أسفرت نتائج المباحثات بين فريقى الحرب ، عن بعض القرارت التى تقع فى إطار الأمور (الإنسانية)، بمعنى إدخال المساعدات للمتضرررين والسؤال الذى لم يتبادر إلى ذهنيهما معا والذى أصيب بالتخريب ، وفقد موهبة (التفكير) التى منحها الله سبحانه وتعالى لمخلوقه المكرم، نتيجة الحقد الأعمى الذى ضلل بصائرهم. والسؤال هو : ألم يعتبروا أن إيقاف الحرب من الأمور (الإنسانية)؟ بل هو أم هدف إنسانى فى إجراءات الحرب بكاملها؟ وتحقيق هذا معناه أن يتوقف القتل وإسالة الدماء الطاهرة لمدنيين وعسكريين؟ والسؤال الفرعى هو : هل يعتقد كلاهما أنه على حق لمجرد قوله (الله أكبر) وقتل أخيه ، وقولها أيضا بعد قتله ، وكأنه يذبح ضحية العيد؟ ألم يفكر كلاهما – دعكم عن تخريب الوطن وتدمير مقدراته وقتل شعبه – ألم يفكرا أن قتلاهم فى النار؟ مصداقا لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول فى النار ، قيل هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصا على قتل أخيه) ويجب ألا يطمئن أحدكما بأن الآية الكريمة (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما..) تنطبق عليه ، فهى لا تنطبق عليكما معا ، لأنكما تتحاربان من أجل باطل ودمرتم البلاد والعباد ، ولا يظن أحدكما أنه مقبول من الشعب وسيذعن لحكمه إذا انتصرعلى أخيه ، فالشعب لايريدكما معا ، وبهذا فقدتم الدنيا والآخرة ، وستطول الحرب بينكما ، لأن الحرب بين الحق والباطل ينتصر فيها الحق بإذن ربه ، أما الحرب بين الباطل والباطل فلن تتوقف إلا بفنائكما معا ، هذه هى أحكام الشريعة الإسلامية التى تتشدقون بها ولم تدركوا أهدافها ولا مراميها ولا حقيقتها ولا سموها..! . وأعود إلى سؤال المقال : وماذا بعد قرار الفريقين استمرار الحرب؟ الحل الوحيد الآن أمام القوى المدنية ، – لإنقاذ أشلاء وطن وبقايا شعب – إرسال وفد بصفة عاجلة إلى الأممالمتحدة بنيويورك ، ومخاطبة مجلس الأمن نيابة عن الشعب السودانى ، لتطبيق البند السابع وإرسال قوات دولية إلى السودان لإرساء الأمن والسلام والاستقرار ، حتى يتحقق الحكم المدنى ، وإمداد المتضررين بالغذء والدواء ، والعمل على إعادة اللاجئين والمشردين إلى مواطنهم ، والقبض على جميع المجرمين الذين أساءوا للشعب السودانى والوطن الغالى ومحاكمتهم دوليا.