* كنب: الطريق أصبح ممهداً أمام تحالف جديد عماده مركز الحل الجذري ومناصروه * جعفر خضر: تعثّر الاتفاق الإطاري سيتسبب في عودة الكثير من مؤيدي الإطاري إلى الشارع الثوري * عضو تنسيقة مركزية أمبدة: لجان المقاومة أمام لحظة تاريخية تحتم عليها القيام بدور القيادة الحقيقي *مهيد صديق: 6 أبريل مُلهمة بالدروس ولابد من تجاوز أخطاء الماضي الخرطوم سعاد الخضر – حوازم مقدم السادس من أبريل للآمال المتجددة والخيبات المتكررة، هو اليوم الذي أسقط فيه المدنيون السودانيون المؤسسة العسكرية بكبريائها وأخضعوها لإراداتهم للمرة الثالثة، ولكنها عادت وبطرق مختلفة وملتوية لاستعادة تلك المكانة، هي نقطة أخذت تنداح في الوعي الشعبي حول ضرورة مدنية السلطة، التي أصبحت واحدة من الشعارات الأساسية العزيزة على أهل السودان، مثلها مثل السيادة الوطنية والتحول الديموقراطي والعدالة والسلام، وفتحت الباب أمام سجال جديد في الساحة ربما غايته في يوم من الأيام. في 6 أبريل 1985 م أعاد الشعب السوداني نفس المشهد الذي تكرر بعد 25 عام من الزمان، المتمثل في انزال حكام عسكريين من دست الحكم، بأساليب مدنية سلمية وبعد أربعة سنوات عاد العسكر للحكم وحطموا كل أدوات العمل المدني السلمي، مما جعل البعض يزهدون فيه ويمتشقون السلاح، ولكن بعد 30 عام من الزمان عاد الشعب نفس المشهد وبنفس الأدوات المدنية السلمية فقط، أن قيادات العمل المدني لم تدرك أنها في مركز قوة، ومضت تقدم للعسكريين شرعية لا يستحقونها، ولم يقدروا على حمايتها حينما كانوا في السلطة، فضعف القيادات المدنية الآن وليس قوة العسكريين هو الذي يفتح نفاجات خلفية عبر الحوار والإتفاق الاطاري لعودة المؤسسة العسكرية للسلطة، عبر المشاركة المعلنة كما في الوثيقة الدستورية التي سقطت كما في مجلس الأمن والدفاع الذي يتموضع في الإتفاق الاطاري. يوم غد يظللنا 6 أبريل من جديد، والبلاد تشهد تطور سياسي منفتح على عدة احتمالات فهل يتم التوقيع على الاتفاق النهائي، وتعود المؤسسة العسكرية للحكم بشكل سلس، أو يقول التغيير الجذري كلمته، إلا أن أي احتمال لاستخدام القوة الخشنة لن يقود العسكر للسلطة، بدليل أنهم قد استولوا عليها في 25 أكتوبر ولم يتسطيعوا أن يحكموا مما يعني أن الدفع باتجاه القوى المدنية الديمقراطية من خلال فشل الحوار ومن خلال استمرار المد الثوري في الشارع هو سيد الموقف. اسقاط الانقلاب والتسوية دعت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم الثوار للمشاركة في مليونية 6 أبريل وحيت استمرارهم في المواكب مطالبين بإسقاط الانقلاب، وتعهدت بالمواصلة في سبيل تحقيق أهداف الثورة كاملةً غير منقوصة، وجددت تمسكها باللاءات الثلاثة لا تفاوض، لا شراكة، لا مساومة. وقالت تنسيقية الخرطوم في تعميم صحفي (هانحن نمضي بكل ثبات في طريق إسقاط الإنقلاب والتسوية معاً، لذا فلنجهز أنفسنا جيدا في الطريق إلى 6 أبريل،). ودعت المقاومة الى المشاركة الواسعة في فعاليات يومي 4 أبريل و 5 أبريل وستشتمل فعاليات اليوم عل مواكب ليلية، حرق إطارات في كل الشوارع الرئيسية بمدينة الخرطوم. تنظيم اليات العمل السلمي : ودعا الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري، للخروج في مليونية 6 أبريل ومواصلة الفعل الثوري الداعم لقوى الثورة للمضي نحو تحقيق غايات وأمنيات الشعب ووفاء لدماء الشهداء الجرحي والمصابين، وتعهد بالعمل بجد واجتهاد إلى المزيد من تنظيم آليات الفعل السلمي المدني وإعداد الإضراب السياسي والعصيان المدني من أجل إسقاط إنقلاب 25 أكتوبر المشؤم تباينات فارقة وقال في بيان له (تمر علينا ذكرى 6 أبريل المجيدة شهر الثورات والصمود، والواقع السياسي السوداني يوسم بالكثير من التباينات الفارقة التي تحاول شرعنة إنقلاب 25 إكتوبر 2023م عبر إتفاق اطاري غير منصف وغامض مع نظام. متسلط وقاهر وقاتل قطع طريق التحول المدني الديمقراطي) وأكد أن ارادة التغيير فعل ثوري داخلي وليس اشتراطات دولية واجبة التنفيذ. استكمال النضال : وطالب الناصري قوى الثورة الحقيقية من لجان المقاومة الباسلة والقوى السياسية والنقابات المهنية والفئوية وجماعات الضغط المدنية جميعهم وغيرهم من أصحاب المصلحة في ثورة ديسمبر أبريل المجيدة بضرورة استكمال النضال لتحقيق شعار حرية سلام وعدالة وبذل المزيد من العطاء المستحق تجاه الثورة، وأردف ( لا صوت يعلو علي صوت شعب المقاومة، حيث لا خيار سوى إسقاط الانقلابيين وأركان النظام المخلوع ومنظومات الفساد ذات المصالح الانتهازية التي خربت الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية والسياسية في المجتمع والدولة). وحدة المواثيق والبرامج وراهن على أن وحدة وتنظيم قوي الشارع الثوري الحقيقية في جبهة عريضة مدنية ديمقراطية هو المخرج الأوحد للازمة الحالية، وكذلك استكمال العمل علي وحدة المواثيق والبرامج السياسية، وجدد الحزب الناصري الوحدوي وقوفه في خندق المقاومة مع طلائع قوى الثورة المناهضة ضد اي تسوية لا تحقق تطلعات السودانيين، وقال القيادي السابق بقوى الحرية والتغيير جعفر خضر في تصريح ل(الجريدة) تأتي مليونية 6 ابريل في لحظة تاريخية بالغة الأهمية بعد انشقاق قوى الحرية والتغيير وذهابها في طريق الاتفاق الإطاري المسنود من الآلية الثلاثية والرباعية والمجتمع الدولي، والذي وفر حماية للانقلابيين من المحاسبة في الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها). محاولات الانفراد بالسلطة وفي تعليقه على تأثير الخلافات بين الجيش والدعم السريع والتي أدت الى تأجيل الاتفاق الاطاري قال خضر إن البرهان وحميدتي يعمل كل واحد منهما على تقوية نفوذه على حساب الآخر، ويهدف كلاهما للانفراد بالسلطة، ويتعاملان مع الإطاري كتكتيك مرحلي وعيونهما على السلطة المطلقة، وأكد إن تعثر الاتفاق الإطاري سيتسبب في عودة الكثير من مؤيدي الإطاري إلى الشارع الثوري الذي يرفض التحاور مع مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية. اعادة ثقة الجماهير وأردف (كما ان مليونية 6 أبريل لها رمزيتها في ثورة ديسمبر إذ أنها كانت لحظة دخول الثوار عنوة واقتدارا إلى محيط القيادة العامة رغم بطش الأجهزة الامنية، كما لها دلالتها التاريخية في ثورة ابريل 1985، لهذا فمن المتوقع أن تكون المليونية 6 ابريل ذروة أخرى من ذُرى الثورة تعيد ثقة الجماهير بنفسها لمواصلة طريقها الصحيح بأن لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية للقتلة). تجاوز اخطاء الماضي من جهته قال الناشط السياسي مهيد صديق في تصريح ل(الجريدة) لابد أن تكون 6 أبريل مُلهمة بالدروس وتجاوز الأخطاء وهي ذكرى عزيزة على السودانيين، لأنها وفي انتفاضة شعبية أسقطت نظام ديكتاتوري وأزالت نظام سدنة مايو، رغم اغفال قضايا الانتقال وقتها وعدم وجود محاكمات واضحة كان من أكبر أخطاء تلك الحقبة والتاريخ هنا يتكرر بشكل مختلف باعتبار أن ثورة 6 أبريل أسقطت نظام البشير ولم تستلم القوى السياسية السلطة ولم تتم محاكمة لقتلة المتظاهرين ولم تتحقق العدالة وقضايا الانتقال كما حدث الاضراب في حقبة حمدوك سبق ذلك ما حدث في أزمة السكر والخبر في عهد رئيس الوزراء الصادق المهدي)، وانتقد عدم تفكيك نظام البشير بضربات قوية وذكر لأن ما يتم انتاجه الآن نفس المشهد لم يخرج منه مشروع جديد للسودانيين واعتبر ان الاتفاق الاطاري تكرر لنفس السيناريوهات القديمة، وشدد على ضرورة إكتمال الثورة وتحقيق شعاراتها. لحظة تاريخية للمقاومة وفي ذات السياق اعتبر عضو لجان مقاومة أمبدة عابدين الريح البشير، في تصريح ل(الجريدة) أن 6 أبريل يوم مُهم من أيام الثورة المجيدة، وقال (على الرغم من تفكك قوى الثورة وتشرذمها، ولكن مازلنا نراهن على استمراريتها ورسوخها وتجذرها وسط فئات الشعب السوداني، الآن لجان المقاومة أمام لحظة تأريخية تُحتم عليها القيام بدور القيادة الحقيقي، بخلق أكبر قدر من التوافق وعدم خوض معارك مع نفسها. ندوب غائرة : من جهته قال المُحلل السياسي مجدي عبد القيوم كنب، في تصريح ل(الجريدة) تظل ذكرى انتفاضة السادس من أبريل التى أسقطت النظام المايوي ذكرى حية وخالدة، فنظام النميري ارتكب فظائع شتى أسهمت فى تغيير وجه الحياة السياسية في السودان وتركت ندوبا غائرة على وجه المجتمع السودانى لذلك هى حفية بالاحتفاء بها والاستفادة من دروسها واعتبر أن أبريل مثلت تجربة ثرّة راكمت خبرة الشعب السودانى فى مقاومة الأنظمة الدكتاتورية. تشابه التجمع النقابي وأشار الى هذا الإرث النضالي أسهم بقدر كبير في ثورة ديسمبر المجيدة، التي اطاحت بنظام الانقاذ، لعل أبرز ملامح التشابه تجربة التجمع النقابى فى أبريل ودوره الحيوي فى الانتفاضة في أبريل 1986 ودور تجمع المهنيين في ثورة ديسمبر، وأردف: (الآن وكل قطاعات شعبنا تسعى لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر فهي تستلهم تلك الدروس والعبر فالثورة حالة صيرورة مستمرة ، صحيح أن ثمة متغيرات على مستوى العالم وتطورات كبيرة إلا أنه وفي النهاية تظل سمات وملامح الأنظمة الدكتاتورية متشابهة لأن الطغاة يقرأون من نفس الكتاب). عقبات ذاتية وفي رده على سؤال حول تأثير فشل التوقيع على الاطاري قال كنب: (في ظل الدعوات التي تقودها القوى الثورية والتقدمية للاحتفاء بذكرى انتفاضة أبريل تبرز محاولات بعض القوى فى المجلس المركزى الوصول إلى تسوية سياسية مع الانقلابيين تحت رعاية الثلاثية وحتى الآن يبدو أن الوصول لاتفاق نهائى تحيط به عقبات ذاتية متصلة بالمكون العسكري نفسه وموضوعية لها علاقة بالاتفاق والذي تتحفظ عليه قوى كثيرة من داخل تحالف قوى الحرية والتغيير نفسه، سواء التي هي داخل المجلس المركزي أو الموجودة بالكتلة الديمقراطية وترفضه بشكل مبدئي كل قوى الثورة خارج هذا التحالف، وأبرزها قوى مركز الحل الجذري التي يقودها الحزب الشيوعي وكذلك القطاع الاعرض من لجان المقاومة بمختلف تشكيلاتها سواء مجموعات ميثاق سلطة الشعب أو مجموعات الميثاق الثوري، إضافة إلى فصيلي القائد الحلو والأستاذ عبد الواحد محمد نور، وذكر هذه القوى الثورية يبدو لي أن الطريق أمامها أصبح ممهدا لتشكيل تحالف جديد أكثر راديكالية من تحالف قوى الحرية والذي بحكم طبيعة جل تنظيماته لن يعدو موقفه النهائي من الانقلاب الوصول إلى مساومة يقتسمان بموجبها السلطة. ونوه الى أنه في ظل فشل التيار السلطوي في تحقيق اهدافه التي تمر عبر الاتفاق السياسي النهائي مع المكون العسكري وفشله رهانه على مشروع الشراكة مع العسكر لأسباب شتى، فإن الطريق أصبح ممهدا أمام تحالف جديد عماده مركز الحل الجذري ومناصروه وبقية الاحزاب التقدمية وحراس الثورة في لجان المقاومة وحركة جيش وتحرير السودان بقيادة عبد الواحد والحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، اضافة إلى قطاعات مهنية داخل دولاب الخدمة المدنية والقوى الديمقراطية في قواعد الأحزاب بلا استثناء. العودة الى منصة التأسيس ورأى أن هذا التحالف التنسيقي والذي يجب أن يتصف بالمرونة وتعدد القوالب التنظيمية من الممكن أن يعيد البلاد إلى منصة التأسيس وبالتالي تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وقطعاً واجبه المُلح الآن هزيمة مشروع التيار السلطوي ممثلا في الاتفاق السياسي النهائي عبر ما عرف بالعملية السياسية، ومن ثم طرح مشروع التسوية التأسيسية التي تعالج كل اختلالات الدولة السودانية منذ النشأة.