رونالدو بنشوة الانتصار: المشوار لا يزال طويلًا.. ولا أحد يحسم الدوري في منتصف الموسم    البرهان يطلق تصريحات جديدة مدويّة بشأن الحرب    الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة    انطلاقًا من الأراضي الإثيوبية..الجيش السوداني يتحسّب لهجوم    الأهلي مروي يستعين بجبل البركل وعقد الفرقة يكتمل اليوم    عبدالصمد : الفريق جاهز ونراهن على جماهيرنا    المريخ بورتسودان يكسب النيل سنجة ويرتقي للوصافة.. والقوز أبوحمد والمريخ أم روابة "حبايب"    الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)    شاهد بالفيديو.. مطرب سوداني يرد على سخرية الجمهور بعد أن شبهه بقائد الدعم السريع: (بالنسبة للناس البتقول بشبه حميدتي.. ركزوا مع الفلجة قبل أعمل تقويم)    الخرطوم وأنقرة .. من ذاكرة التاريخ إلى الأمن والتنمية    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    شاهد بالفيديو.. (ما تمشي.. يشيلوا المدرسين كلهم ويخلوك انت بس) طلاب بمدرسة إبتدائية بالسودان يرفضون مغادرة معلمهم بعد أن قامت الوزارة بنقله ويتمسكون به في مشهد مؤثر    "صومالاند حضرموت الساحلية" ليست صدفة!    مدرب المنتخب السوداني : مباراة غينيا ستكون صعبة    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شاهد بالفيديو.. مشجعة المنتخب السوداني الحسناء التي اشتهرت بالبكاء في المدرجات تعود لأرض الوطن وتوثق لجمال الطبيعة بسنكات    تحولا لحالة يرثى لها.. شاهد أحدث صور لملاعب القمة السودانية الهلال والمريخ "الجوهرة" و "القلعة الحمراء"    القوات المسلحة: هجوم الطينة بطائرة مسيّرة عملٌ عدائي لمليشيا آل دقلو ويهدد أمن الإقليم    رقم تاريخي وآخر سلبي لياسين بونو في مباراة المغرب ومالي    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    بدء أعمال ورشة مساحة الإعلام في ظل الحكومة المدنية    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إنقلاب 28/ سبتمبر 2023: البرهان رئيسا علي البلاد بصلاحيات مطلقة!!
نشر في الراكوبة يوم 29 - 09 - 2023

جاءت الأخبار في صحيفة "الراكوبة" يوم الخميس 28/ سبتمبر الحالي وافادت، ( أن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أصد قرارا منح بموجبه القادة العسكريين بمجلس السيادة ونائبه مالك عقار مسؤولية الإشراف على مجلس الوزراء والهيئات الحكومية، فيما استبعد إثنين من أعضاء المجلس من اي مهام سيادية أو تنفيذية. ولم يمنح القرار عضوي المجلس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي إدريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر أي مهام.).
إن ما جرى في هذا اليوم -الخميس 28/ سبتمبر الماضي -، هو انقلاب كامل الدسم حتي وإن اختلفت التسميات حوله، انقلاب لم يقرأ فيه البرهان البيان العسكري رقم واحد واستبدله باصدار قرار منح بموجبه جنرالات مجلس السيادة الثلاثة (كباشي، ياسر، وجابر) صلاحيات كبيرة اكبر بكثير من طاقتهم المحدودة، ومنحهم حق الانفراد بنفوذ طاغي وهيمنة علي كل الوزارات السيادية والعادية، وعلى مصالح ومؤسسات وشركات الخدمة المدنية، بجانب سيطرتهم بالكامل علي الحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد انقلاب اكتوبر عام 2021.
ما جرى في يوم -الخميس 28/ سبتمبر الماضي- ، هو انقلاب حقيقي بمعنى الكلمة ، انقلاب عسكري لم تشارك فيه وحدات من القوات المسلحة، ولا سبقت الإعلان عنه عبر المذياع مارشات عسكرية، ولا خرجت الدبابات من ثكناتها واحتلت الشوارع الرئيسية والكباري، ولا تم فرض حراسات عسكرية صارمة علي الوزارات والمصالح الحكومية التي نجت من الدمار، هو الانقلاب الوحيد الفريد في نوعه بين كل الانقلابات التي وقعت في البلاد ولم يجد من يؤيده او يعارضه في ظل غياب الشعب بالكامل.
إنقلاب يوم الخميس 28/ سبتمبر الماضي، يحمل خمسة رسائل واضحة للشعب وللعالم، والرسائل هي:
اولا:
السلطة العسكرية الجديدة الحاكمة اليوم في السودان لن تقوم بتسليم السلطة للشعب، وسيتم حكم البلاد من خلال مجلس السيادة الحالي والمسيطر علي كل زمام الامور في جهاز الخدمة العسكرية، والمدنية والسلك الدبلوماسي، وفي كل ما يخص الشأن السوداني الداخلي والخارجي.
ثانيا:
"عسكرة" السودان، يعني أن السلطة العسكرية في البلاد ألغت كل ما كان متفق عليه من قبل مع الدعم السريع والمكون المدني ، ومواصلة الحوار مع مؤتمر جدة وايغاد ، وأنها كسلطة عسكرية جديدة ليست علي استعداد للحوار مع قيادات "الدعم السريع" الا بالشروط التي سبق أن طرحتها من قبل واولها قبول "حميدتي" حل قوات "الدعم السريع"، واخلاء مباني الوزارات والمصالح الحكومية، والمستشفيات والمدارس ومنازل المواطنين التي تخضع حاليا لاحتلال منذ ابريل الماضي.
ثالثا:
سيبقي الرئيس عبدالفتاح البرهان رئيسا علي البلاد بصلاحيات واسعة لا حدود لها، وتعمل تحت امرته مجلس السيادة والحكومة الانتقالية التي يشرف عليها جنرالات مجلس السيادة ، سيحكم البرهان السودان بلا تحديد زمن انتهاء الحكم، ولا متي ينحني.
رابعا:
اذا كان الانقلاب العسكري في السودان قد نجح في يوم 25/ أكتوبر وثبت اقدامه في البلاد، ولم تستطيع أي قوة داخلية او خارجية أن تطيح به، فان هذا الانقلاب الجديد ايضا سيثبت نظامه العسكري مثل الاول بل باقوي واشد، وسيقف ضد اي محاولات تهدف الي محاولة القضاء عليه.
خامسا:
هذا الوضع العسكري الجديد في السودان هدفه إثبات أن المكون المدني والاحزاب والمنظمات السياسية والحركات المسلحة وفعاليات النشطاء السياسيين قد فشلت تماما في الاتفاق علي كلمة واحدة من اجل السلام وانهاء حالات التشرذم و العدائيات بينها، لهذا لم يكن من حل أخر أمام القيادة العسكرية الحاكمة في البلاد، الا استبعاد كل هذه الانشطة المدنية من الاشتراك في السلطة العسكرية الجديدة، ولن يتم مستقبلا التحاور معها بأي حال من الأحوال.
قام البرهان باستبعاد الأعضاء المدنيين في مجلس السيادة من تولي مهام ادارة شؤون الدولة أسوة بالاعضاء الجنرالات التي استحوذوا علي كل السلطات في البلاد لاثبات عدم قبوله بالمدنيين في السلطة الجديدة.
هناك نقطة هامة لابد من الوقوف امامها، وهي أن السبب القوي الذي حدا بالبرهان القيام بانقلابه العسكري، هو اطمئنانه القوي أن لا دولة من الدول الكبرى ستدينه، ستسكت هذه علي هذا الانقلاب كما سكتت من قبل علي انقلاب جمهورية النيجر الذي وقع في يوم 26/ يوليو الماضي 2023 ولم تعاديه، الرئيس البرهان علي ثقة تامة أنه سيجد السند والدعم من هذه الدول الكبري ولن تطالبه بتسليم السلطة للشعب بسبب عدم شخصيات مدنية تستلم السلطة.
يبقي السؤال الهام مطروح بقوة ، هل بالفعل ينوي البرهان البقاء في السلطة حتي عام 2027 كما صرح أحد المقربين جدا منه، ونشر تصريحه في الصحف السودانية، وأنه خلال الفترة من الان وحتي عام 2027 لن يكون هناك أي كلام او حديث عن الانتخابات؟!!
عشرة سيناريوهات احداها متوقع حدوثها قريبا
بعد أن آلت كل السلطات للعسكر برئاسة البرهان:
1
الاعتراف بدولة اسرائيل والتطبيع الكامل معها.
2-
تصبح مصر هي الدولة الأقوى بين باقي الدول في علاقتها بالسودان، ويصبح رئيس جهاز المخابرات العامة المصري/ عباس كامل هو المستشار (السري) للبرهان، وبوصلة السلطة الحاكمة.
3-
تتوطد العلاقات السودانية – التركية وتقوي خاصة في المجال العسكري. واعادة الاتفاق القديم الملغي بتسليم سواكن للحكومة التركية.
4-
تراوح مشكلة دارفور مكانها بدون حل، ويلجأ البرهان الي إعلان حالة الطوارئ فيها والتعبئة العامة.. والسماح للقوات المسلحة استعمال أقصى درجات القوة بهدف تحجيم نشاط المنظمات المسلحة ومعارك القبائل حتي ولو علي حساب مجازر وتصفيات جسدية.
5-
يدخل أسم عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو وعبدالرحيم دقلو قائمة المطلوبين مثولهم أمام محكمة الجنايات الدولية.
6-
تظهر بقوة سلبيات سد النهضة وتاثيرها علي السودان وقلة المياة، ولا يبدي البرهان أي اهتمام علي اعتبار أن ما وقع لا يمكن اصلاحه عملا بالمثل السوداني المعروف (الفاس وقع في الرأس وما بنفع الجقليب)، وانه يجب علي السودانيين تقبل الامر الواقع.
7-
تزداد عزلة السودان بسبب تصرفات الجنرالات المسيئة للشعب، وتشتد حالات الاغتيالات والاغتصابات والقمع والفساد بصورة اكثر حدة عن ذي قبل.
8-
يتم مؤقتا الى حين اشعار آخر لمدة عام حظر نشاط الأحزاب والمنظمات السياسية والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني بشكل كامل في كل عموم البلاد ، ومنع التظاهر والتجمعات واقامة الندوات والمحاضرات واللقاءات الجماهيرية.
9-
يتم صرف النظر تماما عن اعادة تعمير العاصمة الخرطوم بسبب استحالة تعميرها، وتبقي بورتسودان هي العاصمة الوطنية، وتنتقل إليها الحكومة – التي لن تكون حكومة انتقالية وإنما ثابتة- يحكمها العسكر، لا تتغير حتي عام 2027 بحسب حسابات الجنرالات!!
10-
ترتفع أسعار العملات الأجنبية ارتفاع كبير مقابل الجنيه السوداني، وقد يصل سعر الدولار الي (1200) جنيه.
ماذا كتبت الأقلام، ونشرت الصحف المحلية والأجنبية عن
إجراءت البرهان الاخيرة بخصوص تغييرات في السلطة؟!!
1-
صحيفة "الراكوبة"
-28/ سبتمبر 2023-
الدومة ل"الراكوبة":
قرار البرهان المسرب بديل
لفكرة تشكيل حكومة انتقالية
قال مدير معهد الدراسات الإستراتيجية بجامعة أم درمان الاسلامية البروفيسور صلاح الدين الدومة، إن قرار البرهان الآخير "المسرب" بشأن تقسيم المهام التنفيذية على ثلاثة أعضاء بالسيادي، بديل لفكرة تشكيل حكومة انتقالية. وأوضح الدومة في تصريح ل"الراكوبة" أن فكرته ستهزم ويتراجع عنها بعد فترة وأضاف أن القرار عمل على زيادة سلطات وصلاحيات دور مجلس السيادة في الجانب التنفيذي على حساب الوزراء، واصفاً أياه بأنه إهتزاز الثقة في الوزراء. وقد تداولت منصات التواصل الاجتماعي قراراً من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، منح بموجبه القادة العسكريين بمجلس السيادة ونائبه مالك عقار مسؤولية الإشراف على مجلس الوزراء والهيئات الحكومية، فيما استبعد إثنين من أعضاء المجلس من اي مهام سيادية أو تنفيذية. ولم يمنح القرار عضوي المجلس رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي الهادي ادريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر أي مهام .
2-
ما شرعية قرار البرهان بوضع
الوزارات تحت إشراف العسكريين؟!!
المصدر- الخليج الأن – الخميس 28 سبتمبر 2023-
أصدر البرهان، قرارًا يكلف بموجبه قادة الجيش ونائبه الفريق مالك عقار، بالإشراف على عدد من الوزارات. وقالت وسائل إعلام محلية، إن القرار الذي صدر في ال11 من أيلول/ سبتمبر الحالي، بتوقيع الأمين العام لمجلس السيادة الفريق محمد الغالي علي يوسف، حدَّد عددًا من الوزارات لكل عضو للإشراف عليها، بالإضافة إلى هيئات ومؤسسات حكومية.
"غير قانوني":
وقال الخبير القانوني طارق إلياس، إن "القرارات التي أصدرها البرهان دون الإشارة إلى النص القانوني الذي استند إليه، خطوة معروفة في حالة الحرب". وأضاف إلياس ل"الخليج 365″، أنه "في غياب السلطة التشريعية يجوز للسلطة التنفيذية أن تسنَّ وتشرّع من اللوائح والقوانين وهي تظل سارية وتنتهي بإجازتها أو عدم إجازتها من قبل البرلمان عند عودته إلى أداء وظيفته بعد زوال المانع".
واعتبر أن اتخاذ القرار في ظل وجود الوزراء أنفسهم دون عزلهم أو تحريكهم "أمر معيب وغير قانوني، ومقدمة لِما سيأتي بعدها بعسكرة جميع مرافق الدولة بما في ذلك ولاة الولايات". ورأى إلياس، أن "فكرة الإشراف على الوزارة في ظل وجود وزراء، فيها بدعة وانتقاص لشخص الوزير المكلف".
عدم شرعية:
بدوره، يؤكد الخبير القانوني أحمد السنوسي، "عدم شرعية اتخاذ البرهان لمثل هذه القرارات" خاصة بعد ما سمّاه "انقلاب ال25 من تشرين الأول/أكتوبر الذي تعطلت الوثيقة الدستورية بموجبه". وقال السنوسي ل"الخليج 365″، إنه "بعد تعطل الوثيقة الدستورية يعتبر أي إجراء متخذ، فاقدًا للسند القانوني إلا إذا حدث اتفاق سياسي". وأشار إلى أن "الضباط الذين تم تكليفهم بالإشراف على الوزارات يتواجدون في ميادين الحرب لذلك من الصعوبة ممارسة مهمتهم"، معتبرا أن في الخطوة "ملامح الانقلاب".
وأضاف السنوسي: "إذا كان هناك نية مبيتة للإصلاح كان من الأفضل أن يشرف مدنيون على الوزارت، لكن قرار البرهان واضح بأنه يريد عمل انقلاب على الجميع، وإكمال الانقلاب السابق".
توهان وتناقض:
من ناحيته، اعتبر المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان المعز حضرة، أن "قرار البرهان ليس له أي سند قانوني أو دستوري أو سند من قانون القوات المسلحة". وقال حضرة ل"الخليج 365″، إنه "يبدو أن البرهان ما زال في توهانه وتناقضاته وخطاباته المتغيرة. لا يمكن أن يكون هنالك عسكريون يشرفون على وزارات". وأضاف أن "العسكريين لديهم مهمات خاصة، ولا علاقة لهم بإدارة المؤسسات المدنية". وتساءل حضرة، "هل العسكريون لديهم وقت لإدارة معارك عسكرية ومدنية"، و"كيف يشرف عسكري على النائب العام الذي حسب القانون هو شخصية مستقلة".
3-
الشرق الأوسط :
جدل وتساؤلات في السودان حول خطاب مسرب لقائد الجيش:
البرهان يضع وزارات الحكومة تحت إشراف قادة الجيش
جدل وتساؤلات حول خطاب مسرب لقائد الجيش
كشف خطاب مسرب لرئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن أنه طلب وضع الوزارات والهيئات الحكومية تحت إشراف قادة الجيش الأعضاء في مجلس السيادة، هم: نائبه في الجيش الفريق شمس الدين كباشي، ومساعداه الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر، ونائبه في مجلس السيادة، مالك عقار.
وبحسب المتابعات، فإن هذه التقسيمات بإشراف أعضاء المجلس على وزارات السلطة التنفيذية، تمت عقب انقلاب 25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء المستقيل، عبد الله حمدوك.
وجاء الخطاب المسرب ممهوراً بتوقيع الأمين العام لمجلس السيادة، محمد الغالي، وموجهاً إلى رئيس الوزراء المكلف، عثمان حسين عثمان. واستعبدت التوجيهات، بحسب الخطاب الصادر بتاريخ 11 سبتمبر (أيلول) الحالي، عضويْ مجلس السيادة، الهادي إدريس والطاهر حجر، اللذين اتخذا موقفاً محايداً من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
تكليفات
وكلف الخطاب نائب رئيس المجلس، مالك عقار، بالإشراف على وزارات الطاقة والنفط، والتربية والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والتعليم العالي، والصحة، والثقافة والإعلام، والشباب والرياضة والشؤون الدينية والأوقاف. ويشرف نائب قائد الجيش، شمس الدين كباشي، على وزارة شؤون مجلس الوزراء، ووزارات الخارجية والداخلية والحكم الاتحادي والمعادن والعدل والري والموارد المائية. وكُلف عضو المجلس ياسر العطا بالإشراف على وزارات الدفاع والمالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي والنيابة العامة وديوان المراجع العام. أما عضو المجلس إبراهيم جابر فكُلف بالإشراف على وزارات الثروة الحيوانية والزراعة والتجارة والتموين والصناعة والاستثمار والتعاون الدولي والاتصالات والنقل.
وأعاد البرهان، بعد عدة أشهر من الانقلاب، تعيين 15 وزيراً مكلفاً، مع الإبقاء على حصص وزارات الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام 2020. وحل الوزراء الجدد في الوزارات التي كان يشغلها الشريك المدني في الحكم، ائتلاف «قوى الحرية والتغيير». ومن أبرز الوزراء المكلفين الذين عينهم البرهان عقب الانقلاب، علي الصادق علي لوزارة الخارجية، ومحمد عبد الله محمود لوزارة الطاقة والنفط.
تساؤلات
وأثار تسريب الخطاب في هذا التوقيت الكثير من الجدل والتساؤلات، في ظل ما يتردد عن نوايا رئيس مجلس السيادة تشكيل حكومة تصريف أعمال، مقرها مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، وتهديدات قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو الشهير باسم «حميدتي»، بتشكيل حكومة موازية لها في العاصمة الخرطوم.
وفيما يشبه التعليق على الخطاب المسرب، كتب المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع»، يوسف عزت، على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، أن الحديث عن حكومة قائمة الآن وأسماء وزراء مكلفين يمارسون مهامهم في الدولة السودانية استناداً إلى شرعية انقلاب 25 أكتوبر، وفي ظل الانهيار الدستوري الذي حدث بعد إشعال «فلول النظام البائد» داخل المؤسسة العسكرية وخارجها، حرب 15 أبريل (نيسان)، هو «بحث عن سلطة على جماجم شعبنا». وقال إن هذه محاولة بائسة لقطع الطريق أمام تأسيس الدولة السودانية الجديدة القائمة على العدالة والسلام والحكم المدني الديمقراطي والنظام الفيدرالي الحقيقي.
وأضاف أن شبق «الفلول» للسلطة وممارستها الشكلية سيدفعان بالبلاد إلى هاوية أكثر عمقاً، وسيفرض ضرورة قيام سلطة بديلة تلغي كل هذا الفساد والممارسات باسم السودان.
وكان البرهان تعهد في خطابه أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضي، بنقل السلطة إلى المدنيين بعد إيقاف الحرب، مقللاً من أهمية تصريحات قائد «الدعم السريع» بتشكيل حكومة في البلاد، معتبراً أن هذه التهديدات هي «من باب الاستهلاك السياسي».
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.