هناك من يستعجل خوض معركة ثقافية مع الدين لاسلامي ، وليس مع تيار الاسلام السياسي ، وهذا خطأ استراتيجي ، لانه يستفز المؤمنين ويحولهم من حاضنة اجتماعية للدين الى حاضنة سياسية للتيارات المتاجرة بالدين وبالتالي نكون قد خدمنا مجانا الاخوان والقاعدة وبوكو حرام وكل متفرعات الحركات التكفيرية حتى اننا نخدم بذلك جنرال البراميل المتفجرة البرهان . ان مقاربة الموضوع الديني يشبه السير في حقل من الالغام واي خطأ بسيط يكون قاتلا . لان حقائق الدين عند المؤمن الصادق ترتكز الى الايمان ، والايمان بالتعريف هو التصديق دون برهان او اثبات . حتى ان ايات كثيرة وردت في القران الكريم تؤكد ان عقل الانسان في قلبه وليس في رأسه لذلك علينا مواجهة خصومنا من مجرمي الاخونجية فكريا دو ن استفزاز مشاعر المؤمنين . واولى هذه الحقائق هو الاعتراف بان القران الكريم بمفرده هو رسالة الله الى دين الاسلام مع اعتماد الاقواس حول اياته كما في المنهج الفينومولوجي (الظاهراتي ) اي باعتبارها صحيحة واذا كان لا بد من انتقادها علينا اللجوء الى نصوص قرانية او الى وثائق تاريخية لا اللجوء الى مصادر خارجة عن النص كي لا نقع في فخ دجالي الدين من فقهاء وعلماء جهلة لان كل الروايات التي تشمل اسباب التنزيل والاحاديث النبوية كلها مشكوك بصحتها وهي على الاغلب مختلقة واخلاقيا لا يحق لنا استخدامها ضد الدين ونحن على قناعة بانها مجرد اكاذيب مختلقة خصيصا لخدمة اهداف دنيوية . حتى ان اي تفسير لايات القران الكريم يتعدى المعاني التي نصت عليها اللغة العربية هو اعتداء على النص . اضافة الى بدع كثيرة ابغضها بدعة الناسخ والمنسوخ لانها تلاعب وقح بايات وسور القران الكريم . وبما ان القران الكريم هو كتاب ايمان ودين لا يجوز الوقوع بفخ الدعاة الذين يجنون ملايين الدولارات من الترويج له كانه كتاب علمي يحوي حقائق الدنيا كلها من طب وصيدلة وزراعة والخ .ان هؤلاء الدعاة لا يستحقون اي رد بل يجب فضح الاعيبهم بصفتهم دجالين ولصوص ونصابين . ان التاريخ الحقيقي والمقارن يثبت اكاذيب كثيرة نحن لسنا بصدد التوقف كثيرا عندها بل نلفت نظر القارئ الى بعض الحقائق ومنها سيرة الرسول اول ذكر لسيرة الرسول تولاها ابن اسحاق لكن لم يصلنا اية مخطوطة تثبتها وتوفي الرسول سنة 632 م بينما ابن اسحاق توفي سنة 768 م اي بعد اكثر من مئة سنة على وفاة الرسول ووصلنا عن ابن اسحاق ما كتبه ابن هشام الذي يفصله قرنين عن الرسول وبعدها بدأت سبحة السيرة تكر : المغازي للواقدي (توفي عام 822م), و كتاب طبقات إبن سعد (ت 845م), و تاريخ الطبري (ت 922م) و مجموعة كتب الصحاح – التي كتبت لسبب ما في جيل واحد- في القرن التاسع, للبخاري (توفى 870م) ومسلم (ت875م) وإبن داوود (ت888م) والترمذي (ت892م) والنسائي (ت915م) وإبن ماجه (ت886م) وكل ما تاخر زمن الكاتب زادت التفصيلات . اما هذا الواقع هل من المعقول ان نعرف سيرة الرسول الحقيقية ؟ واما عن الاحاديث النبوية فحدث ولا حرج . أما المصادر غير العربية المعاصرة و القريبة من زمن الرسول (سواء سريانية أو أرمينية أو قبطية أو نسطورية أو يهودية) كتعاليم يعقوب, و الحواليات المارونية و غيرها , فهي لا تذكر في مجملها أكثر من "ظهور نبي بين السراسنة (العرب)", و تتحدث عن بضعة معارك و غزوات أمر بها أو قادها بنفسه ولا يوجد في تلك المدونات اي ذكرلكلمات "الإسلام" أو "المسلمين" أو "القرآن". والشيء الغريب الإشارة إلى معاوية باعتباره أميرا مسيحيا حكم الشام.اما فيما يتعلق بالآثار فان أقدم آيات قرآنية على الإطلاق نجدها في نقوش قبة الصخرة, التي بناها الخليفة عبد الملك ابن مروان في القدس عام 691, و أقدم أجزاء من مصحف نجدها في مخطوطات صنعاء, و التي يُقدّر بأنها تعود إلى زمن الوليد ابن عبد الملك, كذلك أقدم نقوش أو عملات تحمل أي اعتراف بنبوة محمد أو شهادة التوحيد, فهي تعود أيضا إلى زمن صراع عبد الملك مع الزبير (حوالي عام 685) , أما المنقوشات و العملات قبل ذلك الزمن (أي في العهد المفترض للخلفاء الراشدين و معاوية), فهي لا تحوي سوى صورا و علامات يهودية و مسيحية – دون أي شيء يدل على أن أصحابها كانوا مسلمين!, فجأة في عهد عبد الملك اختفت الصور و الرموز اليهودية والمسيحية من العملات و ظهر مكانها – لأول مرة – شهادة التوحيد. نهدف من هذا الاستعراض السريع فضح من يستخدم الروايات لتحقيق اهداف سياسية او دنيوية لا ان نستخدمها وكأن المؤمنين الطيبين الصادقين خصوم لنا . فلندعهم على ايمانهم ولننقذهم من افاعي الاسلام السياسي والكهنوتي بمختلف مشاربه ومذاهبه .