انضمت قوات الدعم السريع، للجيش، وأدنت ما سمته الهجوم المتكرر من قبل الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، على منطقة لقاوة بولاية غرب كردفان، والذي تسبب في مقتل وإصابة وترويع وهجرة ونزوح المواطنين الأبرياء، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2019م. وطالب قوات الدعم السريع في بيان لها أصدرته بعد ساعات من بيان للجيش حول احداث منطقة لقاوة، الحركة الشعبية شمال، بالالتزام التام بعدم التعرض للمواطنين والوقف الفوري لإطلاق النار ضد مواطني المنطقة، والإيفاء بالالتزامات الموقعة مع حكومة السودان. وذكرت قوات الدعم السريع، أنها تعمل ضمن منظومة القوات المشتركة، في التصدي لهجمات الحركة الشعبية على منطقة لقاوة، كما تؤكد أن قواتها الموجودة في مدينة لقاوة تضم جميع المكونات الاجتماعية بالسودان-وفق البيان. وقالت إن ما ورد في بيان الحركة الشعبية، الذي حمل اتهامات لقوات الدعم السريع، بالانحياز لطرف دون بقية الأطراف لا يمت للحقيقة بصلة، وهي محاولات مكشوفة ظلت تمارسها الحركة الشعبية، للتغطية على خروقاتها المستمرة واعتدائها على المواطنين العزل. وطالبت الحركة الشعبية، بعدم استخدام المواطنين كغطاء لتمرير أجندة سياسية وعنصرية، لتقويض السلم والتعايش الاجتماعي بالمنطقة. وأضافت قوات الدعم السريع أنها تؤدي واجباتها ومهامها التي كفلها لها القانون، في الدفاع عن أمن واستقرار وسلامة الوطن، وأنها لن تسمح بمحاولات استباحة المدن والقرى وتعريض حياة المواطنين الأبرياء للخطر. وقبل يومين،قالت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، إن مناطق تُسيطر عليها استقبلت أكثر من 7 آلاف شخص من سُّكان مدينة لقاوة التي يُجري فيها قتالا داميا. أحداث لقاوة وتقول تقارير صحفية إن القتال الذي جرى في المدينة يومي الجمعة والسبت أودى بحياة 17 فردًا، وسط توقعات بارتفاع حصيلة القتلى بعد تجدد العنف الذي نشب بين قبيلتي النوبة والمسيرية بسبب تنازعهما حول ملكية الأرض. وقالت الحركة الشعبية في موقعها الرسمي، ليل الثلاثاء، إن "مناطق تُسيطر عليها استقبلت 7.450 نازحًا من الذين فروا من لقاوة، وقد وصلوا في أوضاع سيئة وهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية من مآوى وغذاء وأدوية وملابس ومياه الشرب". وأشارت إلى أن الإدارة الأهلية أوت النازحين في عدد من القرى في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى الاحتياجات الضرورية، وقدمت لهم مساعدات أولية. ونشرت الحركة في حسابها على الفيسبوك صورا وفيديوهات تُظهر أطفالا ونساء وعجزة تحت الأشجار وفي مقرات يبدو إنها مدارس، قالت إنهم النازحين الفارين من الصراع في لقاوة. وبدأ العنف في لقاوة، وهو الثاني من نوعه خلال أشهر، يوم الجمعة بين النوبة والمسيرية، ونفى الجيش وقتها ضلوع الحركة الشعبية في النزاع، معلنًا إجلاء سُّكان أحياء أُضرمت فيها النيران إلى قاعدته العسكرية. لكن لجنة أمن ولاية غرب كردفان اتهمت، الثلاثاء، قوات الحركة الشعبية بمهاجمة المنطقة بمدافع الهاون 120 ملم و82 ملم والأسلحة المضادة للطيران (الدوشكات)، مما أجهض مساعيها لإعادة الأمور إلى طبيعتها. ونفى رئيس الحركة في مناطق سيطرة الحكومة محمد يوسف المصطفى، ل "سودان تربيون"، تورط قوات الحركة في أي قتال داخل المدينة، وقال إنها ملتزمة بقرار وقف إطلاق النار المعلن من قادتها إلا في حال الدفاع عن النفس داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. واتهمت الحركة جماعات مسلحة تابعة للمسيرية بدعم من قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس الحكم العسكري محمد حمدان "حميدتي"، بشن الهجوم على لقاوة. وقالت إن الهجوم الذي شُن منذ الجمعة أسفر عن حرق عدد من أحياء المدينة وقرى دبكايا وكردقاى والسرف، علاوة على نهب الأموال والممتلكات. وتقع لقاوة على مقربة من مناطق واسعة تُسيطر عليها الحركة التي وقعت معها حكومة السودان إعلان مبادئ في مارس 2021 لبدء محادثات سلام تعثرت بعد فترة وجيزة، لكنها لا تزال ملتزمة بقرارها الخاص بوقف العدائيات وفقًا لقادتها.