كما ذكرنا بالمقال الأول أن الباحثين والأساتذة ابوسفيان ابراهيم سعد، اسلام محمد خير عثمان، هالة محمد مصطفي الأمين، الفاضل محمد الطيب البشير، أماني أحمد محمد ادريس، محمد حير حسن، وعزت سيد أحمد علي طاهر (مع حفظ الألقاب) هم من قاموا بكتابة الموضوع أعلاه ونحن فقط نلخصة للقراء والمهتمين بالأمر حتي تعم الفائدة. تحدثنا في المقال السابق عن المحور الأول تحت عنوان الزيادة الرأسية في الانتاج وركزوا فيه علي طرق تربية الأصناف، التهجين ، واستخدام التقانات الحديثة ونحن الأن بصدد محورهم الثاني وهو: تحسين الانتاجية عن طريق الادارة المتكاملة، والمحور الثالث وهو نشر التقانة. المحور الثاني: تحسين الانتاجية عن طريق الادارة المتكاملة عملت هيئة البحوث الزراعية أيضا على إطلاق تقانات إدارة المحصول عبر مختلف البرامج والمراكز البحثية المتخصصة لتمكين الاصناف من التعبير عن امكانتها الجينية على أسس اقتصادية . في هذا الصدد قدمت الهيئة العديد من التوصيات فيما يخص التحضير الجيد للارض، والمواعيد المثلي للزراعة، والتغذية الجيدة للمحصول عن طريق اضافة الاسمدة وميعاد التطبيق الامثل بالجرعة المثلي والري ومواقيته ومكافحة الافات المختلفة كالحشائش والحشرات. المحور الثالث: نشر التقانة يعد نشر التقانات من اهم ركائز واعمدة الزيادة الراسية في الانتاج. علي الرغم من المجهودات العظيمة التي بذلت لاستباطها ونشرها الا ان الفارق بين انتاجيات المزراعين، مقارنة بحقول البحوث الزراعية، وحقول المزراعين الرواد، ما زال كبيرا مما حدا بالهيئة وبالتعاون مع الجهات الارشادية للعمل على الاسهام في نشر التقانة عبر الحقول الايضاحية، والمزارع الرائدة، ومختلف الانشطة. الارشادية الاخري. تمت أنشطة برامج نقل التقانة تحت مظلة عدد من المشاريع بدئا من قلوبال 2000م، وبرنامج وادي النيل حيث وصلت انتاجية الحقول الايضاحية إلى 4.2 طن / هكتار في الولاية الشمالية، و 3 طن /هكتار في وسط السودان، بزيادة في الانتاجية مقارنة بحقول المزارعين غير المشاركين تتراوح ما بين 1 طن إلى 1.7طن / هكتار. أعقبت هذه الفترة بعض الركود في زراعة القمح حتى نهاية العقد الاول من األالفية الثالثة، والتي تزامنت مع تدخل بعض المشاريع التي تستهدف نشر التقانات مثل مشروع تعزيز الامن الغذائي في الدول العربية، ومشروع دعم البحوث الزراعية من أجل التنمية لتنمية المحاصيل الاستراتيجية في أفريقيا، ومشروع تقانات من اجل النهضة الزراعية في أفريقيا، ومشروع تقانات مبتكرة لانتاج مستدام للقمح وتلائم التغيرات المناخية في السودان وأفريقيا جنوب الصحراء ، ومشروع تعزيز تقانات انتاج القمح والبقوليات الشتوية في المناطق الزراعية المروية في السودان ومصر . في هذه الحقبة الاخيرة تبنى برنامح بحوث القمح عبر المشاريع المختلفة نهج منصات التناصر والابتكار الذي ابتدر استخدامه مشروع دعم البحوث الزراعية من اجل التنمية لتنمية المحاصيل الاستراتيجية في افريقيا. عبر هذه المشاريع تم تنفيذ عدد كبير من الحقول الايضاحية، وحقول انتاج التقاوي في مختلف مناطق الانتاج ، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 10 منصات ابتكار وتناصر في كل من الولاية الشمالية وولاية نهر النيل ومشروع الجزيرة وهيئة حلفا الزراعية. صاحبت الحقول الايضاحية عدد من الانشطة تمثلت في مدارس المزراعين وأيام الحقل والزيارات الفنية وورش التقييم والمتابعة وغيرها. تحققت انتاجيات تراوحت في متوسطها 4.6 ،3.8 ، 4.0 و 3.3 طن/ هكتار في كل من الولاية الشمالية وولاية نهر النيل ومشروع الجزيرة وهيئة حلفا الزراعية، علي التوالي. بزيادة عن متوسط هذه المناطق تراوحت مابين 37 – 75 % مما يدل على الاثر الايجابي لهذه األاشطة. بالنسبة لانتاج التقاوي، فان الهيئة تقوم بانتاج الدرجات العليا من البذور (بذرة المربي وما قبل الاساس) . الجدير بالذكر ان الهيئة ، ومن خلال تعاونها مع الجهات ذات الاختصاص، قد نجحت في بلوغ الاكتفاء الذاتي من تقاوي القمح والتصدير الى بعض الدول الافريقية . المحور الرابع سيناقش رفع القدرات ان شاء الله في الحلقة (6).