثقافة علمانية أشبه بالمستحيل في مجتمع قد رأينا جبن نخبه في مجاراتهم للخطاب الديني ووحل فكره كحالة كمال الجزولي فمثلا في المجتمعات الحية كان هناك فلاسفة ومفكريين وعلماء اجتماع ومؤرخيين قد أجبروا رجال الدين على قبول العلمانية بل جعلهم ينتجون من داخل نصوص الدين ما يقبل العلمانية فأين ذلك من كتابات كمال الجزولي في مدحه الكاذب للأمام الصادق المهدي؟ وبمثل نشاط مفكري اليسار الرث ككمال الجزولي لا تنتظر أن تنتج أحزاب وحل الفكر الديني أي ثقافة ذات قدرة على قبول العلمانية وهذا الذي لا يخطر ببال كمال الجزولي وهو أن الشعوب الحية في سردياتها الكبرى قد أجبرت حتى رجال الدين على قبول العلمانية بل أن الدين نفسه قد أنتج ثقافة علمانية من بطن نصوصه فهل يكون ذلك في حيز الامكان مع مفكري مجتمع تقليدي امثال كمال الجزولي لاحق لأحداث الصادق المهدي يمتدح قبيحها وهو مسألة ايمانه بأن الطائفية لا تشوبها شائبة بدلا من نقده ومعارضته ورفض أفكاره وخاصة اعتقاده بان الطائفية تليق بمجتمع عريق كالشعب السوداني؟ فبدلا من مجاملات كمال الجزولي بالحق وبالباطل للصادق حيا ومغازلا الطائفية بعد موت الصادق المهدي فهذا لا ينتج ثقافة علمانية وبدونها لا تكون اي ديمقراطية إلا اذا كانت ديمقراطية من يؤمن بانتهاء الصراع الطبقي ولكن كيف يفكر امام الطائفية في قبول فكرة العلمانية وكل المؤرخيين السودانيين أمثال يوسف فضل ومحمد ابراهيم ابوسليم وعلي صالح كرار تصب كل دراساتهم ومقارباتهم في فكرة صحيح الدين؟ وكأنهم لم يسمعوا يوم بأن الفارابي كان منتصرا للفيلسوف بعكس ميولهم لرجال الدين فالغلبة للفيلسوف فيما يتعلق بمسألة السلطة كظاهرة اجتماعية وليست لرجال الدين وقطعا مثل هذا القول لا يكون إلا في ظل مفكرين يمكن تصنيفهم بالنوابت وفلسفة النوابت كما يتحدث عنها الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني وفلسفة النوابت تكاد تكون معدومة في فكر المفكريين السودانيين. وقد اعجبتهم امواج فكرهم وهم يتحدثون عن الهويات القاتلة كما يقول امين معلوف والمضحك ان مفكري السودان يهتمون بالمنبت في السودان بسبب الرق وفتحي المسكيني في مفهوم فلسفة النوابت يتحدث عن الفيلسوف المنبت الذي يمكنه ان ينتج فكر معاصر ويضرب مثلا بكل من نيتشة وجبران وبمناسبة فلسفة نيتشة كمنبت ويعتبر أب لفلسفة النوابت فيما يتعلق بتوسيع ماعون الحرية وعلى فكرة فلسفة نيتشة كفيلسوف إشكالي وتعارضي تحتاج لدربة للقارئ حتى يعالج مقاصدها ونجد الآن أن ريجيس دوبريه من الساهرين على قراءة نيتشة ومعروف ان ريجيس دوبريه له توضيحات مهمة فيما يتعلق بقراءة ماركس المشوّهة لأهم ضلع من أضلاع الثورة الفرنسية وهي مسألة الأخاء وسياسة اليد الممدودة. أما عند ماركس فكانت وهم ياعمال العالم اتحدوا لذلك كان ريجيس دوبريه يؤكد بأن الماركسية تفاؤلية مريضة وعمياء وان بريقها يعمي من يذهب الى الحزب قبل الذهاب الى الكتب. ولهذا لا تستغرب أيها القارئ أن تجد في كتابات كمال الجزولي تأييدهه لفكرة ثورة في الثورة عندما طرحها حيدر ابراهيم علي كعنوان كتاب لريجيس دوبريه ونسى كل من كمال الجزولي وحيدر ابراهيم علي أن ريجيس دوبريه قد فارق أفكاره التي صاغها في ثورة في الثورة بكتاب مذكرات برجوازي صغير ولكن هل لكمال الجزولي زمن لقراءة مذكرات برجوازي صغير؟ وإذا كان له زمن فهمها كما اراد لها ريجيس دوبريه فهل يفهم بقية أتباع اليسار الرث في السودان في ترديدهم الببغاوي لنقد البرجوازية الصغيرة؟ على العموم مثل كتابات كمال الجزولي عن البرجوازية الصغيرة مع صديقة عبد الله علي ابراهيم كتابات من ما زال يؤمن بفكرة الصراع الطبقي في زمن قد أصبح البديل في دراسة الظواهر الاجتماعية وإفتراض العقلانية والاخلاق للفرد في سبيل تحقيق معادلة الحرية والعدالة وهنا يمكننا ان نتسأل لماذا يصر كل من عبد الله علي ابراهيم وكمال الجزولي علي رطانة نقدهم عن البرجوازية الصغيرة لأنهم في ماركسيتهم التي لا تؤمن بفكرة الدولة من الأساس يزدرون أفكار علماء الاجتماع وبفضلهم قد صنفت الماركسية والحركات الاسلامية والنازية والفاشية بانها ضد الحداثة. بعكس إعتقاد كل من كمال الجزولي وعبد الله علي ابراهيم في ان النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية هي من ادخلت أفكار الحداثة ولك ان ترى المفارقات العجيبة فمتى يستوعبون بان العالم الآن يحتفي بانتصار توكفيل على ماركس في كل مكان إلا في السودن؟ ولكن لفت انتباهي غياب أفكار تاريخ الفكر الاقتصادي وأدبيات النظريات الاقتصادية من كتابات كل من كمال الجزولي وعبد الله علي ابراهيم بشكل واضح يؤشر على جهلهم بالاقتصاد ومن يجهل بتاريخ الفكر الاقتصادي وادبيات النظريات الاقتصادية لا يمكنه استيعاب فكرة العقلانية والأخلاق بالنسبة للفرد في زمن الفرد والعقل والحرية وكله بسبب اعتقادهما بأن الماركسية يمكنها ان تصبح مدخل للاقتصاد والاجتماع والسياسة وهيهات ومشكلة كل من كمال الجزولي وعبد الله علي ابراهيم تشبه مشكلة سارتر وماركسيته التي جعلته بسبب جهله بعلم الاجتماع أكبر مدافع عن النظم الشمولية كما نعته كلود ليفي اشتراوس. للتوضيح قليلا فيما يتعلق بوهم أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية فان مدرسة الحوليات منذ عام عام 1929 قد أبعدت ماركس وقد أصبحت ماركسية ماركس لا تخدع إلا المثقف المنخدع الذي ما زال يتعاطى أفيون المثقفين وفقا لكتاب لريموند أرون بنفس العنوان ومنذ ذلك الزمان البعيد فقد أصبح ماركس مؤرخ عادي يمكن الاستدلال به كاي مؤرخ ولكن ليس بوهم أنه الأفق الذي لا يمكن تجاوزه بل قد أصبح أشهر وجه لأفشل أقتصادي ويمكننا ان نتحدث عن كيف استخدمه هشام شرابي في فكرة الأبوية المستحدثة وكيف عبرها قد وضح له جبن اتباع اليسار في تماهيهم مع الخطاب الديني كحالة كمال الجزولي ومع افكار الامام الصادق المهدي وكذلك نجد ايمان تود في فرنسا في استخدامه لماركس كمفكر عادي وليس الافق الذي لا يمكن تجاوزه في ظاهرة فشل النخب في فرنسا وكيف تدمرت بنية الصناعات الوطنية في فرنسا وكيف وصل بعدها لفكرة الحماية الاقتصادية وهي من صميم الفكر الليبرالي الذي يمثل يسار الرأسمالية. المهم في الامر ان العالم الآن يجدد أفكار العقد الاجتماعي ونجد منوالها في أفكار جون لوك وجان جاك روسو وعمانويل كانط وعلم اجتماع منتسكيو وديمقراطية توكفيل وآخر أفكار العقد الاجتماعي كانت نظرية العدالة لجون راولز وقد أكمل بعثه عنها في مطلع سبعينيات القرن المنصرم فيما يتعلق بفكرة العدالة إنصاف مع التركيز على معادلة الحرية والعدالة وفيها من العلوم الذي فات على ماركس نفسه فيما يتعلق بنظرية المنفعة وفكرة الاشباع وكيفية الحديث عن فكرة الاشباع للمجتمع بدلا عن فكرة الاشباع في حيز الفرد وكانت لحظة ظهور نظرية العدالة في مطلع التسعينيات لحظة قد بلغ فيها كل من عبد الله علي ابراهيم وكمال الجزولي درجة كان يمكنهما التخلص من اوهام مثل وهم ان الماركسية أفق لا يمكن تجاوزه ولكنه الجهل بتاريخ الفكر الاقتصادي وادبيات النظريات الاقتصادية كأم شرعية للعقلانية تجعلهما يجهلان بأن دراسة الظواهر الاجتماعية تحقق نظرية الحرية والعدالة وليست فكرة الصراع الطبقي. ما اود قوله ايها الشعب السوداني لا شك في أنك قد حققت مقولة اننا في زمن تقدم الشعب وسقوط النخب وحققت بان من يقوم بالتغيير هو الشعب وليس النخب وعليه نرجع لنقول بان هدفك هو تحقيق عودة فكرة الدولة كمفهوم حديث تقود مسألة التحول الاجتماعي والتحول الديمقراطي ولا يكون ذلك في ظل أحزاب يقودها المرشد لاتباع الحركة الاسلامية السودانية والامام في طائفية الصادق المهدي ومولانا في طائفية الميرغني والاستاذ كما يفتخر أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية أن حزبهم هو حزب الاستاذ فنحن في زمن الفرد والعقل والحرية زمن الحداثة التي قد قضت على جلالة السلطة وقداسة المقدس فلا تلتفتوا لغزل كمال الجزولي في مدحه لطائفية الامام الصادق المهدي في روزنامته.