ظهر الأمين العام للحركة الإسلامية المحلولة علي كرتي، في ولاية الجزيرة مشاركا فعالية سياسية أمس السبت وذلك في أحدث تطور بالمشهد السياسي. ووصفت أوساط سياسية ظهور الأمين العام للحركة الإسلامية في محفل علني بالنادر والمفاجئ إشارة إلى التضييق الذي يلاحق الإسلاميين بالبلاد بعد سقوط نظام البشير. وشارك كرتي في الملتقى التنظيمي الثاني لمنظومة العمل الموحد بمنطقة "بدينة" شرق ولاية الجزيرة وسط البلاد. ويقول محللون إن ظهور كرتي العلني ينبئ بحدوث وقائع جديدة خاصة مع اقتران ذلك بظهوره السابق قبل انقلاب 25 أكتوبر. وقال المحلل السياسي أحمد إدريس ل"الراكوبة" إن ظهور كرتي يأتي في سياق حديث لعضو مجلس السيادة ياسر العطا الذي تحدث عن إمكانية عمل شئ مع الاسلاميين فيما يبدو أنه واقع جديد يراد تصميمه. وكان عضو المجلس المركزي لتحالف «الحرية والتغيير»، ياسر عرمان، قد حذر في سبتمبر الماضي في حديث ل"الشرق الأوسط" المجتمعَين الإقليمي والدولي، من مخاطر وشيكة تتهدد البلاد، بسبب اقتراب أنصار النظام السابق الإسلاميين من استعادة السلطة التي فقدوها مع سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 بفعل ثورة شعبية. كما حذر عرمان من محاولات يبذلها الإسلاميون لخلق فتنة بين القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع»، على أمل إضعافهما والتسلل إلى داخلهما للسيطرة على الدولة؛ مشيراً إلى أن حدوث ذلك قد يهدد الأمن الإقليمي. وأعتبر كرتي التغيير في العام 2019 على نظام البشير انقلابا ضد دولة منتخبة قادته أحزاب تتشدق بالديمقراطية. وقال علي كرتي إن تلك الأحزاب اتخذت كافة الوسائل لتشويه صورة الإسلاميين فاحدثوا تدميرا ممنهجا لما حققته الإنقاذ دون الإضافة عليه. من جهة أخرى دعا عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا إلى ضرورة "عمل ما" مع التيار الإسلامي الذي وصفه بالقوى المبعدة من الثورة. وبرر العطا دعوته استصحاب الإسلاميين في المرحلة القادمة لإبعاد التطرف وجلبهم للسير المعتدل في طريق الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها مجددا. وجاءت تصريحات ياسر العطا خلال فعالية "نفرة دار بيري" لتعزيز السلام والتنمية جرى تنظيمها أمس السبت بالخرطوم.