الدراسي في مهب الريح ، ولتقول ياصديقي وطن في مهب الريح. يكون الوطن في مهب الريح إذا لم يدرك المسؤولون فيه أهمية التعليم والمعلم، ولم تشغل قضايا التعليم اهتمامهم. بينما ابني الصغير ، التلميذ في الصف السادس اساس ، يقلب كتابه ومذكرته استعدادا لإمتحان التاريخ صباح الغد ، فأجته بالإجازة. وأصبح يوجه لي كثير من الأسئلة ، بعضها جاوبت عليه وبعضها صعب على ولم أجد له إجابة. بدلا من هذه الإجازة المفاجئة والارتجالية ، كان الأجدي محاولة سماع صوت المعلمين ومحاولة حل المشكلة ، على الاقل ان يشعر المعلمون بأن من يتولون أمر الوزارة معهم في خندق واحد.
الثابت أن أهل وزارة التعليم ، هم اساسا من حقل التعليم ، والأقرب ان يكونوا اكثر انحيازا لقضايا المعلم ، ولا يلاون النقابة ، لأن في هذا دمار التعليم ، كما افترضنا من قبل أن مدراء الجامعات واساتذتها يجب ان ينحازوا لطلابهم في موضوع رفض زيادة الرسوم الجامعية ، هكذا هي طبيعة الأشياء. القائمون على أمر وزارة التعليم هم الأكثر دراية بمعاناة المعلمين ، لذا يجب أن يكونوا الأكثر استجابة لها ، يجب ان يكونوا اكثر بعدا من السياسة والائتمار بأمر أهل السياسة. لقد ظل المعلم طوال الفترات السابقة يتلقى الوعود بزيادة راتبه وتحسين وضعه ، مرات عديدة ، وعود ووعود ولكن لم ينال المعلم مايستحقه ، مع اعترافنا كلنا بدور المعلم وبحقه علينا ، ولكن لم نصدق الوعد معه. ظل المعلم يكابد في أقسى الظروف وهو يؤدي اشرف مهنة وهي التعليم الذي تبني به الأمم ، وكثير من الدول من حولنا نهضت وتقدمت بفضل الاهتمام بالتعليم وإكرام المعلم. المسؤولون عندنا لم يقروا تاريخ الامم جيدا ، ليدركوا كيف نهضت الأمم من حولنا. ولك أن ترى أين مسير دولة لا تنصف المعلم وتربط التعليم الجامعي بالرسوم التي تمثل عبئا على كثير من الأسر ، حكومتنا لا تنصف المعلم ، وترهق أولياء الأمور بالرسوم من رسوم الامتحانات الشهرية، والمساهمات الأخرى ، وتريد أن تسير المدارس من جيوب أولياء أمور الطلاب ، في ظل بيئة مدرسية تفتقر لأبسط المعينات الدراسية. حكومتنا لاتهتم بأمر التعليم ولا أمر المدراس ، بل تريد أن يكون التعليم مصدر من مصادر جبياتها. إذا لم يشغل حكامنا موضوع التعليم والمعلم ، فماذا ياترى يشغل بالهم وبماذا يهتمون. ماذا تريد حكومتنا ان تحكم وهي تحقق الفشل ، بل قل تصنع الفشل يوم بعد يوم في موضوع التعليم والصحة وكل الخدمات التي هي حق للمواطن ، تصنع الفشل لأنها تتفنن في ذلك. إلى أين نسير ، والمسؤلون ياتون بهذه الإجازة الارتجالية والمفاجئة من أجل فقط أن يفشلوا إضراب المعلمين ، هذا كسب سياسي رخيص ، وكلنا يعرف ان للمعلم قضية تستحق الاهتمام وتستحق الحل والانصاف . ماذا ننتظر بعد كل هذا.