يعرض الفليم الروائي السوداني (السد) الذي تدور أحداثه بمحيط سد مروي، ومشروع الفيلم السوداني (ملكة القطن) للمخرجة سوزانا ميرغني، ويبتدر المخرج السوداني "سنوبي" نقاشاً حول السينما السودانية ضمن فعاليات مهرجان "كان" السينمائي، الذي يعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، وانطلقت فعاليات دورته ال(75) يوم 17 من مايو الجاري وتستمر حتى يوم 28 . وتعرض خلال المهرجان العالمي الذي ينظم سنوياً بمدينة كان الفرنسية، عدد من الأفلام العربية، التي تحظى باهتمام ، لكنها لا تنافس في المسابقة الرئيسية للمهرجان "السعفة الذهبية". وقال طلال عفيفي، منتج الأفلام ومدير ومؤسس (سودان فيلم فاكتوري)، التي تعمل في إنتاج الأفلام وتعليم صناعتها في السودان ، في تصريح ل(الديمقراطي) إن اسم السودان يتردد هذا الشهر أكثر من مرة في أجندة مهرجان كان السينمائي المنعقد حالياً "إذ تضيئ شاشات المدينة الساحلية وأعين ضيوف المهرجان بمشاهدات فيلم (السد) وهو عمل روائي في 80 دقيقة من إنتاج فرنسي/ سوداني/ لبناني/ صربي/ قطري مشترك تم تصويره بالقرب من سد مروي". وأردف: "الفيلم الذي أخرجه اللبناني علي شري، قام ببطولته الممثل السوداني الشاب ماهر الخير، وشارك في إنتاجه المنتج السوداني السموأل حسين". ويستمد الفيلم الروائي الطويل "السد"، وهو الثالث في المهرجان، أحداثه من القصص الحقيقية للعاملين في مصانع الطوب، الذين التقى بهم المخرج في شمال السودان، وبنى معهم علاقة وطيدة على مدار السنوات الماضية. وكتب شري في تغريدة على (تويتر)، أن فيلمه (السد) "يتحدث عن شخص استشهد شمال السودان بالقرب من سد مروي خلال الثورة السودانية". ويعكس الفيلم الذي صورت مشاهده بالقرب من سد مروي، قصة عامل بمصنع للطوب التقليدي، يتجول سراً في الصحراء لتشييد مبنى غامض مصنوع من الطين، بينما ينهض الشعب السوداني للمطالبة بحريته. وإضافة لفيلم (السد) يعرض في مدينة كان مشروع فيلم سوداني وصف بأنه واعد، وبكلمات عفيفي: "من ناحية أخرى توجد المخرجة سوزانا ميرغني في مهرجان كان بمشروع فيلمها (ملكة القطن) وهو عمل قيد الإنتاج، تم اختياره في أتيليه المهرجان للدعم والتطوير ضمن 16 مشروعاً سينمائياً توصف بأنها مشاريع واعدة ومتميزة بشكل خاص"، مذكراً بأن سوزانا ميرغني أخرجت من قبل فيلم (الست) من "بطولة الممثلة القديرة رابحة محمود والشابة مهاد مرتضى، الذي حصل على العديد من التنويهات والجوائز حول العالم خلال العامين الماضيين". وقال طلال ل(الديمقراطي) إن المهرجان الذي يصنف من (الخمسة الكبار) بجانب مهرجانات برلين وفينيسيا و صَن دانس وتورونتو، تنعقد فيه لقاءات وحلقات نقاشية مهمة "من بينها جلسة يقدمها المخرج السوداني الشاب إبراهيم أحمد – سنوبي – مُلقياً الضوء على تجربة العمل السينمائي في السودان خلال العشر سنوات الماضية، وأبرز محطاتها وأساليبها من حيث مواجهة التحديات المختلفة، وصيغة العمل البديل". كما نوه مدير (سودان فيلم فاكتوري) إلى فيلم سوداني آخر يعرض بعيداً عن شمالي المتوسط، وذلك في غربي القارة الأفريقية بعنوان (طوبة لهن) للمخرجة رزان محمد عبد الرحمن وذلك "في فعالية سينمائية بعنوان (موسكو- داكار) بالسنغال"، وهو ثاني عرض أفريقي للفيلم الوثائقي القصير "حيث عرض بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في مارس الماضي" بحسب تعبيره. ويعكس الفيلم معاناة خمس من النساء في معسكر أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، يعملن في صناعة الطوب الأحمر في بيئة شاقة جداً. إضافة لذلك، يشير منتج الأفلام السوداني الذي بدأ مشواره السينمائي كممثل في خواتيم القرن العشرين، إلى أنه "تم الانتهاء من أعمال المونتاج لفيلم (من السودان للأرجنتين) وهو إنتاج سوداني/ أرجنتيني مشترك بين (سودان فيلم فاكتوري) و(بريفي فيلمز)، ويتناول العمل الوثائقي الذي أخرجه المخرج (ريكاردو بريفي) سيرة الرحالة والآثاري الأرجنتيني (أبراهام روزنفاسر) ورحلته الاستكشافية في شمال السودان في ستينيات القرن الماضي". ويعلق عفيفي على كم المشاركات السودانية العالمية المتزايد بالقول "يبدو أن السينما السودانية، وبرغم كل الإخفاقات المختلفة التي تتتالى وتتوالى في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المختلفة، لا تزال، وبطريقة ما، تحافظ على نصيبها من قوة الدفع والانطلاق"، مؤكداً أن عود السينما السودانية يشتد في مجالات مختلفة "سواء كان من ناحية الإخراج أو الإنتاج وكذلك التمثيل والمهن الملازمة في التصوير وخدمات المواقع والتوزيع. وهو أمر يستدعي الانتباه والدعم وتدعيم السياسات والقوانين التي تفتح الباب بشكل أكثر اتساعاً لهذه الصناعة المتنامية، وإتاحة السبُل أمامها كسوق للعمل بالإضافة لكونها مساحة حقيقة للإنتاج والإبداع". وشهدت السينما السودانية ازدهاراً ملموساً في السنوات الأخيرة إذ حظيت أفلام ومشاريع أفلام سودانية بجوائز وتقديرات في مهرجانات سينمائية عالمية وأفريقية عديدة في أريزونا والجونة وموسكو وسوس وبيروت وداكار والأقصر وغيرها، أبرزها فيلما "الست" لسوزانا ميرغني، و"ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا، بالإضافة لعدد من الأفلام، كالفيلم الاستقصائي الوثائقي "التلاميذ والسلاسل" الذي عكس معاناة طلاب الخلاوى، وفيلم "حفنة تمر" المقتبس من قصة الروائي السوداني الأشهر الطيب صالح، وفيلم (حاحاي الكلاب) للمخرج إبراهيم أحمد، ومشروع الفيلم (أشباح الحوت) للمخرج أحمد محمود، وغيرها.