في خطاب صوتي له مساء امس الإثنين أرسل قائد الدعم السريع حميدتي رسائل تهديد شديدة اللهجة لقيادة الجيش وقال إنه اختار السلام ليس عن ضعف، وانه بما ان قادة الجيش رفضوا السلام، فعليهم ان يبقوا قدرها، وأعلن ان الحرب في الفترة القادمة ستختلف. من المؤسف جدا هذا التصعيد العسكري من قبل الدعم السريع في وقت ينتظر فيه الشعب السلام. ولكننا نشهد ان قيادة الدعم السريع ظلت اكثر حرصا على السلام من قادة الجيش والدليل توقيعها الفوري على الإعلان السياسي لتقدم. لذلك هذا التصعيد وأن كان مؤسفا، الا انه كان متوقعا، لجهة ان اصرار حميدتي على السلام وخفضه للغة الوعيد والتهديد قد ظنه البعض ضعفا، لذلك يتحمل البرهان والعطا وجماعتهم وزر هذا التصعيد من قبل قوات الدعم السريع، بعد زمن من ارسالها رسائل الجنوح للسلام. الشعب السوداني ربما سيشهد في الفترة القادمة تصعيدا كبيرا في العمل العسكري، وفي ظل انقطاع شبكة الاتصالات فان الجرائم التي ستحدث لن يعلم بها احد. القوى السياسية ممثلة في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) فعلت ما عليها وقدمت خارطة طريق واتفاق لإيقاف الحرب واحلال السلام للطرفين المتقاتلين، وقع عليه الدعم السريع، بينما مايزال قادة الجيش يرفضون التوقيع عليه. عليه وبكل المقاييس فإن هذه الحرب وجرائمها السياسية والعسكرية والاخلاقية يتحملها قادة الجيش برفضهم السلام واختيارهم الحرب، ضاربين عرض الحائط بمعاناة انسانية كارثية يعانيها السودان والشعب السوداني تمثلت في: – 10 مليون نازح. – 18 مليون شخص في مرحلة الجوع الحاد، وبدء وفاة سودانيين داخل السودان بسبب الجوع. – تعطل 90% من الصناعة. – تعطل التعليم بنسبة 100%. – تعطل 70% من المؤسسات الصحية بالبلد وانعدام العلاج. – فشل الموسم الزراعي. هذه المخاطر مهددة لوجود الشعب والسودان، واستمرار الحرب يعني هلاك جماعي للسودانيين ليس بالرصاص وحده وانما بالمرض والفاقة والجوع، ان يرفض قادة الجيش سلاما يعالج هذه الكوارث الانسانية ويظنون في جنوح قائد الدعم السريع للسلام ضعفا، فهذا لعمري حشفا وسوء كيلة. وأخشى ان تنطبق عليهم مقولة اهلنا (البيابى الصلح ندمان ). [email protected]