أسباب كثيرة تحجب رؤية أتباع الأحزاب السودانية عن مراقبة التحول في المفاهيم حول العالم من حولنا . ولكن حجر رأس الزاوية فيها أنها أحزاب من أقصى يمينها الغارق في وحل الفكر الديني الى أقصى يسارها المتكلس في نسخته الشيوعية أنها لم تخرج بعد من إدمانها لفكر يؤمن بالمطلق في زمن النسب والعقلاني. مثلا لم يقدم الحزب الشيوعي السوداني مفكرين غير المثقف التراجيدي كما يصف عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب حال المثقف في العالم العربي حيث يسود في حقول فكرهم خنوعهم الى أحزاب الأيدويولوجيات المتحجرة كحال وثوقيات الحزب الشيوعي السوداني في عدم ايمانه بالدولة من الأساس وكذلك في وهمه عن مسألة إضطراد العقل والتاريخ والنتيجة نهاية الصراع الطبقي لكي تبرهن له عدم ايمانه بفكرة الدولة من الأساس. بالتالي لا يؤمن الشيوعي السوداني بإمكانية إتساع الطبقة الوسطى وعلاقتها إتساعها بعكسية العلاقة مع معدلات الفقر وبالتالي لا يطرح الشيوعي السوداني كمثقف تراجيدي غير مشروع تغيير جذري هو نفسه يعلم إستحالة إنزاله على أرض الواقع. وبالتالي حالة الشيوعي السوداني يمكن أخذها كظاهرة على تدني مستوى الوعي بين النخب السودانية وخاصة لو أخذت أن الشيوعي السوداني يأمل في الوصول الى الحكم بوعي ملتبس عن فكرة الدولة الحديثة التي لا يؤمن بها من الأساس وكذلك إلتباس فكر الشيوعي السوداني عما يتعلق بمفهموم ممارسة السلطة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية. وبالتالي الشيوعي السوداني وطرحه لفكرة التغيير الجذري يتوهم في أن الحزب الشيوعي السوداني قد أصبح بديل للشيوعي السوداني عن الدولة التي لا يؤمن بها . ويظن الشيوعي السوداني أن بإمكانه وعبر الحزب الشيوعي السوداني الذي يحل في ذهنه في مكان الدولة أنه يرفع عبر الحزب مستوى روح الثورة في النقابات وإتحادات العمال ومنظمات المجتمع المدني وإتحادات الطلاب يرفع مستوى الوعي الثوري ويحقق دكتاتورية البلوريتاريا وهذا وهم لا يتوهمه غير الذين يتأهبون للخروج من التاريخ. وعليه عودة الحزب الشيوعي السوداني الى أي جهة تحاول نقل الوعي وسط الجماهير وخلق وعي بمفهوم الدولة الحديثة وممارسة السلطة لا يفيد في شئ ولا يزيد أتباع أحزاب الطائفية والكيزان إلا بعدا عن الحد الأدنى للوعي الذي يفضي الى التغيير . عودة الجذريين الى أي تجمع يكون فيه أتباع الطائفية ما هو إلا إضافه صفر لصفر وتكون النتيجة أعمى يقود أعمى ومآلهم قعر الهاوية كما يقول السيد المسيح في أمثاله. الأجدى أن يكون دور وجهود وقف الحرب على عاتق منظمات المجتمع المدني القريبة من نبض الشارع وشعار ثورة ديسمبر حرية سلام وعدالة وهذا الشعار لا يوجد في طيات أوراق الأحزاب السودانية وإلا لما أضاعوا الثورة بقبولهم بالمشاركة مع العسكر بل أغلبهم ورثوا الثورة بالتعصيب وضياع الثورة بدأ يوم أصبح أتباع الصادق المهدي في قلبها وبالتالي أصبحوا الجلطة التي أصابت قلب الثورة في مقتل. لو تتذكروا كان الصادق المهدي مراقب ومتردد ولا يعرف ماذا يفعل مع الثورة بل وصفها أنها بوخة مرقة وبعدها جاء أتباعه لورثة الثورة وعليك أن تسأل نفسك كيف تنجح الثورة على يد من لم يستطع الإنعتاق من التبعية للامام؟ والثورة ثورة شعب متقدم على نخبه وبالتالي لا يمكن أن تحقق شعارها ما لم يتقدمها الشعب وليست الأحزاب أي أحزاب الطائفية وكذلك أتباع الشيوعية السودانية المتكلسة. حال النخب السودانية في الأحزاب السودانية كحال النخب كما في فرنسا حيث أدى فشلها لإنتخاب ماكرون من قبل الشعب كمعاقبة لليسار الفرنسي واليمين ولذلك يجب معاقبة الأحزاب السودانية الطائفية والجذريين المتكلسين كما حدث لنخب فرنسا. وهنا في السودان معاقبتهم إلا بوضع منظمات المجتمع المدني في المقدمة وبعدها تصبح إمكانية إنعتاق الأتباع للامام والختم ممكنة لأن منظمات المجتمع المدني كامن فيها وعي المجتمعات الحديثة وسوف تسوق الثورة الى مراميها وتحقيق شعارها. نفس الشئ إنتخاب ترامب في أمريكا كان عقاب للنخب الامريكية على فشلها وبالتالي على القائميين بخلق تجمع جديد يمثل روح الثورة ألا يكرمّوا أتباع الأحزاب على فشلهم أي إعطاهم قيادة الثورة من جديد للمرة الثانية وبالتالي إضافة أتباع الشيوعية المتكلسة وهذا يكون جمع التعيس على خايب الرجاء وإعطاء وسام لاغنجاز للفاشل. بالمناسبة هناك أزمنة مريضة تمر بالشعوب مثلا لحظة تنامي النازية في المانيا كانت من لحظات الأزمنة المريضة وساقت المانيا الى حرب عالمية ثانية وكذلك نحن في السودان نمر بزمن مريض يسوقه أتباع الامام والختم والشيوعي السوداني المتكلس واذا لم تنتبه النخب السودانية الى أوهام المثقف التراجيدي أي الشيوعي وكذلك الملحمي في أحزاب الطائفية فاننا سائرون على نهاية قاسية جدا كحال المانيا بعد نهاية الحرب العالمية الاولى. لهذا جاء زمن أن يبعد أتباع الأحزاب السودانية الفاشلة و يتقدم الشعب واذا ظننت أيها القارئ أن الأحزاب فيها مثقف سوداني فأنت واهم لأن مثقف الزمن المريض مضطرب ونضرب لك مثلا بذلك في زمن النازية في ألمانيا إلتحق فيلسوف كبير مثل مارتن هيدجر بالنازية وقد تحيرت فيه النخبة الاوروبية وفي أمره الى يومنا هذا. بالتالي لا يوهمك أي مغفل بأن داخل الحزب الشيوعي السوداني مفكر يفوق مارتن هيدجر في الفلسفة والتفكير وبالتالي أتباع الحزب الشيوعي السوداني في زمن مريض فلا تستدل على وعيك بوعي مثقفي الزمن المريض . نقول لك لو عاد الجذريين الى قحت فإنها عودة التعيس الى خايب الرجاء وجميعهم لا يجسدون غير فكر الرجال البلهاء و بالتالي من الأحسن أن تنتظر سفيه ولا تنتظر عاطل مثل أتباع الأحزاب السودانية. وعليه مسألة خلق تجمع من الشعب ليوقف الحرب ويرجع الى مسألة التحول الديمقراطي أول خطواته ظهور شخصية تاريخية تكون قاسم مشترك ولكن ليس على طريقة كبيركم وأبوك وثقافة سلطة الأب وميراث التسلط بل شخصية تاريخية تقول لكم بأن زمن العبودية للامام والختم قد ولى وزمن الركون لشيوعية متكلسة لا تؤمن بفكرة الدولة من الأساس قد فات ومسألة أن يصغي أتباع الحزب الشيوعي السوداني لفكر اقتصادي تابع للحزب ويمثل دور من يقوم بعمودية الأتباع ويقول لهم أن الشيوعية نظرية شاملة وتغطي السياسة والاجتماع والاقتصاد هذا امر مضحك. وكذلك أن يقوم المؤرخ التقليدي داخل الحزب الشيوعي بتغبيش الوعي ويخلق ويزيد الوعي الزائف بصحة الماركسية فهذا وهم وأمر مثير للضحك . على أي حال السودان في زمن مفترق طرق وفي زمن إنتظار لشخصية تاريخية تفارق العقل الجمعي الكاسد الذي لا ينتج إلا الخانعيين للامام والختم والمرشد والتابعيين لحزب الأستاذ الشيوعي وتحت ظلال عقلهم الكاسد لم يتحقق أي إزدهار مادي ولا تطور وتقدم اجتماعي. نقول هذا القول ونذكّر بأن هذه اللحظة السودان تشبه لحظة قدوم فولتير من منفاه في إنجلترى وكان متقدم في العمر ولكن كان يقول لمن حوله ألم تسمعوا وشوشة الثورة؟ أنها قادمة وكذلك أقول لكم أن التغيير قادم ألم تسمعوا وشوشة التغيير والتحول الديمقراطي؟ ولكن أقول لكم بأنه لم يتم التغيير على أيدي أتباع الامام والختم والمثقف التراجيدي أي الشيوعي السوداني. ولم يك التحول الديمقراطي ثمرة من ثمرات الاتباع أي أتباع الامام والختم قبل إنعاتقهم وتخلصهم روح العبودية. وبالتالي عودة الجذريين الى تجمع قحت أو نجاح قحت لخلق أي تجمع لا يحقق تحول ديمقراطي لأن فاقد الشئ لا يعطيه لا ديمقراطية تأتي في زمن يكون فيه من يتحدث عن الديمقراطية مثل حميدتي ودعمه السريع كأداة موت وصنيع الكيزان ولا تأتي الديمقراطية في زمن يكون فيه البرهان بوعيه المتدني للغاية جزء من حل ولا تأتي الديمقراطية من أتباع الطائفية. و بالتالي لا تأتي الديمقراطية من الشيوعي السوداني وهو سليل حزب قام في زمن ترك فيه فلاسفة كثر الشيوعية أي تركوا الشيوعية قبل قيام الحزب الشيوعي السوداني وأذكر من ضمنهم إدغار موران. وعليه عودة الجذري لقحت هي إضافة صفر الى صفر. وفي غياب إدراك أن الفكر التقليدي لا يفتح على ديمقراطية دليل أن مسيرة التحول الديمقراطي في السودان ما زالت على بعد أي على نفس مسافة بعد الثورة عندما تحدث عن وشوشتها فولتير ربما يطول الزمن أو يقصر الزمن المريض في السودان ولكن زمن الحرية وزمن التغيير وزمن التحول الديمقراطي قادم وبقوة لأننا في زمن حديث تسير فيه مسيرة الانسانية بلا قصد ولا معنى وأنها مأساوية وتراجيدية لا يلزمها أتباع الوثوقيات وأتباع الحتمية مهما إستكانوا لسباتهم ونومهم الدوغمائي العميق. والحرية لا يجلبها التوفيقي والترقيعي والمجاور والمساكن والمصادق لفكر أحزاب الطائفية في السودان ولا أتباع الشيوعية السودانية المتحجرة لأن نصابها هو الشرط الإنساني ولا يتحقق الشرط الإنساني بغير العقلانية التي تنتصر الى النزعة الانسانية.