بعيدا عن خطابة الوعظ والإرشاد والتي في الغالب غير محبوبة وغير مطلوبة بين الناس ، لاحظت خلال تجوالي في الأسافير بين الفيسبوك والواتساب ، وخلافهما ، أن هناك نبرة عدائية وترصد تخيم على الغالبية العظمى خلال تفاعلهم مع المنشورات في الصفحات الشخصية وفي المجموعات ، وبالمصطلح السوداني المتداول حاليا كميات من (الردم) غير المنطقي وغير المبرر ، وغاليا غير الهادف وغير المفيد والخارج عن موضوع المنشور، ما الذي حدث؟ ولماذا هذه الشراسة والعدوانية؟ ولماذا هذه المنافسة المستعرة للوصول للتعليقات الأكثر سخفا وإيلاما؟ . اشتهرنا نحن السودانيين بين كل الشعوب بالكلمة السمحة وكثرة المطايبة فالسلام عندنا يأخذ أكثر من خمس دقائق بين (الله يسلمك والله يبارك فيك) ، ونشأنا على أهمية احترام وتوقير الكبير والصغير، والتطاول اللفظي كان دائما ذنبا لا يغتفر . ما قادني إلى هذا الكلام ، أن التنمر الإسفيري أصبح ظاهرة عامة بغض النظر عن ماهية المجموعة ، ففي المجموعات الاجتماعية وخاصة التي تطرح المشاكل ، يكيلوا لصاحب المشكلة من الشتائم والألفاظ ما يندى له الجبين حتى يندم على اللحظة الغبية التي فكر فيها أن يطرح مشكلته ويستشير ، ويصبح الجميع أنبياء لا يخطئون ، في مجموعات المطبخ ، يتم الردم ويخص بالردم المهاجرين الذين يعبرون عن شوقهم للأكلات السودانية المحلية ، يتم جلدهم كأنهم ارتكبوا جريرة ، حتى المجموعات التي تقدم الخدمات التسويقية والترحيل والسفر وخلافه ، يكون فيها للتنمر والردم نصيب الأسد . هل ال(دغوتات) والوضع العام المتردي هو السبب في هذه العدوانية والشراسة غير المبررة ؟ أم أنه فقط حب الظهور والرغبة في حصد أكبر حصيلة من (اللايكات) والتعليقات . تظل الكلمة الطيبة صدقة وهي مفتاح القلوب ، و(قل خيرا أو اصمت) ، فلندع التنمر ونبادر بلطيف الحديث،،