بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العرب الأميركيون.. من هم؟ وكم تبلغ أعدادهم؟
نشر في الراكوبة يوم 09 - 04 - 2023

رغم وجود العرب في الولايات المتحدة منذ عشرات السنوات إلا أن أعدادهم بشكل تفصيلي لا تزال غير دقيقة وتخضع للتقديرات حتى ضمن الإحصاءات الرسمية، إذ ينعدم تواجد بند خاص لهم ضمن التعداد السكاني.
وبمناسبة شهر التراث العربي في الولايات المتحدة الذي تحتفي به في أبريل من عام، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، في بيان إن إدارته "تستكشف إضافة فئة تصنيف جديدة إلى التعداد السكاني لمجتمعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وذلك ل"ضمان الاهتمام بالعرب الأميركيين.. وأخذهم بعين الاعتبار على النحو المناسب عند وضع سياسة جديدة".
وتشير تقديرات المعهد العربي الأميركي إلى تواجد حوالي 3.7 مليون أميركي من أصول عربية أو من هم من عائلات ناطقة باللغة العربية، فيما تشير الأرقام الرسمية لأعداد أقل من ذلك.
وتحدثت تقارير إعلامية ودراسات عن أن العرب الأميركيين يعانون في بعض الولايات من عدم المساواة والتي تصل إلى حد التمييز، حيث لا يتم الاهتمام بحاجاتهم، لا من المنظمات ولا الوكالات الحكومية المختلفة، في الوقت الذي يتم فيه تقديم مزايا لفئات أخرى من مجتمعات الأقليات في الولايات المتحدة.
الأميركيون العرب بالأرقام
يتركز المهاجرون العرب في خمس ولايات. أرشيفية – تعبيرية
وبحسب بيانات التعداد السكاني لعام 2020 بلغ عدد الأميركيين الذين قالوا إنهم من أصول عربية 2.2 مليون شخص من بين 332 مليون نسمة في الولايات المتحدة.
وتشير الأرقام إلى أن غالبية هؤلاء الأشخاص تعود أصولهم إلى لبنان بعدد يتجاوز 585 آلاف شخص، يليهم من قالوا إن أصولهم من مصر بعدد يقارب 325 آلاف، وحوالي 200 ألف شخص من أصول سورية.
كما تظهر البيانات وجود أكثر 174 ألف أميركي من أصول عراقية، وأكثر من 166 ألف أصولهم من الأراضي الفلسطينية، و144 ألف شخص من أصول مغربية، و103 آلاف شخص من أصول أردنية، وحوالي 600 ألف شخص قالوا إنهم من دول عربية من دون تحديدها.
ورغم تواجد دول عربية أخرى ضمن قوائم بيانات التعداد السكاني الأميركي، إلا أنها لم توضع ضمن التصنيف العربي، فمثلا قال أكثر من 67 ألف شخص إنهم من أصول سودانية، وحوالي 175 ألف شخص من أصول صومالية.
في ولاية وايومنغ يسكن 116 شخصا فقط ممن يتحدثون اللغة العربية إلى جانب اللغة الإنكليزية، بحسب تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي.
وتكشف تقديرات لمكتب التعداد السكاني، تعود لعام 2017، أن عدد الأميركيين العرب يتجاوز مليوني شخص بقليل، غالبيتهم من أصول لبنانية ومصرية وعراقية.
وبحسب المعهد العربي الأميركي يتركز المهاجرون العرب في خمس مناطق هي: ديترويت/ ديربورن، ولوس أنجوليس، ونيويورك/ نيوجيرزي، وشيكاغو، والعاصمة واشنطن، مع وجود انتشار متباين في بقية الولايات.
العرب الأميركيون.. من هم؟
حوالي 3.7 مليون أميركي من أصول عربية في الولايات المتحدة . أرشيفية
الكاتب السياسي الأستاذ في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة، يرى أنه حتى الآن لا يوجد تعريف واضح لتحديد "من هم العرب الأميركيون؟"، مؤكدا "أننا أمام معضلة في اختزال واقع حضاري وثقافي في تعريف عرقي".
وقال في حديث لموقع "الحرة" إن "هناك تواصلا وتلاقيا على مستوى الهوية الثقافية بين الأميركيين من أصول عربية، ولكن تبقى هناك تباينات لا يمكن اختزالها في هوية عربية جامعة".
تحتفل الولايات المتحدة في أبريل بشهر التراث العربي الأميركي، حيث يتم الاحتفاء بإسهامات الأميركيين العرب خلال هذا الشهر.
ويرى منيمنة أن الهوية العربية الأميركية "لا يمكن نفي تواجدها"، ولكن تجب مراعاة أنها "هويات مركبة نشأت في المهجر"، ويشرح "أننا عندما نتحدث الآن عن عربي أميركي لا نتحدث بالضرورة عن أشخاص كانوا يتحدثون عن أنفسهم أنهم عرب في بلادهم، إذ أن هذه الفكرة عادة ما تنضج بشكل كبير لدى الجيل الثاني من المهاجرين".
وقالت دراسة صادرة عن معهد أبحاث العرق والسياسة العامة التابع لجامعة إلينوي شيكاغو إن "الأميركيين العرب في شيكاغو يعانون من التمييز وعدم المساواة في جميع مجالات الحياة، أكان في مكان العمل أو المدارس أو حتى تعامل الشرطة معهم".
وأوضحت الدراسة، التي صدرت في مارس الماضي، أن الوكالات والمنظمات الرسمية "فشلت في تلبية احتياجات الأميركيين العرب رغم أنهم من أكبر المجتمعات في المنطقة".
وأشارت إلى أنه "من دون فئة خاصة لهؤلاء الأميركيين والاستمرار باعتبارهم من العرق الأبيض، سيبقى هناك تحد كبير في جمع البيانات عنهم واستهدافهم بالخدمات وفهم احتياجاتهم".
وجهان للتصنيف
الولايات المتحدة تحتفل بشهر التراث العربي في كل أبريل من كل عام. أرشيفية
الباحث الأكاديمي المتخصص بالدراسات الثقافية، عقيل عباس، قال إن مسألة استحداث تصنيف يتعلق "بالأميركيين من أصول عربية لها وجهان: الجانب الثقافي، بتأكيد وجود خصوصية للقادمين من دول معينة مثل ما هي موجودة للآسيويين أو من ذوي الأصول الأفريقية، والجانب القانوني، فعندما يخرجون من تصنيف العرق الأبيض فهذا قد يمنحهم أفضلية واستثناءات لهذه المجموعة على أساس أنهم يمثلون إحدى الأقليات في الولايات المتحدة".
ويشرح في رد على استفسارات "الحرة" أن "دعاة وضع تصنيف خاص في الولايات المتحدة للقادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وليس العرب تحديدا، يشبه تصنيف اللاتينيين أو الأفارقة في مسعى قد يفضي بالحصول على بعض الامتيازات".
وكان بايدن قد قال إنه حتى مع مساهمات الأميركيين العرب "لا يزال الكثيرون يواجهون التحيز والتعصب الأعمى والعنف"، واصفا هذا الأمر ب"وصمة عار في ضميرنا الجماعي"، مشددا على أنه لا يجب أن يكون للكراهية "ملاذ آمن في الولايات المتحدة".
وأعاد التذكير بجهود إدارته في إصدار إعلان ينهي "الحظر التمييزي" على دخول الولايات المتحدة والذي أضر "بالمجتمع الأميركي العربي"، كما وقّع بايدن على أمر تنفيذي يلزم الحكومة الفيدرالية بتعزيز حقوق المجتمعات المختلفة داخل الولايات المتحدة.
لماذا نحتاج للتصنيف الجديد؟
الأميركيون العرب يشكلون ثقلا في بعض المدن الأميركية. أرشيفية
الناشط العربي الأميركي، يوسف الزين، قال إن المطالبات بوضع تصنيف خاص للقادمين من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لها أهمية كبيرة "من أجل حماية حقوق المهاجرين القادمين من هذه الدول"، مشيرا إلى أن هذا الأمر تطالب به شريحة كبيرة من أبناء هذه الدول في الولايات المتحدة منذ سنوات.
وأكد الزين، وهو أميركي من أصل لبناني يعيش في الولايات المتحدة منذ عقود، أن "وضع تصنيف خاص بالقادمين من الدول العربية، أو حتى ليشمل كل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يعني بالضرورة محو هوياتهم العرقية والثقافية المختلفة، ولكنها ستتيح لهؤلاء المهاجرين الحصول على حقوقهم الكاملة والمنافسة بشكل عادل أمام أبناء التصنيفات العرقية الأخرى المتواجدة في الولايات المتحدة".
ويوضح في رد على استفسارات موقع "الحرة" أن الولايات المتحدة رغم أنها قائمة على "التنوع والفردية والمساواة، ولكنها تعطي مزايا تفضيلية لبعض المجموعات بشكل غير مباشر، وهي ما تحد من قدرة المهاجرين القادمين من الدول العربية على عدم المنافسة، بسبب شمولهم ضمن تصنيف العرق الأبيض".
العرب والعرق الأبيض
مواطنون بانتظار حلف اليمين قبل الحصول الجنسية الأميركية. أرشيفية
ويوضح منيمنة أن "الخلاف على الهوية العربية قائم على أصول ثقافية، وليس على منظومة عرقية"، مشيرا إلى أن المحاولات الأولى لتصنيف العرب مطلع القرن العشرين صنفت العرب ضمن "العرق الأبيض"، خاصة أولئك القادمين من لبنان وسوريا ومصر.
ويعود تصنيف العرب ضمن العرق الأبيض إلى قرار قضائي صدر، في عام 1909، والذي حسم الجدل حول ما إذا كان السوريون والأتراك والعرب من العرق الأبيض أو العرق الأصفر كونهم من آسيا، وفقا للمؤسسة العربية الأميركية للتاريخ "AAHF".
وأثير الجدل حينها حول ما إذا كان القادمون من الشرق الأوسط ينتمون للعرق الأبيض ويحق لهم التجنس كمواطنين أميركيين، أو أنهم من العرق الأصفر ما يعني استبعادهم من امتيازات المواطنة حينها.
وبدأت القصة مع اعتقال الشرطي، جورج شيشم، وهو من أصول لبنانية، لابن محام بارز في كاليفورنيا، حيث زعم حينها الشخص المعتقل أنه لا يحق لشيشم اعتقاله، لأنه لا يمكن له أن يصبح مواطنا أميركيا، وذلك لأنه من مواليد لبنان الواقعة في آسيا، ولهذا فهو من العرق الأصفر على اعتبار أنه ينتمي للعرق "الصيني المنغولي"، ولهذا لا يحق له التجنس.
وفي حينها كلف قادة الجالية السورية اللبنانية في لوس أنجلوس المحامي، بايرون حنا، من أجل التدخل في القضية، وأرسلوا حينها لبعض الجامعات لبيان "الإثنولوجية للأصل اللبناني السوري والعربي"، لتصل الإجابات بأنهم ينتمون إلى "العرق الأبيض"، لتعتمد المحكمة العليا في لوس أنجلوس في قضية شيشم بأنه مؤهل للحصول على الجنسية الأميركية، وأن اللبنانيين والسوريين ينتمون إلى "العرق الأبيض".
ونشرت صحيفة "ذا داوسون نيوز"، في نوفمبر من عام 1909، قرار المحكمة تحت عنوان "السوريون من العرق الأبيض".
وشكلت هذه السابقة القانونية في كاليفورنيا مرجعية لبقية الولايات الأميركية بمنح الجنسية الأميركية للبنانيين والسوريين وجميع العرب.
المؤرخ الأميركي العربي، فيليب حتي، تحدث في مقال خلال الحرب العالمية الثانية عن تاريخ الهجرة العربية للولايات المتحدة، والتي بدأت في عام 1880، إذ وصل القادمون من سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية ومصر، وغالبيتهم من الطبقة المثقفة، إلى مانهاتن في نيويورك، من دون وجود أي قناصل أو مستشارين لنصحهم.
وأشار إلى أن تجربتهم الأولى كانت محبطة للغاية إذ لم يكونوا قادرين على الحديث بلغة البلاد التي قدموا إليها، فيما عمل الكثير منهم في بيع الصلبان والمسابح من الأراضي المقدسة، ليصبحوا بعد ذلك من أصحاب المتاجر. ومع انتشارهم لم يفهم الأميركيون هؤلاء القادمين الجدد، وكانوا يطلقون عليهم اسم "الأتراك" و"الآشوريين".
موجات هجرة العرب للولايات المتحدة
العرب وصلوا أميركا في 4 موجات هجرة. أرشيفية
ورغم قصة جورج شيشم وعلاقتها بتصنيف العرب ضمن العرق الأبيض، إلا أن وزارة الخارجية الأميركية تحدثت عن جذور أول هجرة عربية وصلت للولايات المتحدة، كانت في عام 1527، حيث قدم إستيبانيكو أزموري أو "مصطفى الزموري" من المغرب حينها، وتلاه بعدها أنتونيو بشلاني الذي أتى إلى الولايات المتحدة في عام 1854.
وتشير المعلومات إلى أن المهاجرين العرب قدِموا في أربع موجات، الأولى تتكون في الغالب من اللبنانيين والسوريين الذين عملوا كباعة متجولين، وفي مطلع القرن العشرين بدأت الموجة الثانية مع بدء انتعاش صناعة السيارات حيث بدأت تجتذب المهاجرين العرب في لمدينة ديترويت، وكانت الموجة الثالثة التي استمرت حتى 1990 من القادمين من لبنان ومصر والمغرب واليمن، والموجة الرابعة الحالية تتركز في القادمين من الصومال والسودان والعراق وسوريا.
وفي عام 2010، أطلقت جاليات عربية حملة بعنوان "أنا لست أبيض" والتي تطالب بإضافة بند خاص للأميركيين القادمين من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكان مكتب التعداد السكاني قد قال، في 2018، أنه قد يضيف هذا التصنيف لكنه تراجع لاحقا من دون التوضيح.
وتشير تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أن حوالي 12 في المئة من الأميركيين العرب يعملون في وكالات فيدرالية وحكومية.
"ميزة ليست بميزة"
جدل حول تصنيف العرب ضمن العرق الأبيض. أرشيفية
ويبين الناشط الزين أن غالبية المجموعات المختلفة مثل القادمين من الدول الآسيوية أو اللاتينيين أو من ذوي الأصول الأفريقية لديهم مؤسسات ومنظمات تتحدث باسمهم وممثلين عنهم يتدخلون لدى الحاجة، ولكن القادمين من الدول العربية لا يحظون بالمعاملة ذاتها للمهاجرين الآخرين"، مؤكدا أنهم "أقلية ضمن العرق الأبيض بحسب التصنيف الأميركي الحالي".
وقال إنها "ميزة ليست بميزة" فحتى داخل تصنيف العرق الأبيض "ستجد أن هناك فروقات بالتعامل حتى وإن لم تكن بشكل رسمي أو قانوني، إذ تختلف طريقة التعامل مع قضيتك إذا كنت من البيض ذوي الأصول الأوروبية أو من المحسوبين على البيض من ذوي الأصول العربية".
مشروع القانون (3768)
مسألة التصنيف العرقي في الولايات المتحدة هدفه حماية الأقليات. أرشيفية
إضافة فئة تصنيف جديدة إلى التعداد السكاني لمجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تحدث عنها الرئيس الأميركي بايدن قد لا تزال تحتاج إلى جهود تشريعية، وهو ما بدأت فيه ولاية إلينوي بمشروع القانون رقم "3768".
وأقر مجلس النواب الولاية هذا القانون، في مارس الماضي، ولكنه بانتظار تشريعه في مجلس الشيوخ في الولاية.
ويضيف مشروع القانون فئة الأميركيين الذين ينحدرون في أصولهم من "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" تحت فئة "مينا"، ولتتم إضافته إلى تصنيفات: العرق الأبيض، السود أو الأفارقة، الأميركيين الهنود أو سكان ألاسكا، الآسيويين، سكان هاوي الأصليين.
ويعتمد التصنيف الجديد على شمول كل من هم من سكان الدول من المغرب وانتهاء بإيران، بصرف النظر عن انتمائهم الديني: مسيحي، يهودي، مسلم، أو الأقليات الدينية الأخرى.
ورغم المطالبات التي امتدت لعقود من أجل وضع فئة خاصة للمهاجرين العرب، إلا أن هذا القانون لم يتحرك إلا مؤخرا بعد تحقيق نشرته شبكة "سي بي إس2"، كشفت فيه تجاهل الحكومة الفيدرالية لمتطلبات الأميركيين من أصول عربية وعدم توفير موارد طبية كافية خلال جائحة كورونا، إذ كان يتم "تجاهل جمع البيانات" عن هذه الفئة تحديدا كونها من ضمن العرق الأبيض.
واستعرض التحقيق تأثير جائحة كورونا في إلينوي على العرب الأميركيين حيث كانت ترتفع معدلات الوفيات بينهم من دون تنبه الجهات الرسمية لهذا الأمر.
هل يحتاج العرب لتصنيف خاص؟
الولايات المتحدة تجري التعداد السكاني مرة كل 10 سنوات. أرشيفية
ويُجرى التعداد السكاني في الولايات المتحدة كل 10 سنوات، حيث تستخدم نتائجه في إعادة توزيع مجلس النواب، وتحديد عدد المقاعد التي تحصل عليها كل ولاية.
ويعود إجراء التعداد السكاني أول مرة إلى عام 1790، وكل عقد يقوم المسؤولون بإعادة رسم الدوائر التشريعية للكونغرس بحسب التغير في عدد السكان، كما يتم تحديد التمويل الفيدرالي المقدمة للولايات بناء على نتائج التعداد، بحسب مكتب التعداد السكاني.
ويرفض الأكاديمي عباس اعتبار القادمين من "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عرقا لوحده أو استحداث تصنيف خاص بهم، بسبب وجود اختلاف بين هويات العديد من الأعراق داخل هذه الدول"، مشيرا إلى أنه من الخاطئ أصلا "اعتبارهم من بين العرق الأبيض، وحتى مسألة الاعتماد على تصنيفات الأعراق لا يجب الاعتماد عليها في الولايات المتحدة، لأن المجتمع الأميركي قائم على التنوع والمساواة بين جميع الأفراد".
وأضاف أن ظهور مسألة تحديد "الأعراق في الولايات المتحدة كان هدفه حماية المجموعات والتي بدأت بالسود والآسيويين واللاتينيين، ولكن الأميركيين من أصول عربية لا يحتاجون لهذا الأمر".
ويشرح عباس أن المساعي الرسمية والتي أعرب سياسيون عن دعمها مثل الرئيس الأميركي بايدن والتي تدعو لها منظمات أهلية لإضافة تصنيف خاص للقادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست "محقة" خاصة وأن "الأميركيين من أصول عربية متوسط مستوى دخلهم، وحتى مستواهم التعليمي في الولايات المتحدة، أفضل وأعلى من المستوى العام حتى من مستويات البيض أنفسهم"، مؤكدا أنه يدعم "التنوع القائم على الفردية والمساواة من دون وضع تأطير قانوني لمجموعات بعينها".
في الانتخابات النصفية، قد يكون من السهل تحديد توجهات الأميركيين اعتمادا على المجموعات العرقية، ولكن قد يكون ذلك ليس بالأمر السهل عند الحديث عن العرب الأميركيين.
ويدعم هذا الرأي الكاتب منيمنة الذي لا يرى أي ضرورة لإضافة تصنيف في التعداد السكاني يرتبط بالعرب أو بدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة وأننا لا نتحدث عن "مجموعة متجانسة من ناحية العرق".
ويؤكد أن من يطالب بمثل هذا التصنيف يعتمد على تعظيم "الوزن الانتخابي" لفئة من الشعب الأميركي، بينما هذا الأمر يجب أن يكون من خلال التركيز على "القضايا المشتركة للأفراد".
وتابع منيمنة أن هذا الأمر قد يخلق نوعا من "الوعي الزائف، ويجعلها مغامرة تعيسة"، مشيرا إلى أن هناك ما يبرر وضع تصنيفات خاصة في التعداد لفئات محددة ولكن ليس العرب.
ودعا إلى عدم المبالغة في "الإفراط بمثل هذا التصنيف ضمن إطار هوية عربية موحدة، فلا يجب اختزال ما هو نسيج متعددة في تصنيف عرقي واحد".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.