أهم عامل يحدد نجاح أو فشل أي كيان , مهما كبر أو صغر , هو مقدرة الكيان في تحديد أولوياته و من ثم ترتيبها بحسب أهميتها. أي ماهي أهم الاولويات التي بجب فعها ألان ثم مايلي ذلك وصولا لآخر الاولويات . قراءتي لميثاق سلطة الشعب الذي أصدرته لجان مقاومة الخرطوم وما أحتواه من تفاصيل وصلت لحد تحديد عدد المفوضيات التي يجب أنشاءها (تم تحدبدها ب 19 مفوضبة) في الفترة الانتقالية, يجعلني أتسأل عن مدي أولوية ذلك . هل اصدار ميثاق شديد التفصيل أصدره ثوار مدينة واحدة من عشرات المدن السودانية التي تنتظم بها لجان المقاومة أهم , أم أن العمل علي توحيد كل لجان المقاومة السودانية في تنظيم قومي واحد , وتحديد هياكله الاقليمية والولاية وصولا لجهازه القومي القيادي هو أهم مايجب عمله الآن ؟ .
المواثيق المختلفة التي أصدرتها لجان المقاومة بمايرنو أولا , ثم بمدني , واخيرا بالخرطوم تتفق كلها في ضرورة (اقامة نظام حكم دبمقراطي ذو سلطات تنفيذية , تشريعية, قضائية منفصلة. يرأس الدولة فيه حاكم مدني يكون هو القائد الاعلي لجيش واحد. ويخضع الجيش الموحد فيه خضوعا تاما للقيادة المدنية) . كل المداد الذي أريق حول تفاصيل التفاصيل في ميثاق سلطة الشعب يمكن الاستعاضة عنه بجملة مشابهة ما بين القوسين أعلاه ستتفق حولها كل لجان المقاومة الشبابية في كل أنحاء السودان أضافة لكل سوداني يحلم بوطن ديمقراطي معافي .
ربما يقول قائل أنه في ظروف النضال اليومية الحالية فانه من الخطورة بمكان تشكيل تنظيم قومي موحد له قيادة معروفة علنيا لسلطات الامن مما يسهل اعتقالها. الرد علي ذلك هو أن التشرذم التاتج عن عدم توحد لجان المقاومة في تنظيم قومي واحد ربما يكون أكثر خطورة علي مستقبل الكفاح ضد حكم العسكر والنضال الذي ربما سيطول أمده لانشاء نظام ديمقراطي مستدام وثابت الاركان في بلدنا الحبيب . لو قيض الله للجان المقاومة التوحد في تنظيم سوداني واحد له قيادة قومية موحدة (مكتب سياسي أو لجنة مركزية .. الخ) فستكون هنالك عدة صفوف من القيادات تخلف كل منها ألاخري في حالة أعتقالها . أي أن خطورة عدم التوحد والتشرذم هي أكبر مما سينتج عن معرفة أجهزة الأمن لقيادة التنظيم القومي الموحد ومن ثم اعتقالها من حين لآخر.
أيضا مما أتمناه للجان مقاومة ألاحياء , هو أن تقوم اليوم وفي الحال بتقديم نموذج جديد للقيادة السياسية التي أفتقدتها الساحة السودانية منذ الاستقلال والتي تلخصها مقولة أن سيد القوم خادمهم . ماأعنيه هو العمل علي خدمة الناس كل في الحي الذي يقطنه . يمكن فعل ذلك ألآن قبل قيام النظام الديمقراطي الذي نسعي له وسيعتبر ذلك هو النموذج القيادي الذي يجب أن يكون في سوداننا الديمقراطي القادم بأذن الله . فمثلا يمكن العمل علي تنظيم حملات نظافة وتشجير مستدامة للاحياء. يمكن أيضا للجان مقاومة الاحياء , بما لديها من عضوية مهنية القيام بانشاء عيادات طبية (أسبوعية علي الاقل) , تقديم استشارات قانونية مجانية من قبل المحامين أعضاء اللجان , تنظيم فصول لمحو أمية الكبار وفصول دروس خصوصية مجانية لطلاب وطالبات أمتحانات الشهادات الفقراء وغير ذلك من الاعمال الخدمية الاخري الكثيرة التي يمكن ابتداعها وادارتها من قبل لجان مقاومة الاحياء وسيكون لها في ذلك تمرين هام لكيفية القيادة والحكم الراشد .
أملنا نحن أجيال الشيوخ والكهول كبير جدا في شبابنا وفي لجان مقاومتهم التي هي ابداع سوداني أصيل يضاف للأرث العالمي لحركات التحرر والنضال الثوري . هذا ألأمل يجعلنا نعتبر أن الفشل هنا ليس بخيار لكون أن كيفية العبور لمستقبل زاهر لسوداننا الحبيب أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بلجان المقاومة الشبابية .