بدأ معتصمو قرية الفداء بمحلية أبو حمد بولاية نهر النيل، الاستنفار للتصعيد ضد الانقلاب الذي وصلت معه المفاوضات لطريق مسدود، في وقت يواصلون فيه اعتصامهم منذ 14 يوما. ويطالب السكان بإغلاق شركات التعدين التي تستخلص الذهب بالسيانيد الضار بالإنسان والبيئة، كما طالبوا بإغلاق أسواق التعدين والطواحين قرب الأحياء السكنية والمزارع ومصادر المياه. ويشتكي السكان من عمل شركات التعدين التي تستخدم السيانيد قرب مصادر المياه التي تسقي الحيوان والمزارع، وذلك بعد رصدهم ارتفاع أعداد الإصابات بمرض السرطان ونفوق الحيوانات نتيجة تعرضها لأمراض غير معروفة. وقالت لجنة (إعتصام الفداء)، وفقًا لتجمع الأجسام المطلبية، إنها وصلت إلى طريق مسدود مع اللجنة المكلفة من حكومة ولاية نهر النيل للتفاوض حول مطالب المعتصمين الخاصة بترحيل شركات ومعامل استخلاص الذهب ومعالجة النفايات (الكرته) من المناطق القريبة من المجمعات السكنية ومصادر المياه. وقررت اللجنة أن تكرس أنشطة يوم الأحد للحشد والاستنفار لجميع المواطنين، وذلك تهيئة لبرنامج تصعيد ثوري سينطلق غدا الاثنين. وفي أغسطس، نظم مواطنون اعتصاما على الطريق الغربي الرابط بين العبيدية وأبو حمد، احتجاجا على أنشطة التعدين عن الذهب في المنطقة التي تستخدم فيها مواد ضارة بالصحة والبيئة. وكشفت دراسة علمية أعدها المجلس الأعلى للبيئة بولاية نهر النيل، ونشرها في 7 أكتوبر المنصرم، عن مخاطر تهدد حياة المواطنين بالولاية بسبب الاستخدام الخاطئ للزئبق في التعدين الأهلي. وقالت الدراسة بأن كل طن منتج من (الكرتة) يحتاج الى 800 كيلو من الزئبق، وأوضحت الدراسة أن العينات التي تم فحصها بالمعامل أظهرت أن كميات الزئبق في دم الذين استهدفتهم الدراسة جاءت من 27 – 700 ضعف الكمية الطبيعية في جسم الإنسان، وأشارت إلى أن الزئبق يتحرر بفعل ارتفاع درجات الحرارة ويتبخر ليتجمع بمناطق الرطوبة مجددا، وأظهرت الدراسة تراكمه في (أزيار) المياه والمكيفات بمناطق التعدين بالاضافة إلى ما نقلته السيول إلى المناطق السكنية والنيل. وحذرت الدراسة من ميسيد الزئبق الذي يتحول إلى مادة عضوية تفوق خطورتها الزئبق نفسه بمائة مرة، لجهة أنها تتفاعل مع مكونات البيئة وتضر بالأسماك والخضر وغيرها. وأوضح الدكتور عصام محمد زين، مقدم الدراسة، أن ولاية نهر النيل ستصبح بعد 40 عاما غير صالحة للحياة الآدمية، مشيرا إلى أن أكثر من 80% من المواقع العاملة غير ملتزمة بالاشتراطات البيئية.