طرحنا في بوست سابق عدة تساؤلات عن ما إذا كان أجدادنا القدماء يشعرون بالإستعمار التركي في حينه خاصة في سنيه الأولى من بدايات القرن التاسع عشر حتى تم تطبيق البرنامج الإستعماري بنجاح على مدى 6 عقود! و نفس السؤال طرح بخصوص أجدادنا الأحدث قدما فيما يخص الإستعمار الإنجليزي و خاصة في سنيه الأولى من بدايات القرن العشرين و تم تطبيق نفس البرنامج الإستعماري على مدى 6 عقود أيضا! الآن نطرح ذات السؤال للتاريخ هل تحس الأجيال الحالية بعودة الإستعمار للسودان في بدايات القرن الواحد و العشرين و أن البلد الآن باتت تحت قبضة المستعمرين القدامى الجدد ليستمر هذا البرنامج أيضا لمدة 6 عقود أخرى بدأت لتوها؟ هنا السؤال: هل يحس المتعلم السوداني بالعلامات الخفية الأولى لبداية الإستعمار لبلادهم و يعمل على إفشالها قبل إستفحالها ام أن الإستعمار من خلال برامجه التعليمية و الإعلامية المعدة بدقة قد عمل على ان تكون بلادة الحس الوطني فاشية متفشية خاصة في الفئات الضعيفة و الأكثر عرضة لتلك البرامج من فئة المتعلمين بحكم الضرورة؟! آية ذلك أن الفئات المعنية هي الأوفر حظا ساعة الهروب و السابقة إليه بدعاوى ترتبط بمفاهيم هي في مجملها قشور للحداثة المراد لها ان تسود من أمثال شعار "لا للحرب مع الجكة" و الحرب قد باضت و أفرخت بوادر النظام الجديد الذي يراد له ان يرث البلاد و أهلها! الباقون داخل السودان في سوادهم الاعظم هم من الفئات الأقل حظا في التعليم و الاقل سرقة لموارد البلاد و بالتالي الاقل تعرضا لتلك البرامج و الأفقر ماديا بحكم بعدهم عن مراكز القرار و ليس لهم مكان آخر و وسائل تسهل لهم عملية الهروب فبقوا في أرضهم و هم المؤهلون مستقبلا لإخراج ذات المستعمر لبقاء بذرة الطبيعة الرافضة للظلم في نفوسهم. القابضون على جمر البقاء داخل وطنهم أناس طبيعيون بطبيعتهم و فيهم يبقى الأمل الباقي لرفع شعار التحرير. 6 أبريل يحبنا و نحبه