تتجه معظم الاراء في قراءة انهاء مجلس الامن الدولي لخدمات يونيتامس على انها خطوة في اتجاه لجوء مجلس الامن الى الفصل السابع في التعامل مع الحرب الدائرة في السودان .فهل هذه القراءة محتملة ام هي وهم ناتج عن ضغط الاحداث؟ وهل من فائدة من الفصل السابع ؟ لنستعرض اولا فذلكة هذا الفصل حيث انه يتكون من ثلاثة عشرة مادة خلاصتها تخويل مجلس الأمن فرض تدابير مؤقتة ( عقوبات اقتصادية، قطع العلاقات الدبلوماسية الخ) وفي حال عدم نجاح التدابير المتخذه يحق لمجلس الامن عندها وبموجب الفصل السابع اللجوء الي اتخاذ تدابير حربية عاجلة كاستخدام القوات المسلحة من بحرية و جوية و بحرية لحفظ السلم و الامن الدولي .وفي حالة وضع أي دولة تحت الفصل السابع تكون تلقائيا تحت وصاية الأممالمتحدة . ومن التجارب التي نعرفها ان العراق وقعت بعد الغزو الامريكي لها تحت الفصل السابع وتم وضع اليمنايضا تحت الفصل السابع بقرار من مجلس الامن. الامر الاول : لم يتخذ مجلس الامن اي قرار يتضمن عقوبات ولا حتى تحذير لطرفي الحرب كخطوة اولى الامر الثاني : صراع الامم في اوج استعاره لذلك لا يمكن لمجلس الامن ان يتفق على ادراج السودان تحت الفصل السابع خصوصا وان السودان بالنسبة لمعظم الدول هو ما فيه من ثروات وليس ما فيه من بشر .لكن اذا ما تعرضت مصالح اميركا في حوض البحر الاحمر لاي تهديد او مزاحمة على النفوذ ستجد أميركا اية حجة للتدخل بغض النظر عن اية فصول ومن ضمنها الفصل السابع. الامر الثالث : وهو بيت القصيد ان تجربة العراق مع الفصل السابع ادى الى جعل شعب العراق من اتعس شعوب الارض قاطبة وهذا العقاب الدولي الظالم اتى بعدحكم صدام حسين وفي اليمن مازالت الحرب مستعرة ومازالت الامارات بالتعاون مع اسرائيل تسرح وتمرح في موانئ وجزر اليمن مع تحويل اليمنين الى مرتزقة لنحر بلدهم . والتدخل الدولي ابان مجازر دارفور اتى نتيجة السباق الرئاسي الاميركي وليس لاسباب انسانية . لذلك ليس من باب الحرص على السيادة الوطنية كما يدعي دائما ابواق فلول البشير وملاعين الحركة الاسلامية المشركة الذين استباحوا كرامة اهل السودان على مدار عقود من الزمن . نقول لهم من لا يهمه كرامة شعبه لا تعنيه سيادة بلده الا في مجال التجارة والابتزاز . نحن لا نعترض على اي قرار دولي حتى الفصل السابع اذا كان يضمن وقف الحرب لكن نحذر المراهنين على ذلك من ان تجربة الدول مع الفصل السابع كانت مؤسفة. اما عن قراءتنا لانهاء مجلس الامن انتداب يونيتامس فبكل بساطة نقول انه وفق هذا القرار تم ازاحة المكون المدني عن طاولة المفاوضات بحيث سوف تنحصر لاحقا بين الطرفين المتحاربين وسينحصر دور قادة المكون المدني بالتجوال بين العواصم ورسم خرائط طريق وقف الحرب وبعد رسمها ترمى في سلة المهملات ولن تصل قاعة المفاوضات ابدا لان النضال الحقيقي يكون من خلال التواجد في داخل البلاد قرب الضحايا والمعذبين وليس على شرفات الاوتيلات او في مسابحها. وفي الختام ندين بشدة ما صدر عن منظمات مجهولة تدعو اميركا للتدخل حيث من الواجب محاكمتهم بتهمة التخابر مع الاجنبي خصوصا وان رائحة منظمات المجتمع المدني ذات الاسماء الطنانة الرنانة هي ادوات تابعة للمخابرات المركزية الاميركية ودورها تخريب بلدانها وليس تحقيق الديمقراطية وصون حقوق الانسان. ماذا تؤملُ من رَحيقٍ فاسِدٍ ***** قَد زَخرَفت أَلوانَهُ الأَقداحُ