عمر عبدالله محمد علي 1 . كنا ، نعيش حياة ، عادية. صعبة قليلا ، ولكن بدون شكوى. أسرتنا ، أسرة مكافحة ومجتهدة. تطوّْع أحيانآ المستحيل ، من أجل اسعادنا. فخرنا، بأسرتنا لا يحده، حدود. لم ننظر بحسد ، أو غيرة ، يوما ما ، للذين يملكون الفاخر والنفيس. بل بالعكس ، كنا ، نسعد لحالهم ، ونطمع في أن نلحق ، بهم. كانت اسرتنا، دائما تخبرنا، بأننا نستطيع أن نلحق بالعلا، إذا فعًلنا الجدية، والمثابرة والإخلاص. كنت أنا ، الولد الكبير ، الذي يشاهد، كل يوم ، معاناة أسرته. أسرتي ، دائما متفائلة. وكأنها على يقين، بالفتح القريب. وأنا ، كنت أراقب عن كثب ، الحزن المكتوم، المخيم على عيونها. 2 . حدثني. صديقي عن رغبته، في الهجرة مع رفاقه، إلى أوروبا. فتحت عيني أكبر. وسألته. وكيف يتم ذلك. أعطاني التفاصيل، وحدثني عن الجنة ، هناك. اختمرت الفكرة، في رأسي. وبدون تردد ، أخبرته بأن يعتبرني معهم. مرت. عدة أيام ثقيلة ، حسبتها ، دهرا ، حتى جهزنا حالنا. بالطبع. لم أخبر أسرتي، بخطتي. وغادرت، لأبحث عن الأمل. الذي ينتظر، في الجانب الآخر ، من الكون. شددنا رحالنا ، نحو ليبيا. فهي المحطة الأولى. لم نجد ، ما كنا نرجوه. فقد تم القبض علينا ، وتم ، بيعنا بثمن بخس ، لمليشيا ، شديدة التوحش. في البداية ، تم تعذيبنا ، ثم باعونا لأصحاب مزارع. لنعمل فيها سخرة. مقابل اطعامنا!؟. أي والله. هذا ما حدث. بعضنا ، حاول الهرب. نجح القليل. والذين تم القبض عليهم، شدوا وثاقهم ، بزبر الحديد ، والضرب المبرح. 3 . أنا ، كنت أعمل في المزرعة بإخلاص وجد . حتى أكسب ثقة المالك . ليتسنى لي، النظر، في طريقة هرب، من هذه الأهوال. فعلا ، بعد شهور ، غلاظ تمكنت ، ط من الهرب . في طريق الهرب ، قابلت أخوة، من جنوب السودان ، وآخرين من ارتريا ، والسنغال والكنغو ، الكمرون ، واخرين لا أذكر ، بلدانهم. اخبروني ، بأن السفر لأوروبا ، أسهل من تونس ، فرافقتهم. تم القبض ، علينا أول ، ما عتبنا ، على الحدود. سجنوننا لمدة، ستة أشهر. خرجنا بعدها، وعملنا في بعض الوظائف ، الهامشية. عملنا عمال بناء ، وفلاحين ، وفي المطاعم. وحتى في البيوت. ما جمعناه من مال ، كان لسد الأود . والباقي دفعناه ، للمهربين ، لترحيلنا لأوربا. الحلم. فشلنا ، أكثر من خمسة عشرة مرة. في كل مرة ، نفشل ، يتم ايداعنا، السجن ، لمدة ستة أشهر. في ، هذه ، المحاولات، فقدنا أشقاء ، وزملاء ومعارف، ابتلعهم البحر. لم يكن البحر، كريما معنا. نحن نكرهه. 4 . في نهاية ، المطاف أشار علينا ، حاجو السنغالي. بأن نذهب إلى المغرب. فعلنا ، ذلك تم القبض علينا واودعونا السجن. للمرة الألف. خرجنا من السجن ، وكان التعب والهزال قد نال منا. ولكن لم ينل ، من عزيمتنا.. تجمعت اعدادا كبيرة منا بالقرب ، من مدينة. مليلة الإسبانية. داخل المغرب. المدينة محاطة بالاسوار العظيمة، من السلك الشائك. طولها لا يقل عن، الستة أمتار. كنت انا ، وحاجو السنغالي ، ودينق وشقيقه فيتر، من جنوب السودان ، وتسفاي الأرتري ، نقف في الصف الأول مع المهاجرين. حالنا ، كان بأئنا للعيان. فقد ، خارت قوانا ، وشحبت وجوهنا. وتمزقت ملابسنا. كنا ، ننتظر ، طلوع الفجر ، لنقفز ونتسلق السور العظيم. لنصل لإسبانيا. الحرس الإسباني لم يكن يعلم. ماذا سنفعل. الشرطة والأمن المغربي ، كانوا مدججين بكل أسلحة القمع. بينما نحن ،كنا لا نحمل. سوى بقية اسمال خرق بالية ؛ والكثير من الحب والسلام. كنا ، نعد الثواني واللحظات، لبزوغ فجر خلاصنا. بعدها بقليل، أصبحنا، نشاهد، معالم بعضنا البعض، بشئ من الوضوح. هنا، نادى حاجو السنغالي، فينا لنركض، بسرعة البرق، واعتلاء الأسوار. ففعلنا. انطلقنا نحوها، نجح البعض، وفشل الكثيرين. فقد قمعتنا، الشرطة بوحشية. مات منا، كثيرين. من ضمنهم ، فيتر الشقيق الأصغر، لشقيقنا دينق.. بكينا بحرقة، حتى ابيضت أعيننا، وكادت تخرج، عن محاجرها… انتهت. رواية ابو البشر، اللاجئ السوداني، عن الأهوال التي مرّ بها، في مركز، اعتقال اللاجئين، بمدينة مليلة الإسبانية. أمر. الضابط المناوب، بحفظ التحقيق، وإرسال ابو البشر، مرة أخرى للمركز، حتى ينظر في طلبه. النهاية [email protected]