العيش معًا بسلام هو أن نتقبل اختلافاتنا وأن نتمتع بالقدرة على الاستماع إلى الآخرين والتعرف عليهم واحترامهم، والعيش معًا متحدين في سلام. مايحدث فى أقاليم السودان هنالك من يستفيد منه ويقف وراءه . المجتمع له دور اساسى فى اذكاء نار الفتنة . الفهم الخاطئ لمفهوم المدنية وابتعاد الأجهزة الامنية جزء أساسي من الأزمة . تقاعس وغياب دور الاجهزة الامنية له اسبابه ومسبباته وحتما غير مقبولة. خطاب الكراهية ورفض الآخر كلها اجندات تنفذ لهتك النسيج الاجتماعي. شئنا ام ابينا اغلب اقاليم السودان مازالت بل توارثت العيش تحت ظل مجتمع عشائري وقبلي وفى اغلب الاحوال تحكمه العشائر والزعامات والحواكير والسلطة على الأرض ، ومازلنا على بعد أميال ضوئية من المدنية، وهناك غياب تام لدور الطبقات المستنيرة والأحزاب والقوى المدنية مازالت فى طور المطالب والعويل . صحيح أن للسلطة المركزية مدنية كانت أم عسكرية دور فى منع حدوث الاحتقانات المتكررة وفرض قوة القانون وهيبة الدولة ، الا ان تجاهل خطاب الكراهية ومعاداة الاجهزة الشرطية والأمنية من قبل المجتمع والقوى السياسية ومحاولة تصوير أن الاجهزة الامنية هى العدو الاول ويجب ابعادهم كان له الاثر فى ابتعاد الاجهزة الشرطية والامنية من مفاصل المجتمع مما زاد من حدة الاحتكاك وتكرار الاقتتال . وايضا هنالك عوامل اساسية هى محاولات التمترس والاستقواء بالقبلية وتنفيذ الأجندة عبر القبلية . كل هذه الأسباب مجتمعة خلقت صورة ذهنية لدى بعض أفراد الأجهزة الشرطية والأمنية للتحيز لمجموعاتهم القبلية ضد المجموعات الأخرى . ما نشاهده من مقاطع مصورة من أحداث النيل الأزرق خطورة الأمر فيه يمكن أن يصنف ويكييف بأنه صورة من صورة الابادة الجماعية والتطهير العرقى ومحاولة محو وجود الآخر ، ومهما كانت الدوافع المسببة يجب ان لا يبلغ الحال الى ما بلغ إليه ، نعم قد تحدث الاحتكاكات بين المجموعات السكانية فى اى اقليم لكن أن يبلغ الحال القتل بانتقائية وعنصرية بل الاسر والقسر هذا غير متصور ، والاخطر اغلب اقاليم السودان تنتظر ذات الدور اذا استمر الحال على ماهو عليه مع غياب دور المجتمع فى نبذ خطاب الكراهية ورفض الآخر وغياب فرض هيبة الدولة والقانون . معلومة قانونية أكاديمية تطهير عرقي مفردة تقشعر من ذكرها الأبدان وتجرمها الأنظمة العدلية والقوانين الانسانية . يُعرّف التطهير العرقي بأنه الإزالة الممنهجة القسرية لمجموعات إثنية أو عِرقية من منطقة معينة، وذلك مِن قبل مجموعة عرقية أخرى أقوى منها، غالباً بنيّة جعل المنطقة متجانسة عرقياً، وتتنوع أساليب القوى المُطبقة لتحقيق ذلك، أشكال التهجير القسري، والترهيب، بالإضافة إلى الإبادة الجماعية والاغتصاب ، والأسر والقهر وفرض نفوذ مجموعة على اخرى ، ومن ضمن الأفعال التي يمكن أن تصنف من مظاهر التطهير العرقى هي محاولة فئة سكانية معينة رفض فئة سكانية اخرى على اساس الجنس القبلى او الجغرافي، وكذا الانتقائية فى السكن والموارد يعتبر مظهر من مظاهر استخدام القوة المؤدية لأفعال القسر والتصنيف على أساس قبلي وجهوي . واضف الى ذلك ادعاء أي مجموعة سكانية بأنها اكثر عددا أو الاقدمية على الأرض يعتبر من مظاهر رفض الآخر على أساس اثني ، بالمقابل هذا لايعنى التغول على الحقوق التاريخية على الأرض ، وبالمقابل يحتم احترام الأعراف والتقاليد الاهلية القائمة وعدم محاولة منازعة ادارة اهلية فى حقها التاريخي المتوارث . لا يمكن أن يدوم السلام إذا لم يتم الحفاظ عليه بالتسامح وقبول الآخر ونبذ خطاب الكراهية . تحياتي وسلامي [email protected]