* مراقب: تصريح (مناوي) عن اقتراب ساعة صفر، كشف متعمد لأسرار الدولة * لجان المقاومة: الخلاف بين رأسي الانقلاب يعبر عن تقاطعات مصالح قادة الإنقلاب واطماع الجهات التي تقف خلفهما الجريدة حمدي صلاح الدين بثت قناة الجزيرة فيديو ل"مني أركو مناوي" يقول فيه "هنالك حشود عسكرية ونقل للمقاتلين من الولايات إلى الخرطوم وهنالك أنباء متواترة عن وجود خلافات بين المكون العسكري" مضيفا "في العادة لا نشاهد حشود عسكرية في الشوارع نعم، الحشود العسكرية عادة لم تكن في الشوارع الا في ساعات الصفر. ربنا ما يجيب ساعة الصفر. نناشد الأطراف الأمنية والعسكرية أن تتحلى بالصبر". (1) عرمان يشيد وقال رئيس الحركة الشعبية – شمال "التيار الثوري"، ياسر سعيد عرمان، إنه لولا وعي السودانيين لانفجرت العاصمة السودانية بسبب خلافات الجيش والدعم السريع. وقال إن اجتماع بيت الضيافة بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" مساء السبت "أحدث تغييرًا في الاتجاه" نحو الحل لصالح الحكم المدني والتحول الديمقراطي. وأكد عرمان الذي كان يتحدث في ندوة سياسية بالخرطوم الأحد الماضي، أن الاتفاق الإطاري "كُتب له النجاح" ويمثل "مدخلًا لحل الأزمة الحالية". ولفت إلى أن اجتماع بيت الضيافة بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع وأطراف الإطاري مساء السبت "يؤكد تغير الاتجاه عكس ما تمناه الفلول" – بحسب تعبيره. وأكد عرمان أن الدولة السودانية لن تسير في طريق اليمن وسوريا وليبيا، ولفت إلى أن "اجتماع بيت الضيافة" شكل فرصة جديدة للحل السياسي. وأضاف: "يجب عدم منح الفرصة للنظام البائد لعرقلة الاتفاق". وحول موضوع الإصلاح العسكري والأمني علق عرمان قائلًا: "قوات الدعم السريع تكونت عبر سنوات ولديها (100) ألف جندي، وما عادت مجرد قوات عسكرية، ولديها ارتباطات بالأوضاع السياسية والاقتصادية، والدعم السريع أحد اللاعبين في الحياة السياسية". وحول مصير قوات الدعم السريع علق عرمان بالقول: "نحن بحاجة إلى تحويل طاقة الدعم السريع إلى طاقة إيجابية. لا يمكن تسريح (100) ألف عنصر دون عملية الدمج والتسريح، وهذا الموضوع لا يحتاج إلى التهريج بقدر حاجته إلى نقاش موضوعي". واتهم عرمان "فلول النظام البائد" بدق طبول الحرب والتحريض عليها على الشبكات الاجتماعية يوميًا، وقال يجب أن تتوقف طبول الحرب وندق طبول الحلول، وقال عرمان إن الخلافات بين الجيش والدعم السريع لو وقعت في أي عاصمة أخرى غير الخرطوم لأنفجرت الأوضاع، لكن السودانيين يتميزون بنوع من الوعي إلى جانب وجود مصالح تربط الجيش والدعم السريع. وقال إن الجيش السوداني يجب أن تكون حاضنته الرئيسية الشعب السوداني وليس التيار الإسلامي أو قوى حزبية، ودعا إلى ربط الإصلاح الأمني والعسكري بالإصلاحات في الدولة. (2) هل زال الخطر؟ و بعد حديث عرمان عن إجتماع البرهان وحميدتي والتزامهما بالتحول الديموقراطي خفت حدة التوتر في الشارع الا أن بيان صادر من مجموعة اسمت نفسها "قيادات سياسية" أعادت مجموعة تساؤلات في الشارع حول جدوى اجتماع البرهان وحميدتي الذي تحدث عنه عرمان حيث قالت مجموعة السياسيين، في مقدمتهم اللواء معاش فضل الله برمة ناصر وجعفر الميرغني، قالوا "اجتمعنا نحن القيادات السياسية الموقعة أدناه بمنزل القائد مني أركو مناوي، وتداولنا حول الأزمة الراهنة التي تشهدها البلاد من النواحي السياسية والمجتمعية والأمنية والتي بدورها أدت الى الخلاف العسكري العسكري، ولقد ظللنا نتابع بقلق شديد تطورات الأزمة وتداعياتها التي انعسكت سلباً على جماهير الشعب السوداني الذي ظل داعماً لقواته النظامية مشيدا بدورها البطولي في حماية ارض الوطن وسيادته، ولابد لنا في هذا السياق من الاشادة بالجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة وتخفيف وطأتها" واضاف البيان" نناشد القوات النظامية التحلي بضبط النفس وتفويت الفرصة على القوي التي تستهدف وحدة البلاد وامنها " (3) الخلاف يؤججه المؤتمر الوطني والكتلة الديموقراطية الناطق الرسمي باسم اصحاب المصلحة في اتفاق سلام جوبا مسار دارفور، دكتور الصادق محمد مختار، يقول في حديثه ل(الجريدة) أن الخلاف العسكري العسكري لم يكن جديدا منذ سقوط النظام القديم مرورا بتشكيل المجلس العسكري والشراكة المدنية العسكرية حتى انقلاب ال25 من أكتوبر الماضي وهو خلاف سياسي بين قيادة الدعم السريع والجيش الذين يتحكمون في العمل السياسي وليس العسكري وحده، والان الاختلاف الذي ظهر الى السطح هو خلاف قديم متجدد بسبب الانقلاب بحيث اصبح يحكم البلاد رأس واحد بدلا عن رأسين وليس بسبب الاتفاق الإطاري ونرى أن الكتلة الديمقراطية التي تفتقر الى الخطاب السياسي تحاول دائما زيادة الهوة بين مكونات الإطاري وتعميق نقاط الخلاف بين حميدتي والبرهان، وهو خلاف يستثمر فيه كل من لا يريد الوصول الى اتفاق سياسي ينهي الانقلاب، وبالتالي مصدر سموم الخلاف يخرج من مصدرين هما الكتلة الديمقراطية والمؤتمر الوطني الذي تحكم هو الاخر في الكتلة الديمقراطية تسندهم في ذلك بعض القوي الإقليمية التي تحاول أن تفرض بعض اجندتها ومصالحها عبر الكتلة الديمقراطية وأعتقد أن الخلاف الذي تتحدث عنه الوسائط والميديا هذه الأيام لا يعدو كونه مناوشات سياسية تنتهي بانتهاء الاتفاق السياسي النهائي الذي قارب على الاكتمال ويذهب دكتور الصادق إلى أن كل من الجيش والدعم السريع يدركان خطورة اي تصادم او صراع مسلح بين اي من المكونات العسكرية في البلاد وفي حقيقية الأمر لا توجد دوافع قتالية لدي كل الأطراف سوي طموح الرجلين نحو السلطة وأعتقد، والحديث لدكتور الصادق، انه من الأفضل للمكون العسكري البعد عن وسائل الإعلام وضبط عناصر النظام البائد التي تحاول بث خطابات التصعيد بغرض زرع الفتنة بين المكونات العسكرية وتحمل مسؤوليتها والوصول الى اتفاق نهائي يخرج البلاد من احتمالات الحرب الاهلية والنزاعات المسلحة التي يحاول المؤتمر الوطني والكتلة الديمقراطية جر البلاد إليها. (4) الجنرالات بديل زائف لحل الأزمة السودانية عضو لجان المقاومة "ن. ع" يقول في حديثه ل(الجريدة) أن الخلاف بين رأسي الانقلاب يعبر عن تقاطعات مصالح قادة الإنقلاب واطماع الجهات التي تقف خلفهما فالتصريحات المتبادلة التي تتناقلها وسائل الاعلام في الزيجات والمناسبات الاجتماعية والتي اصبحت منابر «للردح» من كلا الجانبين توضح عقلية من قاموا بالانقلاب وبعدهم عن مصالح الشعب الذي يعاني الآن في مختلف الأصعدة، وتؤكد بأن الجنرالات بديل زائف عمّق الأزمة واوصل البلاد لحافة الانهيار ويذهب "ن. ع" إلى أن هذه التصريحات بأن الخلاف بين الجنرالين واضح، فكل منهما يريد أن يحافظ على مركزه، فقائد الدعم السريع ونائبه يريد الاحتماء بقوى الاطاري بارسال رسائل بانه سوف يكون حامي الاتفاق وبالتالي يحافظ على مركزه السلطوي والثروات التي اكتنزها، وقائد الجيش يريد الانفراد بالسلطة والمراوغة لكسب مزيد من الوقت يمكنه من مواصلة قيادة البلاد ويذهب "ن. ع" إلى أن هنالك من يريد ادخال الرعب والارهاب بالاشارة إلى نشوب حرب بين الجيش والدعم السريع، لكن لن يصل الخلاف بينهما للمواجهة العسكرية لانهم لا يستطيعون تحمل مسؤولية هذه المواجهة، بالإضافة إلى أن الخلاف بينهما ليس جوهريا، فهما يريدان مكاسب اكبر من التي يمتلكونها، فالمنطق يقول بان هذه التصريحات الخلافية تكتيكية الغرض منها أن يستطيع كل منهما كسب ارضية جديدة، ويذهب "ن. ع" إلى أن البرهان وحميدتي كلاهما لديه اطماع بحكم السودان عمقتها تجربة الشراكة ومن ثم الانقلاب، فحميدتي يريد تحسين صورته ويعمل على خلق شعبية يستطيع من خلالها الوصول للسلطة بالمال خصوصا بعد مجزرة فض الاعتصام. (5) مناوي يسعى لعرقلة الإطاري المحلل السياسي، م. عصام ميرغني، يقول في حديثه ل(الجريدة)، من المعلوم للجميع أن تحركات الجنود وتحريك العتاد العسكرى يُعتبر من المسائل الفنية التكتيكية الخاصة بالجيوش، وبذلك تعتبر من الاسرار العسكرية التي لا تسمح القوانين بكشفها وتداولها خارج الاوساط المعنية، ولهذا السبب فان أي تصريحات تصدر من مواطن عادي او جهاز اعلامي بشأن تحركات الجنود اوالعتاد العسكري، يُوجب مساءلته والتحري معه ثم تقديمه للمحاكمة، أما أن تصدر تصريحات اعلامية من شخص هو جزء من الجهاز التنفيذي وحاكم لاقليم دارفور ورئيس لحركة مسلحة ظلت تقاتل الجيش السوداني ردحا من الزمن عن وجود حشود عسكرية ونقل لجنود من القوات المسلحة والدعم السريع الى الخرطوم وانها اشارة لاقتراب ساعة صفر، فان مثل هذه التصريحات أن كانت تعبر عن حقائق فهي تعتبر كشفا متعمدا لأسرار الدولة التي هو جزء من هيكل السلطة الحاكمة فيها مما يتطلب توجيه تهمة الخيانة العظمى اليه، وتقديمه بموجبها للمحكمة المختصة، أما أن كان ما قاله غير حقيقي انما نوع من حرب التصريحات السائد هذه الايام، فانه يعتبر كذبا ضارا واشانة سمعة وارباكا للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وزرعا للهلع في اوساط المواطنين واضرارا بسمعة البلاد الامنية والاقتصادية والسياسية وسببا مباشرا في امتناع المستثمرين من الاستثمار في السودان، وهروب الموجودين فيه وهو بذلك يستحق توجيه كل التهم المتعلقة بالاضرار بمصالح القوات المسلحة بل والبلاد كلها لكن، والحديث لميرغني، أن تمر هذه التصريحات مرور الكرام مثلها مثل اي تصريح شعبي خاص (بارتفاع سعر البصل فى حجر العسل )!! فانه يكشف عن المدى السحيق الذى انحدرت اليه هيبة الدولة والعجز الذي وصلت اليه سلطة القانون هذا ما كان من امر التصريح شكلا اما موضوعا فبصرف النظر عما اذا كان ما قاله مناوى حقيقيا ام خيالى فانه بهذا التصريح يهدف الى ارباك المشهد السياسي وزرع الرعب في صدور خطوات المضى قدما في تنفيذ الاتفاق الاطارى والوصول الى اتفاق نهائى يؤدى الى سحب البساط من الغنائم الكثيرة التى يضع هو وحركته يدهم عليها بالقوة الجبرية ما لسبب الا انه ايد الفريق البرهان فى خطوة استيلاء الجيش على السلطة فلذلك هو يسعى لتقويض ليس الاتفاق الاطارى وحده انما اي شكل من اشكال الاتفاق السياسى الذى لا يضمن استمراره في ما استولى عليه من مناصب ومكاسب مع غياب تام لأى سلطة تنفيذية او تشريعية تراقب وتحاسب وتقوم الاداء العام فهو يعلم أن قيام سلطة مدنية مكتملة الاركان تنفيذية وتشريعية ورقابية سيحجر على أي مكاسب اقتصادية او سياسية الا بما تسمح به القوانين ولذلك فهو يعمل بمختلف الوسائل من اجل عرقلة وقطع الطريق امام اي خطط تهدف الى انهاء الوضع السياسي القائم حاليا والذى يستمتع هو بخيراته بغير وجه حق.