فور اندلاع المعارك التي بدأت أولا في العاصمة المثلثة يوم السبت 15/ أبريل الماضي، والتي صاحبها اختفاء البرهان بصورة مريبة وعدم ظهوره كقائد عسكري في مواقع القتال، ولم يكن له وجود حقيقي مع الضباط والجنود بأي شكل من الأشكال في مواقع النزال وهو الواجب العسكري الذي يلزمه ان يقود دفة معارك القوات المسلحة، ولماذا طالت غيبته التي دخلت يومها ال(118) يوم كان من الطبيعي ظهور عشرات التساؤلات في الشارع السوداني بصورة تلقائية "أين اختفى البرهان؟!!"، وكانت هناك أيضا سخريات لاذعة مثل : "وين الجنرال البرهان بتاع نتحدى الموت عند المحن؟!!، "الزول كب الزوعة وكان قريب يكون في القاهرة مع زميله بن عوف!!"، … وسرعان ما ظهر في كثير من المواقع السودانية أسم "البدروم" الذي ارتبط باختفاء البرهان حتي اليوم!! 1- كلمة "البدرون" في اللغة العربية: (أ)- بدروم : الطابق السفلي من العمارة، ويقال له أيضًا بدرون بالنون. (ب)- سِرْدَابٌ : نَفَقٌ تَحْتَ الأَرْضِ. (ج)- القَبْوُ : بناءٌ تحت الأرض تنخفض حرارته في الصيف فيحفظ فيه الجُبن والزُّبد والفواكه. وغيرها والجمع : أَقْباءٌ. (د)- باللهجة السودانية: اوضة تحت الواطة. 2- "حميدتي تحت الشجرة": (أ)- جاءت الأخبار في يوم 18/ يوليو الماضي وافادت، أن البرهان ظهر وهو يصافح كبار الضباط في مقر مركز القيادة في العاصمة الخرطوم، حيث خاطب الحاضرين بسخرية: «إن أصحاب الشجرة يبلغونكم السلام، إنهم لا يستطيعون القبض حتى على نملة» في إشارة لتصريحات سابقة لزعيم قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» قال فيها إنه يقود عمليات قواته ويجلس تحت شجرة، بينما البرهان مختبئ في قبو، وإنه سيقبض عليه قريبا. (ب)- مصطلح "تحت الشجرة"، الذي ظهر كثير من المواقع السودانية يرمز الي مكان اختبأ "حميدتي". (ج)- قال السياسي السوداني القيادي في حزب المؤتمر عاصم عمر ل«الإمارات اليوم» (المصطلح الآن الأكثر رواجاً في السودان هو (ناس الشجرة). وقد شاع هذا المصطلح بعد أن سألت مذيعة في إحدى القنوات الفضائية، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو عن مكان وجوده أثناء حوار تلفزيوني فرد عليها حميدتي (تحت الشجرة)»، في إشارة ساخرة إلى أنه لايمكنه إخبارها بمكان وجوده الحقيقي لاعتباره هذا من الأسرار الميدانية له ولقواته، وقد زاد من انتشار المصطلح دخول رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان على الخط، حين ظهر في شريط تلفزيوني في غرفة العمليات الخاصة بالقوات المسلحة السودانية وهو يقول لقادته العسكريين متهكماً: «ناس الشجرة بيسلموا عليكم.». 3- الرصاصة الأولى: من أطلق الرصاصة الأولى في السودان؟!! (أ)- سؤال مازال يبحث عن اجابة قاطعة، الجيش السوداني نفى بشدة انه من بدأ القتال، وقوات الدعم استشهدت بدورها باعترافات أنس والجزولي بعد بثها مقطعاً مصوراً يعترف فيه قياديان من تنظيم الحركة الإسلامية بتورط "الإخوان" في إشعال الحرب الدائرة حالياً منذ 15 أبريل الماضي. القياديين الإخوانيين زعما وجود تنسيق بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان والإسلاميين لمناهضة الاتفاق الإطاري الذي وقع بين المكون العسكري والمدنيين، في الخامس من ديسمبر 2022 ، والذي يمهد لتشكيل حكومة مدنية لا تشمل حزب المؤتمر الوطني أحد الأحزاب الإسلامية. (ب)- يقول عضو تجمع قدامى المحاربين السودانيين، اللواء معاش معتصم العجب: "مجموعات الإسلاميين هذه هي من أطلقت الرصاصة الأولى بمهاجمة أحد معسكرات الدعم السريع في جنوبالخرطوم، إذ كانوا يعتقدون (أي الإسلاميين) أن المعركة ستنتهي سريعاً بمجرد مهاجمة معسكر أو معسكرين". "القوات المسلحة السودانية بريئة من قرار الحرب، ولم يتخذ داخل المؤسسة العسكرية، وفق الأعراف والقوانين المتبعة، التي تتمثل في ضرورة اطلاع ومشورة العسكريين، في الجيش الحقيقي كان خارج الصورة بمعنى أنه كان مغيباً تماماً، والدليل على ذلك اعتقال عدد من كبار الضباط وهم في طريقهم إلى وحداتهم العسكرية صباح يوم اندلاع المعارك، مما يعني أن هناك حلقة ضيقة تضم مجموعة من العسكريين والمدنيين خططت ونفذت لها".- إنتهي- المصدر- "اندبندنت عربية"- السبت 27 مايو 2023- 4- "القوة المميتة": (أ)- سودانيا، ظهر لأول مرة مصطلح "القوة المميتة" في تصريح صدر من البرهان في يوم الثلاثاء 30/ مايو الماضي، عندما هدد عدوه اللدود "حميدتي" وقال "القوات المسلحة السودانية ستقاتل حتى آخر جندي كي يعيش بلدنا في أمان وسلام"، مهددا باستخدام القوة المميتة في مواجهة قوات "الدعم السريع " في حال عدم استجابتها لصوت العقل. (ب)- حتي اليوم وبعد (73) يوم من تصريح البرهان باستخدام "القوة المميتة"، لم نري لها وجود في ساحة المعارك، او شهدنا لها انجازات علي أرض الواقع، علق احد الخبثاء وقال: "القوة المميتة يبدو انها صناعة تايوان لذلك لم يتم استخدامها"!! 5- قوات "درع السودان". (أ)- تأسست قوات درع السودان مطلع 2022 بقيادة أبو "عاقلة كيكل" وهو ضابط سابق في الجيش السوداني ويتميز بنفوذ شعبي واسع. تتكون قوات درع السودان من (75) ألف مقاتل وتتمركز في مناطق سهل البطانة الذي يمتد من شرق الجزيرة في وسط السودان وحتى مدينة القضارف في الشرق وعطبرة في الشمال. تتجلى أهمية انضمام قوة درع السودان الدعم السريع بأنها تتمركز في سهل البطانة الذي يعتبر منطقة مهمة جدا من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، لأنه يشمل كل المنطقة الحدودية مع إثيوبيا. (ب)- وعارضت قوات درع السودان الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في يوم 15/ من ابريل 2023، واتهمت جماعة الإخوان بتأجيجها، كما دعمت قوات درع السودان الاتفاق الإطاري الموقع بين قوى الحرية والتغيير والعسكريين في 5/ من ديسمبر2022 والذي كان من المفترض أن يؤدي لنقل السلطة للمدنيين. المصدر-"الفجر"-11/أغسطس/2023- 6- "القوات الخاصة": (أ)- هي قوات في الجيش ذات تدريب متقدم ويحتاج إلى لياقة بدنية عالية وحضور ذهني متقدم للقيام بمهام خاصة وتعتبر صعبة وعالية الخطورة. وكثيرا في الحروب تكلف هذه الوحدات بمهام خلف خطوط العدو إما لتدمير أهداف ذات أهمية إستراتيجية محددة أو القيام بأعمال اغتيال لشخصيات مؤثرة في قيادة القوى المعادية. كما تكلف بجميع العمليات الخطرة خصوصا من تخليص الرهائن، أو فك حصار وإنقاذ وحدات عسكرية من أوضاع صعبة. المصدر- "ويكيبيديا"، الموسوعة الحرة- (ب)- حققت "القوات الخاصة" التابعة للقوات المسلحة نجاحات كثيرة في معاركها ضد قوات "الدعم السريع"، وجاء في الأخبار: (إعتقلت قوات العمل الخاص أمس الجمعة عدداً من الجواسيس والمخبرين المتعاونين مع قوات الدعم السريع. وقامت قوات العمل الخاص بامدرمان بتنفيذ عملية نوعية تكللت باعتقال الجواسيس الذين يتعاونون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة بالعباسيات، كما تم إستلام مدفع هاون بأحد المباني بحي العباسية.). إنتهي- المصدر- صحيفة "الظهيرة"- يوليو 1, 2023- 7- طائرات المسيرة: (أ)- المُسَيَّرَة أو الطائرة بلا طيار أو الطائرة دون طيار أو الزنانة هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقًا لطريق تسلكه. في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف. الاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم لكن شهد استخدامها في الأعمال المدنية مثل مكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب تزايدًا كبيرًا حيث تستخدم في المهام الصعبة والخطرة بالنسبة للطائرة التقليدية والتي يجب أن تتزود بالعديد من احتياجات الطيار مثل المقصورة، أدوات التحكم في الطائرة، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين، وأدى التخلص من كل هذه الاحتياجات إلى تخفيف وزن الطائرة وتكلفتها، لقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم في الطائرة غير معرّض لأي خطر حقيقي. المصدر- "ويكيبيديا"، الموسوعة الحرة- (ب)- لم نسمع من قبل ان القوات المسلحة قد استخدمت من قبل طائرات "المسيرة" في معاركها بالجنوب ودارفور، وظهرت هذه الطائرات "المسيرة" من تركيا بعد معارك 15/ أبريل الماضي، ومن جهة استخدمت قوات "الدعم السريع" صواريخ أرض جو ضد هذه "المسرات "، واسقطت نحو (25) منها كما جاء في المواقع السودانية. 8- "لا للحرب": (أ)-هو مصطلح قوي واسع الانتشار ينادي به قوي كثيرة في السودان علي اعتبار ان الشعب هو الخاسر في هذه الحرب الخاصة التي تدور بين جنرالين كل منهما يسعي للفوز والاطاحة بالآخر من أجل استلام السلطة في البلاد خالية من رفيق سلاحه الثاني. (ب)- مناداة السودانيين والمطالبة بوقف الحرب، اثار دهشة الكثيرين في الدول العربية بصورة خاصة – علي اعتبار انه من الواجب علي الشعب السوداني شرعا ودين حمل السلاح ضد المعتدين وعمل بقول الله تعالي "أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"، وعلما ان الشعب هو صاحب الصلحة في كسب الحرب. 9- "لا منتصر في الحرب": في ظل تتضاءل فرص وقف الحرب المشتعلة منذ منتصف أبريل الماضي بين الجيش السوداني والدعم السريع، التي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من (40) آلاف شخص وأحدثت خسائر في البنية الاقتصادية التحتية للبلاد، قدرت بأكثر من (70) مليار دولار، من دون أن يتمكن طرف من حسم الصراع لصالحه، ناشدت قوي سودانية كثيرة الطرفين المتحاربين بوقف القتال الدائر بينهما ولا احد فيهما كسب الحرب، وكل تزداد الاحوال اكثر سوء عن ذي قبل. 10- "البل بس": (أ)- عبر نشاط اعلامي يقود دعاة "بل بس" معركتهم الاسفيرية يعلنون من خلالها دعمهم للقوات المسلحة في حرب "الكرامة" مطالبين بضرورة حسم المليشيا وفق تعبيرهم عبر القوى المسلحة ودك حصون مناصريها وهم يصفون ما يجرى بأنه انقلاب على الشرعية الدستورية للقوات المسلحة عبر تمرد قائد الدعم السريع وحاضنته السياسية "قحت" بالنسبة لهم فان الدعوة لإيقاف الحرب باطل أريد به باطل وان الحياد نفسه محاولة من قوى الحرية والتغيير للالتفاف على دعمها لتمرد الدعم السريع وقائده كما ان اتفاقها الإطاري كان في الأساس وصفة الحرب التي يجب ان تستمر حتي شنق اخر قناتي بأمعاء أخر متمرد والشعار هو "بل بس" .- المصدر- "الراكوبة"-23 يوليو، 2023- (ب)- قال السياسي السوداني القيادي في حزب المؤتمر عاصم عمر ل«الإمارات اليوم»، إن «مفردة (بل بس) استخدمت فعلاً في ثورة ديسمبر، وكانت وقتها تعني استمرار المواجهة السياسية أو الاحتجاجية الجذرية ضد نظام البشير، ولامكان للحلول الوسط بين الثورة والإنقاذ، لكنها تعني اليوم الانحياز لبديل الحرب بين الجيش والدعم السريع واستمرار المواجهة العسكرية، والأصل اللغوي للمصطلح هو (بل الخصوم)، أي إغراقهم بالكامل في الماء والانتصار عليهم». واستطرد عمر «أن الشارع طور المصطلح حالياً واشتق منه كلمة (البلابسة)، أي المؤمنون فقط بالبل أو الخيار العسكري فقط كحل لإنهاء النزاع»، كما أنه تطور تهكمياً ليصبح معناه الأشخاص الذين ينادون بالحرب و«البل بس»، بينما هم جالسون تحت أجهزة التكييف في العواصم المختلفة خارج السودان بعيداً عن جحيم الحرب وويلاتها، لذا أصبحت عبارات (تسقط الحرب) و(يسقط البلابسة)، متلازمتين عند الفريق الواسع المنادي بوقف الحرب الفوري في السودان. 11- "جغم": قال السياسي السوداني القيادي في حزب المؤتمر عاصم عمر ل «الإمارات اليوم»، إلى أن هناك مصطلحاً آخر انتشر في الحرب السودانية وهو «جغم»، ومعناها المباشر أكل، لكن السودانيين من الجانبين استخدموها ويستخدمونها الآن للإيحاء بشدة فتكهم بخصومهم، فيقولون إن الكتيبة الفلانية «جغمت» الفريق الفلاني، وبعضهم يقول «بل بل، جغم جغم» مبالغة في تصوير شراسة الموقف. وهناك مصطلحا «الدعامة» أي أنصار الدعم السريع، و«الجياشة» أي المنتسبون للجيش. وختم «أن تكاثر المصطلحات وتوالي نحتها شعبياً، مرتبط بسخونة الحرب الكلامية على منصات التواصل التي يعلو صوتها مع تصاعد الحرب، فنحن لدينا في السودان عشرات المنصات على (فيسبوك ويوتيوب) يتابعها الشارع السوداني في الداخل والخارج، وارتبط معظمها بأسماء أشخاص، ويناصر أصحابها هذا الطرف أو ذاك من أطراف المعركة، وبعضها لايخلو من معلومة صحيحة، وكثير منها تحركه الانحيازات، لكن قيمتها تزداد كل يوم في ظل عدم قدرة وكالات الأنباء الكبرى والمؤسسات العالمية على اختراق الواقع السوداني وتعقيداته المحلية». 12- دولة 56: كلما تقدمت الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع في عمرها، بانت ملامح الاصطفاف حول معسكر داعم الجيش ومعسكر ينادي بضرورة انهاء دولة الاستقلال المسماة في أدبيات السوشيال ميديا بدولة 1956 الأمر الذي يعني ضرورة هزيمة الجيش وتفكيكه باعتباره رمزا للدولة ودعامة من دعاماته الأساسية. ولكن المناداة بهزيمة الجيش محاط بكم من الأحاسيس والعواطف الناجمة عن التربية وعن اختلاط حب الوطن بالجيش كحامي لهذا الوطن. أجري برنامج "من جهة أخرى" الذي يبث صباح السبت من راديو دبنقا استطلاعا مبسطا حول فرضية ضرورة انهيار دولة 56 كمدخل لبناء السودان مرة أخرى على أساس الحرية والعدالة والمساواة وبجيش قومي محترف موحد. تم سؤال المشاركين في الاستبيان ان كانوا يوافقون على هذه المقولة. وذلك من أجل تلمس اتجاهات الرأي العام حول هذه القضية. تبين من نتائج ان نسبة 36 بالمائة من المشاركين في الاستبيان تؤيد مقولة وجوب انهيار دولة 56 فيما اعترض عليها حوالي 63 بالمائة.- إنتهي- المصدر-04/07/2023 الخرطوم: راديو دبنقا- 13- الشكر للموقع التي اقتبست منها بعض المعلومات. ونواصل تجميع مصطلحات وتعبيرات سودانية جديدة ظهرت بعد معارك أبريل 2023. [email protected]