لأني لست كالكبريت اضئ لمرة وأموت ولكني كنيران المجوس أضئ من مهدي إلى لحدي ومن سلفي إلى نسلي طويل كالمدى نفسي واتقن حرفة النمل مليونية الخامس من مايو 2022م ، مجددا يصل الثوار الى شروني، وتقابلهم قوات الجريمة المنظمة التابعة للعصابة الحاكمة عند معمل استاك بالعنف المفرط، وتستمر في القراءة من نفس كتاب الهزيمة، ليرتقي شهيد دهسا في العاصمة، وتتواصل مشاركة المدن الاقليمية في الفعاليات النضالية ممثلة في مدينة مدني العنيدة والمثابرة. وواقع الحال يقول أن العصابة الحاكمة لم تفهم الدرس بعد. فهي مستمرة في القمع، رغم اقرار زعيمها بالفشل ودعواته الكاذبة للحوار ، بحثا عن تسوية تؤسس لانتصار فشل في تحقيقه عبر العنف الانقلابي. تفضحها المليونيات بشكل مستمر، لأنها تضطرها للافصاح عن هويتها الحقيقة عبر ممارسة العنف الوحشي المفرط من ناحية، ولأنها تؤكد إصرار الثوار على حسم المعركة لمصلحتهم مهما طال الزمن، ومهما كانت التكلفة من ناحية أخرى. ولعل البعض يتساءل لماذا يرفض الثوار التسوية وفي الصلح خير؟ والإجابة هي ان التسوية تعني ما يلي : 1- استمرار التمكين العسكري والامني للانقاذ، ببقاء ذراعها الامنية والعسكرية الضاربة فاعلة في مسرح الأحداث، بحيث يبقى جهاز امنها وجيشها الذي تختطفه قيادة العصابة، وكذلك يبقى جنجويدها. 2- استمرار التمكين الاقتصادي ببقاء المؤسسات الاقتصادية التابعة لجيش الانقاذ وجهاز امنه وجنجويده خارج ولاية وزارة المالية، مما يعني استمرار سيطرة الاقتصاد الموازي. 3- استمرار نهب موارد البلاد الاقتصادية بالشراكة مع عصابة فاغنر، ونزح الفائض الاقتصادي الى دبي ومصر واماكن اخرى من قبل العصابة وجنجويدها. 4- استمرار السياسية الخارجية غير المتوازنة القائمة على التبعية للمحاور والارتزاق من حرب اليمن. 5- استمرار الخراب في الاجهزة العدلية، واستحالة اصلاحها او بالاحرى اعادة هيكلتها ومنع توظيفها كأداة تعيد انتاج التمكين. 6- افلات كامل من العقاب والمحاسبة للعصابة الحاكمة، واهدار تام لدماء الشهداء. 7- استمرار تطبيق اتفاق جوبا الذي لم يجلب أي سلام بل كرس عدم الاستقرار، وقبول وجود حركاته المسلحة الحليفة للعصابة والداعمة لانقلابها، والتي مازالت حليفة أيضاً لقوى (قحت) التسووية في نفس الوقت. والواضح مما هو أعلاه وهو ليس شاملا، ان العصابة راغبة في الحفاظ على كامل امتيازاتها وسلطتها تحت اطار ما يسمى بالتسوية او التوافق كإسم دلع لها، وان التناقض بينها وبين الثوار تناقض تناحري لا توجد منطقة وسطى فيه حتى تتم تسوية. فمشروع الثوار هو المشروع النقيض لكل ماسبق ذكره، ولا يمكنهم القبول بأي مما ترغب فيه العصابة ويشكل جوهر واساس مشروع الهبوط الناعم. وهذا بالتأكيد هو أساس مازق العصابة الذي تسبب في استحالة وصولها لتسوية، والذي افشل انقلابها ومنعه من تحقيق اهدافه أيضا. وهو أيضا مأزق قوى (قحت) التسووية مع لجان المقاومة. فمشكلتها ليست هي سيطرة الحزب الشيوعي على هذه اللجان كما تزعم، بل هي في استحالة تمرير مشروعها التسووي عبر هذه اللجان ذات البرامج والمواثيق الواضحة. فهي تتواجد وبشكل وازن داخل لجان المقاومة في العاصمة مثلاً، لكنها لن تستطيع تمرير خطها التسووي من خلالها ولن تستطيع اقناع الثوار به. فمأزقها هو مازق المشروع والخط السياسي غير المقبول للشارع السياسي الثائر، مهما توسلت لقبوله بإدعاءات الحكمة وتوازن القوى وتغليب موقف المجتمع الدولي واعطائه اثرا حاسما ووحيداً في المعادلة السياسية. ولكنها تحاول اقناع نفسها بأن سبب فشلها هو سيطرة الحزب الشيوعي. والحقيقة هي أن هذا الحزب هو الذي اتجه الى الشارع وألتحق بموقف ومشروع لجان المقاومة والقوى الثورية بعد خروجه من (قحت)، لا ان اللجان وقعت تحت سيطرته، والدلالة هي ان لديه ملاحظات وتعليقات وخلافات مع مواثيقها برغم اتفاقه على التصور الاستراتيجي معها. لذلك سيبقى مركز الصراع بين قوى الثورة وقوى التسوية هو لجان المقاومة بكل تأكيد. فبدون تحييدها او قسمتها لن تنجح التسوية. وفي تقسيم العمل الواعي او غير الواعي، يقوم الانقلابيون بالتصفية الجسدية في المظاهرات وبالاختراقات الامنية والاعتقالات، وتقوم قوى التسوية بالتجنيد للتحييد او خلق الانقسامات لتمرير خط التسوية. وهي ان كانت مدركة او غير مدركة، تتعاون مع العصابة لضرب أهم قلاع الثورة، متوهمة أنها تنتصر على الحزب الشيوعي، في حين انها تهزم نفسها وتعيد سيناريو الاستسلام للعصابة الحاكمة، التي تنتظر عودتها لتثبيت مكاسب التمكين، والحاق القوى التسووية بسلطتها من مواقع مختلفة كما فعلت سابقا. والسؤال هو متى تتعلم القوى التسووية الدرس؟ . والإجابة هي في الشارع المقاوم حتماً القادر على تعليم الجميع. وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! . [email protected]