أعفى رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبدالفتاح البرهان الأعضاء المدنيين في المجلس بطريقة مهينة، فيما أبقى على قادة الحركات المسلحة. وعيّن الانقلابي البرهان في 11 نوفمبر 2021، رجاء نيكولا وأبو القاسم برطم ويوسف جاد كريم وعبدالباقي عبدالقادر وسلمى عبدالجبار المبارك؛ أعضاء في مجلس السيادة بعد تنفيذه الانقلاب العسكري. وقالت مصادر إخبارية متطابقة إن رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبدالفتاح البرهان "أعفى 5 أعضاء مدنيين في مجلس السيادة". وتحدثت وسائل إعلام محلية أن الأمانة العامة لمجلس السيادة الانقلابي أبلغ الأعضاء المعفيين بأن المرحلة المقبلة تتطلب التغيير. ونسبت المصادر للعضو المبعد من المجلس، يوسف جاد كريم قوله: "تم اخباري بالإعفاء عن طريق السائق الخاص بي بأنه تم سحب السيارة منه". وأبقى البرهان على رئيس حركة تحرير السودان الهادي إدريس وزعيم تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر وقائد الحركة الشعبية شمال، مالك عقار؛ أعضاء في مجلسه الانقلابي. ودعمت الحركات التي وقّعت اتفاق السلام انقلاب البرهان وتقاسمت معه السلطة بدعاوى تنفيذ الاتفاق، ما جلب لهم سخطا واسعا في أوساط السودانيين. ولتأكيد ولائه للبرهان، قال مالك عقار في أوائل يونيو الفائت "إن ما يحصل في السودان هو فوضى وإرهاب ضد الدولة، وأنا لا أسميها ثورة" ، في إشارة إلى المواكب الهادرة ااتي تخرج بوتيرة شبه يومية مطالبة بإنهاء الانقلاب واستعادة الحكم المدني. ووجه البرهان امس خطابا مثيرا للجدل اعلن فيه عدم مشاركة المكون العسكري في العملية السياسية، وحل مجلس السيادة الانقلابي ليحل محله مجلس أعلى للقوات المسلحة يشارك فيه الجيش والدعم السريع ليتولي مهام الأمن والدفاع، وذلك بعد تشكيل الحكومة ينتجها الحوار بين القوى المدنية. ووجد حديث البرهان رفضا واسعا من القوى المقاومة للانقلاب، بما في ذلك الحرية والتغيير ولجان المقاومة والميثاق الثوري لسلطة الشعب. وبدأت خيارات الانقلابيين تضيق بعد فشل أسلوب القمع الوحشي لمظاهرات 30 يونيو الماضي واستشهاد 9 متظاهرين، في كسر عزيمة الثوار، ووقف تقدمهم نحو تحقيق الأهداف المعلنة بإسقاط الانقلاب واستعادة مسار الحكم المدني. وأنهى الثوار في شجاعة منقطعة النظير أسطورة إغلاق الجسور بالحاويات، ليتمكن متظاهرو أم درمان من إزاحة الحاويات المنصوبة في مدخل جسر النيل الأبيض والعبور إلى الخرطوم؛ فيما تكالبت قوات الانقلاب على شباب الخرطوم بحري ومنعت عبورهم الى الخرطوم بعد تمكنهم من اختراق الحاويات المنصوبة في مدخل جسر (المك نمر) على النيل الأزرق.