من ضمن الاخبار الكثيرة المحبطة والمؤلمة التي نشرتها الصحف والمواقع السودانية والاجنبية بعد أحداث يوم السبت 15/ إبريل عن ما يجري من حرب ضارية بين القوات المسلحة ضد قوات "الدعم السريع"، وهي الحرب التي دخلت أسبوعها الثاني ، جاء خبر نشرته "سكاي نيوز عربية" في يوم السبت 22/ إبريل الجاري ، وهو خبر يعادل قوته قوة زلزال بقوة (7،3) درجات على مقياس ريختر ، جاء الخبر تحت عنوان : (منهم مدانون بالإعدام .. إطلاق سراح آلاف السجناء في السودان). افاد الخبر الصاعقة :- وجد 7 آلاف سجين ، من بينهم عدد كبير من المنتظرين المحكومين بالإعدام ، أنفسهم خارج السجن ، بعد أن اقتحمت قوة مسلحة سجن رئيسي في منطقة الهدى في أم درمان غرب الخرطوم ، وأخذت معها 28 من ضباط جهاز الأمن الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام في جريمة قتل المعلم أحمد الخير داخل معتقله ، خلال الحراك الذي أطاح بنظام عمر البشير في أبريل 2019م . وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، اللذين يتقاتلان في الخرطوم لليوم الحادي عشر على التوالي ؛ الاتهامات حول عملية اقتحام السجن ؛ الذي يعتبر أحد أكبر السجون في السودان . وكان من بين المسجونين محمد توباك ، الذي يحاكم في قضية قتل ضابط برتبة عميد في الشرطة السودانية . لكن توباك فاجأ الرأي العام بظهوره في مقطع فيديو ، السبت ، قال فيه إن "المسجونين أُجبروا على الخروج"، مؤكدا "استعداده للعودة إلى السجن وتسليم نفسه ، متى ما توفرت الظروف الأمنية المناسبة ، لأنه واثق من براءته". وقالت رئيسة هيئة الدفاع عن توباك ، إيمان حسن، إن موكلها أبلغها بالواقعة بكل تفاصيلها ؛ وأوضحت لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "سيكون في مكان آمن ، خوفا من أي سوء قد يتعرض له ، في ظل تهديدات خطيرة أطلقتها ضده جهات" لم تسمها. وتفاجأ حراس السجن ، السبت، بقوة مزودة بأسلحة ثقيلة وخفيفة ، وأجبرتهم على إخراج جميع السجناء قبل أن تأخذ معها المحكومين الثمانية والعشرين التابعين لجهاز امن البشير – إنتهي- . ان الذي يتمعن بدقة في مضمون الخبر ، يلمس علي الفور دون ان يقدح زناد العقل، ان جهاز الامن الوطني هو الجهة الوحيدة في السودان يهمها إطلاق السجين المحكوم عليهم بالإعدام بسبب ارتكابهم جريمة قتل المعلم/ أحمد خير بصورة بشعة في جهاز الأمن في اليوم الأول من شهر فبراير عام 2019م بعد اعتقاله في نهاية يناير 2019م على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام البشير في أبريل 2019م . هذا الجهاز الأمني وقف بشدة في مرات كثيرة ضد قرار المحكمة التي قضت في نهاية ديسمبر 2019م بإعدامهم ، كبار الضباط في الجهاز الأمني سبق لهم ان اجتمعوا مع البرهان عدة مرات ليقنعوه بعدم الموافقة على قرار المحكمة ، ولكن البرهان كان متردد وضعيف الموقف ما بين قرار المحكمة ومن ناحية أخرى ضغط جهازالامن عليه ، عندها اضطر الجهاز في نهاية المطاف ان يرغم البرهان قسرا على عدم التصديق بالاعدام ، وان يكتفي فقط بإصدار قرار بسجنهم في سجن كوبر دون تنفيذ الاحكام!!، هؤلاء السجناء نقلوا من كوبر الي سجن الهدي بسبب انهم عانوا من مضايقات وسخرية لا تحصي من قبل السجناء الاخرين. من الواضح ، ان عملية اطلاق سراح السجناء ال(29) لم يقم بها ضباط وجنود القوات المسلحة ، لانه امر هؤلاء السجناء لا يهمهم من قريب او بعيد ، اكد البرهان لموقع "العربية" ان مجموعة من "الدعم السريع" هي التي اقتحمت سجن الهدى وقتلت حراسه. من الواضح ايضا ، ان قوات الدعم السريع لا ناقة لها ولا جمل في اطلاق سراح السجناء لانهم ليسوا من المنتسبين في الدعم السريع ، جاءت الأخبار وافادت ، ان "الدعم السريع" قد نفي مزاعم اقتحام قواته سجن الهدى ، وجاء في بيان صحفي اليوم الجمعة 21 ابريل نفت من خلاله "المزاعم المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن اقتحام القوات أحد السجون وإطلاق سراح السجناء". ولو تمعنا في موقف الحركات المسلحة المتنوعة الموجودة في الخرطوم ، نجد ان لا احداها عندها مصلحة في في اطلاق سجناء محكوم عليهم بالاعدام ، او ربما اصلا هذه الحركات المسلحة لم تسمع بقصة مقتل المعلم/ احمد خير!! . بعد كل هذه المعطيات اعلاه ، فإن أصابع الاتهام تشير إلي جهاز الأمن الوطني ، وهو الجهاز الذي عنده مصلحة في إطلاق سراح السجناء ال(29) بهدف اثبات أنه لا يتخلى عن الاعضاء فيه حتي وان ارتكبوا جرائم مروعة وخطيرة!! ، وانه ومهما كانت درجة خطورة التهم الموجهة للسجناء (29) فان الجهاز معهم قلبا وقالب ، عمل بالمثل المعروف "الدم الدم يحن"!! . جهاز الأمن هو الوحيد الذي يستطيع ان يتحرك داخل المدن الثلاثة بكل سهولة ، ويصل بكل امن وامان سجن الهدي (الهش) الخالي من حماية قوية ، ويدخله ويطلق منسوبيه ، الذين حتمآ لن نسمع بعد اليوم اخبارهم مرة اخرى!! اللهم اشمل الشهيد احمد خير بشآبيب رحمتك . ولا عزاء لآل الراحل المرحوم .