ضجّت الساحة السودانية مؤخرًا بجدلٍ حارٍ حول اتهاماتٍ وجهها مواطنون سودانيون لوزارة الداخلية بمنع تجديد جوازات سفرهم لأسبابٍ عرقيةٍ وجهويةٍ ، وزعموا أن القرار شمل من ينحدرون من مناطق تُعتبر حاضنةً لقوات الدعم السريع ، ممّا أثار موجةً من الغضب والاستياء بين أوساط واسعة ، وفي خضمّ هذه الضجة ، سارعت وزارة الخارجية السودانية إلى نفي تلك الاتهامات جملةً وتفصيلاً ، مؤكدةً أن إجراءات استخراج الجوازات تتمّ بشكلٍ فرديٍّ وإلكترونيٍّ ، ولا مجال لمعاملةٍ جماعيةٍ تستند إلى قبيلة طالب المعاملة كما شدّدت على أن جميع السودانيين ، بكلّ قبائلهم ومكوناتهم الاجتماعية ، متساوون في حقوق المواطنة وواجباتها ، ولكن ، بدورها ، نفت هيئة محامي دارفور تلك الادعاءات ، مُؤكّدةً تلقيها شكاوى من مواطنين سودانيين حرمتهم وزارة الداخلية من جوازات سفرهم بسبب انتمائهم العرقيّ والجهويّ ، ونقلت الهيئة إفادةً للمواطن عثمان مختار محمدي ، الذي أكّد منعه من تجديد جواز سفره بسبب انتمائه لإحدى القبائل الموصوفة بأنها تمثل حواضن لقوات الدعم السريع فتناولت هيئة محامي دارفور خطورة مثل هذه الممارسات ، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية ، كالحقّ في التنقل والهوية ، وطالبت الهيئة السلطات السودانية بمراجعة فوريةٍ للقرار المتّهم، معلنةً عزمها على إبلاغ الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية في حال لم يتمّ ذلك ، وفي خطوةٍ موازية، نفى مجلس السيادة الانتقالي صحة خطابٍ متداولٍ على نطاقٍ واسعٍ في وسائل التواصل الاجتماعي يتحدّث عن مراجعة الجنسية السودانية والرقم الوطني لعددٍ من القبائل في غرب السودان ، وأكّد المجلس أنّ هذا الخطاب مفبركٌ وعارٍ من الصحة تمامًا ، وأنّ الهدف من ورائه هو زرع الفتنة وبثّ الكراهية بين المكونات الاجتماعية المختلفة في البلاد ، وبين نفيٍ وتأكيد ، اتّخذت هذه القضية منحىً خطيرًا ، حيث باتت تُهدّد بتوتيرٍ عرقيٍّ وفتنةٍ قد تُمزّق النسيج الاجتماعيّ السودانيّ الهشّ أصلاً وإنّ السودان ، بعد ثورةٍ عظيمةٍ ناضلت من أجل الحرية والعدالة ، يقف اليوم أمام مفترق طرقٍ خطيرٍ، فهل ستُساهم هذه الاتهامات في إذكاء نار الحرب اللعينة التي عصفت بالبلاد لأكثر من عامٍ ، أم ستُدفع الجميع نحو الحوار والتفاهم وحلّ الخلافات بعقلانيةٍ وحكمةٍ؟ وإنّ المسؤولية تقع على عاتق الجميع ، حكومةً وشعبًا ، لوقف هذه المهزلة قبل أن تصبح كارثةً لا تُحمد عاقبتها ، فلا ينبغي لأيّ كان أن يُفرّط بوحدة الوطن وسلامته ، مهما كانت الخلافات أو الاختلافات ، فقد حان الوقت لتغليب لغة الحوار على لغة العنف ، وللتسامح بدلاً من الكراهية ، وللتعاون بدلاً من التناحر ، فلنعمل جميعًا من أجل سودانٍ موحّدٍ وعادلٍ، يسع الجميع فيه دون تمييزٍ أو ظلمٍ .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- غيبتني قسوة الأيام عن الكتابة لفترة ، عدتُ غريباً إلى ساحة لم أعرفها ، وجوه جديدة ، وأصوات غريبة تُطلق أحكامًا مُجحفة ، اتّهمتُ ظلماً بكوني "كوزاً" ينتمي لحزبٍ بائد ، "فلول نظامٍ" سقط ، كلّ ذنبي أنّني حزينٌ على وطني ، على ما آلت إليه الأمور ، أقولها بملء الفم : السودان اليوم في حالٍ أسوأ بكثيرٍ ممّا كان عليه في زمن "الإنقاذ" المزعوم ، لستُ هنا لأبكي على عمر البشير ونظامه، فقد عارضتهُ من داخل السودان قبل أن يثور الشعبُ عليه قبل أن تنتصر ثورةٌ سمّيتهاُ ب "المسروقة"، نعم ، أُمني بالنصر لقوات الشعب المسلحة في حربٍ لئيمةٍ طالت لأكثر من عام حربٌ قضت على الأخضر واليابس ، حربٌ قتلتْ الآلاف وشردتْ الملايين ، نابعُ إيماني بالنصر من يقيني أنّ هذا الجيش هو جيشُ السودان ، وأنّه بعد هزيمة مليشيات "الدعم السريع" المتمردة وحلفائها من العصابات ، سيعودُ الجيشُ إلى ثكناته ، ونحاسبُ حينها بالقانون كلّ مُقصرٍ من قادته ، ذات مرة دافع عنّي أحدهم في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي ، فقال أنّني من معارضي الأنظمة السابقة والحالية والمستقبلية أيضاً ، مُستشهدًا بحدّة نقدي في كتاباتي ، فقلتُ له: لستُ موظف علاقات عامة لأُجمّلَ أحدًا ، هدفي الوحيد من كتاباتي هو بلدي ، لا شيء سواه ، وعلينا جميعًا أن نتكاتف ، أن نُوحّدَ الصفوف ، لوقفِ هذه الحربِ اللعينة ، فقد حان الوقتُ لنتّحدَ من أجل السودان ، من أجل مستقبلٍ أفضل لأجيالنا القادمة ، والله العظيم ، أنا لستُ "كوزًا" ولا "معارضًا محترفًا"، أنا مواطنٌ حزينٌ على وطنه ، مواطنٌ يُؤمنُ أنّ الأملَ ما زال موجودًا ، وأنّ السودان سينهضُ من جديدٍ شامخًا عزيزًا ، شاء من شاء وأبى من أبى.. #اوقفوا – الحرب #Stop-The-War وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!". خروج:- عن "9 طويلة" البنانية ، طريق رفيق الحريري الدولي ، ذلك الشريان الحيوي الذي يربط مطار بيروت بالعاصمة وباقي المناطق ، بات مسرحاً للرعب والفلتان الأمني ، حيث تحولت إلى مأوى لعصابات السلب والسطو المسلح التي تُهدد حياة المسافرين والعابرين ، وتُحصي التقارير الأمنية أكثر من ثلاثين عملية سلب ونهب على هذه الطريق منذ مطلع العام الحالي ، ليصبح كل من يسلكها عرضةً للخطر ، ولا يتردد أفراد هذه العصابات في استخدام القوة المفرطة ، وحتى القتل في بعض الأحيان ، لإرهاب ضحاياهم وسلب ممتلكاتهم ، ويعود تفاقم هذه الظاهرة إلى تراجع الحضور الأمني على طريق المطار ، حيث قلصت القوى الأمنية دورياتها بسبب الأزمة الاقتصادية ، ويُتهم البعض "حزب الله" بالتغاضي عن هذه الجرائم ، بل وتوفير ملاذ آمن للخارجين عن القانون داخل الضاحية الجنوبية ، ما ساهم في ازديادها ، فمن جهة: ينفي مناصرو "حزب الله" هذه الاتهامات ، مؤكدين أن الحزب هو من أكثر المتضررين من ظاهرة السلب والسطو المسلح ، وأنهم يقدمون التسهيلات اللازمة للأجهزة الأمنية لملاحقة الجناة ، ومن جهة أخرى: يرى البعض أن سيطرة "حزب الله" على الضاحية الجنوبية خلقت بيئة آمنة للجريمة ، وأن عدم وجود سلطة الدولة الفعلية ساهم في تفشيها ، وعلى الرغم من الاتهامات الموجهة ل "حزب الله"، إلا أن هناك تعاوناً بين الأجهزة الأمنية والحزب من جهة ، وبين الأجهزة والشرطة البلدية في الضاحية الجنوبية من جهة أخرى ، لمكافحة هذه الظاهرة ، حيث يُشار إلى أن ظاهرة السلب والسطو المسلح ليست مقتصرة على طريق المطار أو الضاحية الجنوبية ، بل تتفشى في أغلب المناطق اللبنانية ، نتيجةً للأزمة الاقتصادية التي دفعت البعض إلى ارتكاب الجرائم ، وأخيراً : تُلقي هذه الظاهرة بظلالها على صورة لبنان ، وتُهدد استقراره وأمنه ، ويتطلب حل هذه المشكلة تضافر جهود جميع الأطراف ، من حكومة وأجهزة أمنية وأحزاب سياسية ومجتمع مدني ، لخلق بيئة آمنة تُعيد الثقة للمواطنين وتُحافظ على سلامة الأرواح والممتلكات .. ولن أزيد،، والسلام ختام. [email protected]