نعم، لقد سقطت وشبعت سقوطًا. مونولوج: "كنت أعرف ذلك، كنت متيقنًا منه، منذ ستة أشهر كنت أدرك ذلك، ومنذ ستة أشهر كنت أسقط إلى القاع.. القاع السحيق جدًا". أين ذهبت؟ إلى أين؟ نعم، إلى اللا مكان، نعم إليه. – مقطع من مسرحيَّة قصيرة لم تكتب بعد. السكك الحديد يحكي شقيقي الأكبر، عاصم الصويم، ذكرى مؤثرة من طفولته برفقة الوالد إدريس الصويم –عليه رحمة الله ورضوانه– وعاصم حكاء بارع ومثقف من طراز نادر في هذه الزمان. يقول متداعيًا: "ذات صباح من أحد أيام العام 1971، خرجت مبكرًا برفقة الوالد إدريس الصويم. كنت في السادسة أو السابعة من عمري، وكان أبي حريصًا على أن أكون أنيقًا ومشعًا في هذا الصباح المهم. أخذني إلى السوق. اشترينا عددًا كبيرًا من (باكوهات) السجائر ماركة بينسون. اشترينا عددًا كبيرًا من علب المربى والطحنية، والخبز والحلويات. اشترينا زوادة سفر تكفي أشخاصًا كثرًا، ثم اتجهنا إلى محطة السكك الحديد في نيالا. ومحطة السكة الحديد بنيالا، مكان حالم موح، يغذي الطفولة بأحلام السفر والرحلة الطويلة البديعة صوب الخرطوم الجميلة. هنا، في المحطة، تبصر بعين الطفولة كيف تبرق اللوعة بأعين المودعين، تحس ألم الفراق وفرح اللقيا، وترى نيالا؛ مجتمع نيالا الهجين بأكمله ملتفًا على الرصيف، لطفاء وظرفاء ومرحابين كان الناس في ذلك الأوان". الترا سودان