بالتزامن مع تصريحات أطلقها رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان من ولاية نهر النيل اليوم بشأن العملية السياسية في البلاد وتفاؤله بأن تشهد الساحة السياسية إنفراجا في الأيام المقبلة، أعلنت وعلى نحو مفاجئ الآلية الثلاثية اقترابها من الوصول لتسوية سياسية مرضية لكل أطراف العملية، الامر الذي أثار تساؤلات حول التصريحات، فهل اقترب الحل؟ ضرورة وأتت تصريحات الآلية خلال لقاءها بنائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي محمد حمدان دقلو " حميدتي" بشأن التطورات التي تشهدها البلاد، في ضوء الحراك بين المكونات السياسية، بغية التوصل إلى حل للأزمة الراهنة، عقب انتقادات صوبها نحوها البرهان خلال خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، نهاية سبمتر الماضي. وفيما أشاد دقلوا ، بجهود الآلية الثلاثية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، أكد في المقابل على ضرورة التوصل إلى حل، من خلال اتفاق يمهد لتشكيل حكومة لاستكمال الفترة الانتقالية، مشيراََ إلى حكمة الشعب السوداني التي يتمتع بها في تجاوز المصاعب كافة التي تواجه البلاد. وينظر مراقبين إلى ان التصريحات مجتمعة، تؤكد توصل الجميع إلى صيغة توافيقه بين مختلف الكيانات تفصح عنها مقبل الايام. تسوية ووصف الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش، في تصريحات، لقاء الآلية بنائب رئيس مجلس السيادة، بالإيجابي والبنّاء، وأوضح أن اللقاء تناول التطورات الجارية في الساحة، من خلال الحراك الذي تقوده اللجنة التسييرية لنقابة المحامين، إلى جانب الحوار الجاري بين المكونات السياسية، وأشار إلى قرب الوصول لتسويةسياسية مرضية لكل أطراف العملية السياسية، وأضاف (نرى أننا نقترب أكثر فأكثر من تسوية مرضية لكل أطراف العملية السياسية). وقال إنه آن الأوان لينخرط الجميع في العملية السياسية بروح بنّاءة، لإخراج البلاد من هذا النفق، من أجل تطبيع علاقات السودان مع محيطه الإقليمي والدولي، ومعالجة الوضع الاقتصادي، فضلاََ عن استكمال السلام الشامل، وترسيخ الإجراءات التي تصب في استقرار السودان. إنهاء حالة الاحتقان من جانبه أكد عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان في حديث ل "الراكوبة" أن البلاد الان في حاجة إلى حل سياسي يستجيب لتطلعات الشارع وينهي حالة الاحتقان السياسي والتردي الاقتصادي الكبير، منوها إلى انخراط عدد مقدر من القوى السياسية في نقاشات منذ فترة طويلة لإنهاء هذه الحالة. وانتظمت الساحة منذ اعلان البرهان في الرابع من يوليو الماضي خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية في البلاد واتاحة الفرصة أمام المدنيين للتحاور فيما بينهم، عدد من المبادرات والمواثيق السياسية لحل الازمة، كان آخرها الاعلان السياسي بين التوافق الوطني والاتحاديين للتوافق حول الترتيبات الدستورية " الذي تم التوقيع عليه أمس الأول. انقسام وعلى الرغم من تعدد المبادرات المطروحة التي تبدو في شكلها العام متشابهة إلى حد كبير، الا ان الازمة لم تبارح مكانها، في وقت لم تزل الهوة بين القوى المدنية المختلفة حول عملية الانتقال المتعثرة عقب انسحاب الجيش من العملية السياسية في البلاد متسعة. ففيما تصنف مجموعة التوافق الوطني وغيرها من الاحزاب والكيانات الأخرى المشاركة للنظام السابق حتى سقوطه كاحزاب موالية للعسكر، يصطف بالمقابل الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين ولجان المقاومة إلى بعضهم البعض، ينظرون إلى ضرورة إنهاء المشهد برمته من خلال ثورة جديدة تعيد تشكيل المشهد، بينما تنقسم مجموعة المجلس المركزي للحرية والتغيير بين نفسها. حل أمريكي وتلعب الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والايقاد دورا مهما منذ مارس الماضي في إيجاد صيغة توافيقه بين اطراف العملية السياسية في البلاد عقب انقلاب البرهان في ال25 من اكتوبر، لكن ومع حالة التكلس السياسي وتمسك الاطراف بمواقفها، فشلت في قيادة حوار سوداني سوداني. ويعتقد في الاثناء المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة، ان البرهان أسهم كثيرا في فشل الآلية من التوصل لصيغة تجمع بها شتات القوى السياسية، وذلك من خلال انقلابه الذي قام به بحد تعبيره، مؤكدا ل" الراكوبة" أن تصريحات الآلية الثلاثية اليوم بشأن العملية السياسية في البلاد واقترابها من الوصول لتسوية سياسية مرضية لكل أطراف العملية السياسية، تأتي في سياق حل ستفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية على الجميع للعمل به مشيرا ان الوثيقة التي سيتم العمل عليها هي الوثيقة الدستورية لنقابة المحاميين.