يتصاعد ايقاع الحياة ورياح التغيير لا تهدأ لأنها تطال الموروث الثقافي.. زواج الاقارب يترنح وصورة «بت العم» تتراجع كثيرا في مخيلة الشاب التي ينوي الزواج. ان الزام الفتي بتغطية قدحه بات جزءً من الماضى، فكانت القيود الاسرية والعادات التي تتحكم في المجتمع حتى وقت قريب تفرض على الشاب زواج ابنة عمه او خاله، والعكس بالنسبه للشابة. فهل للتحول الذي جاء قسريا ايجابيات ام انه رجس من عمل الشيطان؟ وما هى هذه التغيرات؟ «الصحافة» بحثت هذا الجانب مع عدد من الشباب من الجنسين. تقول انتصار عثمان التي تعمل موظفة انه نسبة لتراجع الوعي خاصة بين البنات، كان الافضل للاسرة تأمين مستقبل ابنتها، وذلك عبر تزويجها لابن العم او الخال، وبسبب الانفتاح التى شهدته البشرية والتطور التقني والمادي اصبح للمرأة افقها الواسع مما مكنها من التفاعل مع المجتمع، وبعد ان كان الزواج حصريا على ابن العم والخال، اصبحت الفتاة تتطلع الى التغير والبعد عن تقيد الاسرة بهذه المفاهيم. شيماء ابراهيم الطالبة الجامعية ابتدرت حديثها قائلة: فى الماضى كان الزواج مقصورا على الاهل وباختيار الوالدين قبل أن يتعرفا على رأي العريس او العروس، بالرغم من انهما من يعيشان الحياة معا وتحت سقف واحد. وتمضي شيماء للقول إن ثورة التكنولوجيا والثورة المعرفية دفعت الفتاة نحو التحرر من تلك المفاهيم التقليدية التي لم تعد تتناسب مع عالم اليوم، فقد حلقت الفتاة خارج سرب الاسرة وباتت تبحث عن الزوج الافضل الذى لا يحمل ذات الصفات الوراثية مما يجعل اطفالها اصحاء وخالين من الامراض الوراثية. فيما قالت ندى خليل إن فتاة الامس كانت مشغولة بالحصول على زوج تستظل بظله وتكمل معه نصف دينها دون شروط، وكانت احلامها بسيطة، وعندما يتقدم اليها ابن عمها يصبح الملك المتوج لوجدانها، وتبدى موافقتها غير المشروطة، غير أن فتاة اليوم صارت لديها احلام وطموحات ولها مواصفات فى شريك حياتها، بغض النظر عما كان قريبا او بعيدا. اما هدى على فقالت إن العادات والتقاليد بزواج الاهل لاتزال باقية فى الريف، لكن فى المدن لا اثر لها. واضافت ان اغلب زيجات الاقارب تنتهي بالفشل لأن الاسرتين تتدخلان بصورة مباشرة، مما يؤدى الى نشر الحريق في عش الزوجية وانفصال الزوجين، لذلك فضلت هدى زواج الغريب، وذلك لوجود الاحترام المتبادل بين الاسرتين. الصحافة