ثورة ديسمبر المجيدة كانت اكبر زلزال ثوري من اجل الديموقراطية في تاريخ السودان ولا اظن ان ثورة مدنية بهذا الحجم سوف تتكرر قريبًا . نجحت الثورة في اسقاط اكبر نظام فاشيستي في المنطقة ولكن الطريق الي تحقيق اهداف الثورة وإلي الديمقراطية والحكم المدني ودولة المواطنة كان طويل وشاق ولم يجد قيادات بحجم الثورة وعلى قدر التحديات واقول ذلك ونحن نشهد آخر مسلسل لتصفية ثورتنا العظيمة التي مهرت فيها الدماء والدموع . نحاول في هذه السطور القاء الضوء على تلك القيادات والتي كانت السبب في ضياع هذه الثورة المجيدة ولم نسمع عن قيادي منها استقال بسبب اخفاقه وهم جميعهم يخفقون وتتراكم اخفاقاتهم واحده تلي الاخرى الي ان اصبح الحديث عن الثورة والمدنية او الحكم المدني بين الغضب الشعبي اليوم يقودك الي الاتهام بالخيانة وان احسن الظن يعد من الترف السياسي . قيادات قحت لم تدرك انها خصم سياسي يُراد التخلص منه ولم تعي انها تتحدث باسم المواطن الذي خرج في ديسمبر ومنحها شرعية ثورية ووفر لها الغطاء القانوني بعد الوثيقة الدستورية . قحت التي يتسائل واحد من مكوناتها مع من يقف بين طرفي الصراع ليجيب الآخر بعد مضي ثلاثة اشهر مع انجاح منبر جدة .! هذه القيادات التي ترفع شعار (لا للحرب) وهي تائه وحائرة وعاجزة في تفكيك معادلة من خمسة او اربعة حدود الثابت فيها ان الكيزان يريدون العودة للسلطة من خلال هذه الحرب ولتصفية الثورة وانصارها . عجزت قحت في حل طلاسم هذه المعادلة في صالحها ولتكون بذلك الضربة القاضية في تصفية الثورة . (لا للحرب) يعني جدلا مفاوضات ويعني بالنسبة لنا اتفاق ثنائي بين طرفي الصراع يعني ! (الكيزان وصنيعهم مليشيا الدعم) سوف يكونوا في المشهد السياسي بعد الحرب ولتعقيد الطريق للدولة المدنية اكثر مما هو معقد وشائك . قحت لم تدرك ان المتغير المستقل في المعادلة (المواطن) والذي خرج من اجل الحرية والسلام والعدالة وجد نفسه في معادلة اخري وهي معادلة الحرب والتي ارغمته في التخلي عن حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيره ليدافع عن قيمه وعن عرضه وارضه . وهذا المتغير المستقل هو الهدف للكيزان طيله سنوات الثورة . ولم تعي قحت ان المتغير التابع (مليشيا الدعم) قد استنفذ اغراضه وقدم لصانعه خدمة جليلة من حروب دارفور الي فض الاعتصام والي تصفية الثورة أخيرًا ليصبح كرت محروق مجرد التلميح من انه طرف اصيل في المعادلة يعد خيانة عظمي بالنسبة للمواطن بعد هذه الحرب الضروس . اضاعت قحت بشعارها الغير عملي (لا للحرب) كرتها الرابح (المواطن) واصبحت تبحث عن حل من خلال المجتمعين الاقليمي والدولي لاعادتها للعملية السياسية ، ولتثبت قحت توهانها السياسي لم تجتمع في جدة او دبي او واشنطن او روسيا او حتي بلاروسيا التي يتواجد بها رئيس فاغنر في هذه الايام ولنحاول اقناع الآخرين انها تبحث عن حل لوقف حمام الدم وعن اطراف لها اوراق ضغط على طرفي الصراع تجتمع اخيرا في كمبالا . ولو سألت عن يوغندا وموقعها من السودان وعن حجم التبادل التجاري بين البلدين لوجدت انها اصبحت جار غير مباشر ولا يوجد تبادل تجاري او اي مصالح للسودان في هذا البلد الافريقي ولا تأثير يذكر لها لوقف الحرب . وعن قحت والمتغير التابع (الجيش) سوف نتطرق له في الجزء الثاني من هذه المداخلة ولنثبت من ان الثورة لم تجد قيادات بحجمها ولنحاول تسليط الضوء ايضا عن شيءٍ آخر برز من خلال هذا التخبط السياسي .