طالعت في إحدى مجموعات الفيسبوك النسوية الخاصة بالمشاكل ، إحدى الشابات طرحت أن مشكلتها أن أمها في الثامنة والأربعين من العمر ، تزوجت والدها وهي في الخامسة عشر وأنجبتهم في سن مبكرة هي وأختها ، وكانت حياتها قاسية للغاية ومع ذلك تفانت حتى زوجتهما ، توفي الوالد قبل عدة سنوات ، تقدم لها شخص يطلب الزواج ، وافقت هي وأسرتها ، صاحبة المشكلة تقول أنها غير متقبلة لزواج أمها وزوجها أيضا رافض لزواج نسيبته في هذه السن الكبيرة على حد قولها ، هي مستنكرة تماما رغبة أمها في الزواج وترى أنها تقع في موبقة ، وأصلا لماذا تتزوج ، في طرحها تسأل ماذا تفعل لتمنع هذا الزواج الذي جعل لسان زوجها يطول عليها؟؟ للموضوع جانبان ، كلاهما مثير للحفائظ ، فهذه الشابة والتي اعترفت بلسانها بتفاني والدتها في تربيتها ، وأنها لم تنال جهدا ورضيت أن تعيش حياة قاسية مع والدها حتى توفاه الله ، تستنكر بل تشجب وتدين رغبة أمها في الزواج ، وحقها الطبيعي في وجود شريك يلبي احتياجاتها ، منتهى الأنانية! منتهى التركيز على الذات والجحود ، لم تفكر في والدتها التي أضحت رهينة الوحدة وتحت رحمة زيارات لها قد يكرمنها بها أو يتعذرن بمسؤوليات الزوج والبيت،، هناك الكثيرات ممن يتزوجن في عمر والدتها للمرة الأولى بل وينجبن ، المرأة في هذا العمر تكون في أوج عنفوانها وقمة عطائها، فلماذا هذا الحكم الجائر؟؟ هذا من ناحية ، من ناحية أخرى ، لماذا يعلو صوت الأعراف ويصيب الصمم كل ما عداه؟ الزواج حق مشروع تبيحه كل الأديان ، ولم يحدد له عمر معين ، لماذا لا يتقبل المجتمع زواج الأرملة والمطلقة خاصة إذا كان لديها أبناء؟ يبدأ ترشيح زوجة للرجل الأرمل وتُربة زوجته الموتفاة لم تجف ، في المقابل يطالب المجتمع المرأة بنذر نفسها لتربية الأبناء في حالة ترملها ، ويستعيب زواجها ، ويتم تقييمها على أنها لم تستوفي الأمومة كما ينبغي ، يعامل الرجل على أقصى النقيض تماما ويمنح جميع حقوقه وصلاحياته بالزيادة هل يتعارض قيام المرأة بواجبها كأم مع زواجها ، أم أن الزواج قد يوفر لها استقرارا وأمنا يجعلها أكثر تفانيا؟ تساؤلات أتمنى أن أجد لها إجابة،،، [email protected]