كمال كرار لم أر وجهًا ينبض بالرعب والاستعطاف في آن واحد، كما كان جليًا في نظرات تاير نيكولز الذي صفته في الوثيقة الرسمية الأمريكية مواطن أسود. لم يشفع له الاستعطاف ولا الصراخ (أمي يا أمي)، ركلوه وضربوه وهو الأعزل حتى الموت، ورجال الشرطة الخمسة وبعد أكثر من 3 أسابيع من الاحتجاجات والمظاهرات، وجهت لهم تهمة القتل من الدرجة الثانية، وربما تتحول للدرجة الرابعة لاحقًا أو يطلق سراحهم. ونيكولز ابن ال29 عامًا اعتقل وخطف وعذب لمجرد مخالفة مرورية، في 7 يناير الماضي في مدينة ممفيس بولاية تينسي الأمريكية. وصمتت السلطات الرسمية، ولكن في أعقاب المظاهرات الهادرة نطق الرئيس الأمريكي ودعا لإجراء تحقيق سريع وكامل وشفاف، وستظهر نتائجه يوم القيامة العصر، فكم من الجرائم العنصرية ترتكب وتختفي آثارها بعد حين.. وفي كل مرة يقتل المضطهدون في أميركا سودًا أو بيضا ويخرج القاتل بريئًا ويفلت من العقاب فالقانون هنالك يكيل ب100 مكيال، والذين يتشدقون بالديمقراطية الأمريكية وحقوق الإنسان فيها يغضون الطرف عن أمثال نيكولز وفلويد. ولما كان الشيء بالشيء يذكر فأين نتائج لجان التحقيق في مجزرة القيادة واغتيال الشهداء من بعدها؟ ومن خطف ودعكر وقتله، ومن الذين رموا الشهداء في النيل والذين نقلوا الجثث بالليل لمشرحة التميز!! القتلة بالداخل يقولون لأسيادهم القتلة الأمريكان نحن على خطاكم.. ولكن هذا عصر الشعوب المناضلة، مظاهرات أميركا ولافتاتها تقول (حياة السود مهمة)، وفي فرنسا وألمانيا وبريطانيا الملايين من العمال والفئات الأخرى تتظاهر ضد الغلاء والتضخم وخفض الأجور، ضد الظلم والتعسف الإمبريالي. الرأسمالية في زمن العولمة، تكشف عن وجهها الحقيقي كعدوة للإنسانية، وكنظام يسعى لإبادة الشعوب وتدمير كوكب الأرض في نهاية المطاف، يطيرون الآن بمركباتهم الفضائية بحثًا عن كواكب يمكن العيش عليها لاحقًا، والحل في هزيمتها، والتقدم نحو عالم خال من الاستغلال. سيسجل التاريخ أن شعب السودان وثورته دشّنا أول خطوات هزيمة الإمبريالية العالمية ووكلائها وسدنتها. وأي كوز مالو؟ الميدان