الجائع قديما كانت تكفيه كسرة خبز جاف تسد الرمق والصباح رباح. إن جائع الأمس ليس كجائع اليوم الذي يعرف قيمة النقود وقيمة ما يمكن استبداله بالنقود التي هي وسيلة الوصول للخبز ولكل ما هو ضروري للوازم الحياة من علاج وغيره. جائع اليوم هو كتلة ومزيج من الغبن الكامن ، تضافرت على إنتاجه عدة عوامل على رأسها الظلم الإجتماعي الذي جاء نتيجة لغياب العدالة في توزيع الثروة والسلطة الذي أنتج الحروب وما بات يعرف بمجتمعات الهامش. هذا الغبن الكامن والإحساس بالظلم لدى المجتمعات الفقيرة والمهمشة يمكن له ان يتفجر ويخرج للعلن – في أوقات الحروب خاصة – في هيئة سلوك جانح نحو التعدي الصريح على ممتلكات وحرمات الغير كما نراه هذه الأيام في مناطق ومدن كثيرة وفي مقدمتها عاصمة البلاد. إن إدانة تلك المجموعات الجانحة من غير معرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك السلوك المنحرف فيه ظلم كبير وهروب إلى الامام من وجه قضية إجتماعية سياسية يتوجب على المجتمع الوقوف عليها بجدية تامة. فالمجموعات الجانحة نفسها قد لا تعلم أصلا بحكم الوضعية التي وجدت نفسها محكوم عليها بها أي حرج حين تحين لها الفرصة في ممارسة السرقة ونهب ممتلكات الغير الذي لا ترى فيه إلا سببا فيما هي فيه من بؤس وشقاء. إن ما يحدث الآن لهو أكثر تعقيدا من مجرد النظر إليه كسلوك جانح أو منحرف ذلك لأنه يأتي تعبيرا عن خلل وظلم تقع مسؤوليته على المجتمع بأسره. ولهذا ومن أجل هذا جاءت شعارات الثورة : حرية سلام وعدالة. 6 أبريل يحبنا و نحبه.