ينطبق المثل السوداني (سيد الرايحة فتح خشم البقرة) على السادة (السياسيين) الذين ذهبوا يبحثون عند دكتاتور افريقيا العجوز التوسط لانهاء النزاع في بلدنا . فهؤلاء فعلا كانهم يبحثون عن (الرايحة) السلام في (خشم البقرة) موسيفيني . فمن هو موسيفيني هذا ؟ وهل هو مؤهل فعلا لخدمة توجه السلام في بلادنا ؟ والمعروف ان هؤلاء السياسيون هدفهم من السلام هو تحقيق الديمقراطية وعودة الحكم المدني . موسيفيني هذا اتي للحكم عبر انقلاب عسكري عام 1986م اي قبل الانقاذ المشؤمة بثلاث سنوات كاملة . ويحكم يوغندا حكما دكتاتوريا من ذلك الوقت بل يعمل لتوريث الحكم لابنه . سنوات حكمه الطويلة هذه تميزت بقمع المعارضة في الداخل بكل اشكالها . أما في الخارج فقد تدخل في كثير من البلاد الافريقية من راوندى الي الصومال . ومتهم بانه يسعى لاقامة دولة التوتسي وما جرى من ابادات جماعية في حربهم مع الهوتو . ولا ننسى ما اشارات اليه اصابع الاتهام بتدبير حادث قتل الزعيم الوحدوي جون قرنق . والحكاية اشهر من ان نكررها والدافع موجود فالدكتور قرنق مال وبكل صدق للتوجه لوحدة السودان وهذا يعارض اهداف الدكتاتور اليوغندي في التوسع وليس من مصلحته وجود دولة كبرى بحجم السودان الى جواره . وله نصيب معتبر في العمل على فصل الجنوب وتأجيج الصراع فيه والى الان لازال يعمل لاضعاف السودان شماله وجنوبه . لا اعرف كيف فات على هؤلاء الساسة الذين رأينا صورتهم يجلسون كالتلاميذ المذنبين أمامه وهو يلقي عليهم دروسا في السلام والمدنية والديمقراطية .. كيف فات عليهم ان فاقد الشيء لا يعطيه. فهل حقق موسيفيني هذه المبادئ في بلده .. وكيف اتى هو نفسه للحكم وكم قتل وسجن من معارضية . وصفحته في حقوق الانسان اسود من سواد الليل ؟ . لماذا لم يذهب هؤلاء لمصر ؟ وما الفرق بين السيسي وموسيفيني ؟ بل مصر دولة مجاورة وآلاف السودانيين عبروا اليها لاجئين . ولها تاثير مباشر على الاحداث . ليس هذا دعوة لزيارة مصر ولكن ما دمتم تبحثون عن الرايحة فمصر اولى وكذلك السعودية وبالمرة عرجوا على الامارات . ما نحن ناس (طيبين) غلطات الاخرين مغفورة . الم يكن من الاوفق ان تزوروا اهلكم في المعابر عند حدود مصر وتشاد واثيوبيا . وتقفوا على اوضاعهم . الم يكن بامكانكم العمل على اقامة معسكرات لهؤلاء ليأوي اليها العاجز والطفل والمرأة . وتسعون لجلب مستشفيات متحركة لهم مع الادوية . اذهبوا وتفرفوا في بلاد الدنيا واجمعوا الادوية والخيام والملابس والاغذية من المغتربين والمحسنين والدول القادرة على الدعم الانساني وتعاونوا مع المنظمات الانسانية والمدنية . لكن يبدو ان همكم هو وقف الحرب والتفرغ لتوزيع المناصب . هكذا هؤلاء يعرفون كيف يستثمرون معاناة الناس وعيونهم لا تغيب عن الكراسي. همهم ليس المواطن باي حال . والا فتحركاتكم هذه ليست اقل عبثا من الحرب التي تسعون لوقفها .