السلام الذي سعت اليه حكومة الثورة بلا ارضية متوازنة مظنة منها بانه سيحفظ البلاد سيظل سيفا مسلطًا على الرقاب ان لم يتدارك العقلاء أخطاء وثيقة سلام جوبا ويفطنوا آلى مآلاتالاخطار التى جلبها هذا السلام الهش . السلام الذي أتى الى المناطق الامنة بسبعة جيوش كانت هي مصدر الاشتعال المستمر والقتل بلاوازع والاحراق بلا اشفاق في مناطق دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وقد توسدت هذه الجيوش وسط البلد وتوهطت عاصمة البلاد بلا ضابط ولا هيكلة ولا آلية محددة تعيد ضبط مصنعها حتى تتوافق مع مناخ المناطق الامنة الاجتماعي . ومع ذلك جلب السلام احقاد السياسيون او ما تواضعت حكومة الثورة على تسميتهم بالسياسيين الذين عشش في (امخاخهم ) ان كل ذا بشرة سوداء مهمش بداهة وان دبجه اهل الوسط بالحرير ، ومن رحم هذا الحقد خرجت سياسات جبريل وزير مالية غفلة السلام الذي تبنى برنامج مميت لمشروع الجزيرة عن قصد واصرار حاقد !! بالحب وسمح العشرة استقبلت الجزيرة كل اهل دار فور الذين جارت عليهم نوائب الدهر وضربت مناطقهم قسوة الحياة واستقوى عليهم الجفاف ، والذين اضطرتهم الحروب (التي اشعلها دعاة الفتنة وحملت الحقد من ابنائهم) الى الهجرة من حواكيرهم واملاكهم الى منطقة الوسط . عمد اهل الوسط الى اشراكهم في حواشاتهم بنسب اتفاقية حفظت لهم كرامتهم ووسعت لهم فيرزقهم ، وقد بارك الله لكلا الشريكين بزيادة النعم . وقد اختار النازحون الى الوسط من اهل دار فور الذين فضلوا الاستقرار والعمل بالوسط السكنفي مساحات مجاورة للحواشات حتى تسهل مهمتهم الزراعية وقد تعارفوا على تسميتها بالكنابي وهي مساحات في الاصل تنازل عنها المزارعون حيث انها كانت موقوفه لرعي حيواناتهم ، ومنهم من افردت لهم القري مساحات داخل قراهم . وقد امتدت العشرة وصارت سكنى ، وصار كل منهم آمن في سربه مطمئنا في فراشه ياتيه رزقهرغدًا مما كسبه نصيبًا من هذه الشراكة . ومع الايام اصبحت الكنابي بيوت لاهل الوسط وبيوت اهل الوسط دارًا لاهلنا في الكنابي يتناولون فيها اقداح الطعام والسلام وقبس من فناجين القهوة حتى اصبح الجميع اهل فرحة ووجعة . ومع تباشير السلام وتوقيع اتفاقه بجوبا هلل اهل الوسط فرحين للوطن ولاهل مناطق الاقتتال بهذا السلام واسكات صوت البندقية . ولكن قبل ان تكتمل فرحة اهل الوسط بهذا السلام اصبحوا على واقع لم تألفه نفوسهم الطيبة ، ولم يتوقعوه او يظنوه يوما ما ولم يجدوا له تفسيرا سوى انهم قد (ينالهم جزاء سنمار). انتظمت جزيرتهم فجاءه وبلا رحمة او مراعاة للعشرة وسالف المودة مؤتمرات الشيطان الاسود التي اطلق عليها اصحابها اسم (مؤتمرات الكنابي) صورتهم بصورة الاقطاعيين والمنتهكين لحقوق سكان الكنابي ، وسعت هذهالمؤتمرات إلى تجيش كل سكان الكنابي ضد اهل الوسط ظنًا من القائمين على امرها ان هذا التجيش سينزعون به حقوق اهل الجزيرة في قراهم وحواشاتهم التي توارثوها كابر عن كابر !! لكن هيهات !! آن اوان انقلاب السحر على الساحر . الان حصص الحق وحيث ان السلام عم البلاد في اعتقاد اولادهم في الحركات المسلحة وان مناطق دارفور قد اصبحت آمنة مطمئنة في اقوالهم !!وحقنًا للدماء التي بدءت بوادرها في قرية المنورة بسنار وفي اراضي قرية ود النور وبعض المناطق المحقونة الان نتاج الحقد والسموم التي بثهاالقائمون على هذه المؤتمرات يجب اعلان عودة النازحين الى قراهم وحواكير التي توارثوها عناسلافهم !!حتى يجد انسان الجزيرة ومشروع الجزيرة مساحته الزراعية والرعوية الكاملة التيقامت عليها السياسة الانتاجية للمشروع زراعيًا ورعوياً . فحقوق اهل الكنابي مكفولة لهم قانونا في اقاليمهم وقراهم وحواكيرهم . على الدولة الان (ان وجدت دولة) ان تنظر بعين الرقيب على ما يحاك ويدبر في هذه المؤتمرات حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه !! . انتقال الحرب للوسط او معادات الوسط من وزراء غفلة السلام لن يدفع ثمنه اهل الوسط وحدهم وفي ذات الوقت هم قادرون على حماية حقوقهم التي دونها مهجهم وارواحهم !! ولن ينال منهم شيطان المؤتمرات الاسود غير (حسرتهم فقط على مد يدهم لمن لا يستحق) . عودة اهل الكنابي الى اقاليمهم مطلب لا بديل له، ويد اهل الوسط العاملة اولى بفلاحة ارضها . وقبل ذلك لابد من معالجة اتفاق سلام جوبا حتى يتحلل الوطن من احقاد جبريل وامثاله ممن تمتسكينهم في الوظائف الدستورية بمعيار (المقايضة) وهم دون مطلوباتها !!! . [email protected]