حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، من أزمة غذاء تلوح في الأفق في السودان؛ نتيجة لآثار النزاع المسلح وانخفاض إنتاج المحاصيل الأساسية والاضطراب الاقتصادي. وأرجع خبراء في الاقتصاد الأزمة؛ التي تقول التقارير إنها باتت قريبة، إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني، فيما يرى آخرون أن التعقيدات الداخلية المتمثلة في روشتة بنك وصندوق النقد الدوليين ارهقت كاهل المواطن وأدت إلى ارتفاع معدل الفقر ومعدل البطالة، مستبعدين أن يحقق السودان اكتفاء ذاتياً في الشهور القادمة دون تخطيط استراتيجي.
أزمات غذائية وقالت إن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو؛ قالت إن أكثر من 50 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد هذا العام في سبع من الدول الأعضاء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والدول السبع هي جيبوتي، إثيوبيا، كينيا، الصومال، جنوب السودان، السودان، وأوغندا، جاء ذلك في أحدث تقرير أصدرته المنظمة الإقليمية، أمس الأول (الجمعة)، بشأن أزمات الغذاء، وتواجه إثيوبيا وكينياوالصومالوجنوب السودان والسودان أكبر أزمات غذائية في المنطقة بحسب التقرير. أسباب داخلية يقول الخبير الاقتصادي د. محمد الناير إن السودان يعاني من تعقيدات كبيرة في المشهد الاقتصادي سواء كان بأسباب داخلية او خارجية، ويرى أن التعقيدات الداخلية تتمثل في تنفيذ روشتة بنك وصندوق النقد الدولي، مضيفاً أنها أرهقت كاهل المواطن وأدت إلى ارتفاع معدل الفقر من جهة ومعدل البطالة من جهة، إلى جانب ارتفاع معدل التضخم رغم أن المؤشرات الرسمية تشير إلى انخفاض لكن لم يكن ملموساً للمواطن بصورة أساسية، موضحاً أن هناك شرائح كثيرة من المواطنين دخلها محدود وأخرى فقيرة في المجتمع، وأشار في حديثه ل(اليوم التالي) إلى أن ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة أصبح هاجساً للمواطنين السودانيين بصورة كبيرة، قاطعاً أن ذلك سبب داخلي تسببت فيه الحكومة لتنفيذ روشتة بنك وصندوق النقد الدولي، إضافة لوجود كثير جداً من الفئات مثل السماسرة والوسطاء الذين يؤدون إلى ارتفاع أسعار السلع ويرهقون كاهل المواطن من جهة. ويشير د. الناير إلى أن السودان يتمتع بموارد وإمكانات ضخمة في باطن مزايا الأرض، مؤكداً أن له القدرة بأن يكون ضمن مصاف دول العالم الأقوى اقتصادياً، مبدياً أسفه قائلاً إن انسداد الأفق السياسي الذي يحدث الآن في السودان مقرون معه عدم الاستقرار الأمني، قال إن هذين العاملين مع بعضهما يشكلان تحدياً كبيراً أمام تحقيق الاستقرار الاقتصادي وأمام استثمار موارد السودان الطبيعية الضخمة. تقارير غير دقيقة من جانبه.. يقول الناطق الرسمي لحزب التحرير ولاية السودان إبراهيم عثمان "ابو خليل" إن تقارير المنظمات الأممية والتابعة لها دائماً سياسية أكثر من أنها تصف الواقع حقيقة، وأضاف.. إذا أخذنا السودان كمثال؛ والذي أدخل ضمن الدول التي تواجه أزمة غذاء؛ نجد أن التقرير غير دقيق، وبرر ذلك لأن السودان يعتبر من أكثر البلاد الأفريقية إنتاجاً للحبوب؛ خاصة الذرة الرفيعة والدخن واللتان تعتبران الغذاء الرئيسي لغالبية سكان الريف السوداني، وتابع: ما يكذب هذا التقرير بالذات في شأن السودان؛ أن بعض المنظمات هذه تشتري الذرة من السودان وتصدره لبلدان أخرى، إضافة إلى أن إحدى هذه المنظمات كانت في نهايات الإنقاذ تعطي الحكومة قمحاً مقابل الذرة، مستبعداً أن تكون هناك مشكلة بحجم ما ذكر في التقرير، وقال في حديثه ل"اليوم التالي" .. إن موسم الأمطار هذا العام يبشر بالخير وأكثر من 80 % من الزراعة في السودان تعتمد على الأمطار، طالباً من الحكومة توفير المعينات خاصة الجازولين، مؤكداً بأن الزراعة هي المخرج للسودان من أزماته، مبيناً أنه حقيقة سلة غذاء العالم، متوقعاً بأن السودان بأراضيه ومياهه لن يجوع إذا عاد الساسة إلى رشدهم وحكموا منهج ربهم وأقاموا حكمه في الأرض خلافة راشدة على منهاج النبوة ينزل الله بركاته كما قال سبحانه (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ). صراعات قبلية إلى ذلك قال استاذ الاقتصاد بجامعة النيلين مزمل الضيء عباس.. إن منظمة الأغذية والزراعة شهرياً تنشر تقارير خاصة بالأمن الغذائي في العالم، وأضاف بأن بعض الدول مثل جنوب السودان والسودان يعانيان من عدم الاستقرار السياسي والصراعات القبلية والأهلية، مبيناً أن ذلك يشكل هاجساً كبيراً لوصول الغذاء الآمن لتلك المناطق، مؤكداً أنه الأمر الذي يجعل المنظمة تدرج هذه الدول ضمن التي تعاني من أزمة غذائية حادة، وأشار مزمل في حديثه ل(اليوم التالي) إلى أن معظم الحروب التي حدثت والتي لا زالت مستمرة في السودان جعلت هناك فارقاً كبيراً في توفير الأمن الغذائي في تلك المناطق، وتابع: بحسب المنظمة فهي تقول إنه لابد من توصيل الغذاء إلى المناطق النائية والبعيدة، وبالتالي أي عملية عدم استقرار أو انعدام أمن في تلك المناطق يؤدي إلى إيقاف الوصول الآمن إلى تلك المناطق، وأشار إلى أن التقرير شفاف ودقيق جداً ويعتمد على طريقة ومعايير عالمية معينة. ويقول إن من ضمن أسباب الأزمة أيضاً هروب معظم المزارعين والمهتمين بالزراعة، لافتاً إلى أن ذلك يؤدي إلى اكتظاظ في المدن. ويرى أن الأزمة تتعلق بسوء الإدارة أكثر من ضعف الموارد، مدللاً حديثه بالإمكانات "الخام " والضخمة التي تتمتع بها البلاد. اليوم التالي