قال الدبلوماسي الامريكي المهتم بالشأن السوداني، كاميرون هدسون، إن الميناء الجديد الذي ستشيده الامارات على البحر الأحمر في السودان، بمثابة "إبهام في أعين الولاياتالمتحدة والجهود الدولية لمنع المجلس العسكري من الحصول على شريان الحياة المالي قبل اختتام المحادثات السياسية". وقال رئيس مجموعة (دال) رجل الأعمال، أسامة داؤود عبداللطيف، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، ستبني ميناءً جديداً على البحر الأحمر في السودان، موضحاً ان إطار الحزمة الاستثمارية تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار. وأوضح عبداللطيف حسب "رويترز" أن الحزمة تشمل منطقة تجارة حرة ومشروعاً زراعياً كبيراً ووديعة وشيكة بقيمة 300 مليون دولار لبنك السودان المركزي. وقال الدبلوماسي الأمريكي في تعليق على الخبر إنه "أياً كان الحصار المالي الدولي الذي كان مفروضاً على جيش السودان فقد تم كسره". وتابع: "يبدو الأمر وكأنه محاولة فاشلة لمغازلة أمثال أسامة داؤود، الذي كثيرا ما تبحث السفارات الغربية عن آرائه ويحصل بانتظام على امتياز الوصول إلى زوار رفيعي المستوى، من الواضح أنه يلقى نصيبه مع الجيش هنا ويرفض الجهود الدولية الأوسع". وذكر ان "شركات واستثمارات أسامة داؤود، التي يتماشى الكثير منها إلى حد كبير مع الجيش، كما هو الحال في الفشقة اليوم، نادرًا ما تتلقى أي استجواب من المسؤولين الغربيين، ولم أسمعه أبدًا جزءًا من أي محادثة بشأن العقوبات". وأشار إلى أرباح أسامة داؤود في ظل الحكم العسكري ستُنظر إليها بمزيد من الشك عند المضي قدمًا، أكثر من مجرد تسمية "رجل الأعمال المتطور" التي وضعها الغربيون عليه. وزاد: "يبدو هذا أكثر من مجرد مقولة بارون دي روتشيلد "وقت الشراء هو عندما يكون هناك دماء في الشوارع"، يبدو هذا وكأنه رهان طويل المدى من الامارات وأسامة داؤود على الجيش وقدرته على الصمود في المستقبل". وقال أسامة داؤود إن الميناء الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات دولار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة (دال) وموانئ أبوظبي، المملوك لشركة أبوظبي القابضة، سيكون قادراً على التعامل مع جميع أنواع السلع والتنافس مع الميناء الوطني الرئيسي في البلاد، بورتسودان. وقال إنه يقع على بُعد حوالي 200 كيلومتر شمال بورتسودان، وسيشمل أيضاً منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، بالإضافة إلى مطار دولي صغير. وأشار إلى أن المشروع في "مراحل متقدمة" مع استكمال الدراسات والتصاميم. وقال أسامة داؤود إن الصفقة الإماراتية تشمل أيضًا توسعة وتطوير مشروع زراعي بقيمة 1.6 مليار دولار من قبل شركة أبوظبي للخدمات المتكاملة وشركة (دال) للزراعة في مدينة أبو حمد بشمال السودان. وقال إنه ستتم زراعة ومعالجة البرسيم الحجازي والقمح والقطن والسمسم ومحاصيل أخرى على مساحة 400 ألف فدان من الأراضي المستأجرة. كما سيتم بناء طريق برسوم مرور 450 مليون دولار بطول 500 كيلومتر (310 أميال) يربط المشروع بالميناء، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية. وقال أسامة، إن الصندوق سيودع بموجب الاتفاق 300 مليون دولار في بنك السودان المركزي.