تستقي صحيفة (الجريدة)، معلوماتها المتفرقة من عدد من مصادرها المطلعة داخل المكونات السياسية المتعددة، لتجمع بينها ومن ثم توجد عبرها خيطاً واحداً موصلاً إلى الحقائق التي ينتظرها الجمهور، فقد أفادت عدد من مصادر الجريدة داخل صفوف قوى الثورة الحية التي ترفض اية تسوية مع عسكر الانقلاب، بأن لجان الميدان داخل لجان المقاومة عازمة للتنسيق لحشد جماهيري هو الأكبر على الإطلاق تزامناً مع ذكرى 19 ديسمبر الجاري، رفضاً لأية حلول لا تقوم على محاكمة قيادات الانقلاب واعادة السلطة للشعب وقيام دولة العدالة والقانون، وتقول المصادر ان لجان المقاومة تضع في بالها ان تستبق القوى الموقعة على الإعلان الدستوري يوم 19 ديسمبر لتعلن قبله الوصول لتسوية مع العسكر تحت مباركة دولية واقليمية، ولهذا في عازمة على أن يكون 19 ديسمبر موعداً لافراغ التسوية من اية تأييد جماهيري، وفي ذات المنحى، يجتهد الحزب الشيوعي وأسر الشهداء وتجمع المهنيين وعدد من النقابات لدعم الحراك الجماهيري الهادف لإسقاط التسوية مع العسكر. الا ان (الجريدة)، كشفت عن طريق مصادر أخرى، بأن التكتلات الأخرى وعلى رأسها الفلول، تضع أيضاً يوم 19 ديسمبر نصب اعينها لوأد الاتفاق الجاري الآن، بينما تختلف هي بينها في ترتيب الخروج تزامناً مع حراك لجان المقاومة وقوى الثورة الأخرى، حيث تقول بعض من كوادرهم بأن استغلال الحراك الجماهيري سوف يعمل على خنق البرهان وحميدتي والحرية والتغيير وكذلك المجتمع الدولي وهذا ما نريده، بينما يتحفظ آخرون على هذه الخطة بأنها غير معلومة العواقب بحسبان ان السيطرة على شعاراتها سيصبح أمراً مستحيلاً، خصوصاً وأن لجان المقاومة ظلت ترفع شعارات معادية للنظام البائد، هذا فضلاً عن أن معظم العناصر التي اعتادت على الخروج في مواكب الثوار باتت معلومة ومألوفة الملامح لبعضها البعض، ومما يسهل عملية الرصد بالنسبة لوجود ابة كوادر تتبع للحزب المحلول أو المتحالفين معه. غير أن هناك معلومات – لكنها ضعيفة المصادر- تقول ان الكوادر المتطرفة في المنظومة البائدة ترى أن تجعل من بوم 19 ديسمبر يوماً للفتنة والفوضى لاجبار العسكر على العدول مرة أخرى من مغبة التسوية واعلان انتخابات مبكرة خوفاً من انزلاق الدولة السودانية في متون الفتنة والفوضى وحرب الشوارع، وسوف لا بجد المجتمع الدولي بداً غير الاستسلام لهذا القرار خوفاً من ضياع مصالحه في السودان. الجريدة