كمال كرار قوى التسوية وفي مواجهة مفردة الإسقاط التي يتبناها الشارع الثوري تطرح الإنهاء هكذا دون تفسير، ودون أن توضح كيفية إنهاء الانقلاب. إنهاء مباراة كرة القدم قبل موعدها لأي سبب.. مطرة أو شغب.. أو كشافة طفت.. لا يعني حسم المباراة، بل تستكمل لاحقًا بنفس الفريقين والحكم ومساعديه. وإنهاء الحصة المدرسية قبل اكتمالها يعني تكملتها لاحقًا بنفس الأستاذ والمادة والتلاميذ.. وإنهاء الاجتماع قبل موعده، يعني عقده في وقت لاحق بنفس الحضور والأجندة. إذن إنهاء الانقلاب العسكري كما يطرحونه يعني (شكة) جديدة.. تقوم على وثيقة دستورية جديدة أو تلك القديمة.. وفي طليعتها المشاركة بين المدنيين والعسكريين في السلطة الانتقالية. والانهاء كما يفهم من السياق هو إنهاء وجود برطم وجماعته في مجلس السيادة.. وتكوين حكومة جديدة تؤدي القسم أمام البرهان.. وصفته اليوم قائد الانقلاب.. وصفته غدًا الشريك الأصيل. وأنظر لما يحدث غدًا.. دخول فلول الانقاذ في السلطة تحت ذريعة توسيع المشاركة، وتجاهل قضايا القتل ومجزرة القيادة بحجة العدالة الانتقالية والخروج الآمن للقتلة، وكلفتة المؤتمر الدستوري وقانون الانتخابات.. وقيام انتخابات مضروبة مفصلة على مقاس أمراء الحرب والفلول.. والهدف أن تشيع ثورة ديسمبر إلى مثواها الأخير وينتهي العزاء بانتهاء الدفن. ولهذا الهدف تأتي الوفود الأجنبية وتدخل السفارات على الخط، فالثورة المنطلقة في السودان تهدد مصالح البعض وتهز عروش الطغاة.. وستغير وجه المنطقة إن انتصرت. ومنذ زمن طويل حرص الاستعمار وزبانيته علي إبعاد القوي التي تصنع الثورة عن الحكم، وها هم اليوم يسحلون الثوار ويقتلونهم.. يريدون الصعود للسلطة علي جماجم الشهداء.. وحده الشعب صانع الثورة قادر على وقف هذا العبث وإسقاط الديكتاتورية.. ووأد أوهام جماعات الموز والكبسة وفلول النظام البائد.. وجنرالات الانقلاب. وأي كوز مالو؟ الميدان