تبادلت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع القصف المدفعي الثقيل لمدة تسعة أيام متتالية في بابنوسة، غرب كردفان، مما أدى إلى مزيد من الدمار في المدينة التي أصبحت بالفعل مهجورة إلى حد كبير. وتدور المبارزة المدفعية بين قوات القوات المسلحة السودانية داخل قاعدة الفرقة 22 مشاة على الجانب الغربي من المدينة ضد قوات الدعم السريع على مشارف المدينة، باستخدام صواريخ الكاتيوشا وقذائف مختلفة، بينما تستخدم القوات المسلحة السودانية أيضًا قواتها الجوية لقصف قوات الدعم السريع وإسقاطها. الإمدادات إلى القاعدة المحاصرة. ولجأ جنود الجيش إلى مراكز إيواء ضمن قاعدة الفرقة 22 تفاديا للقصف، فيما احتمى جنود الدعم السريع بمنازل المواطنين وتحت الأشجار تفاديا لقصف الطائرات. وكشف مصدر عسكري تابع لقوات الدعم السريع، فضل عدم ذكر اسمه، ل"سودان وور مونيتور"، أن طائرات الجيش الحربية تكثف طلعاتها الجوية اليومية بقصف مواقع الدعم السريع في محيط الفرقة 22 مشاة ببابنوسة، خاصة في الجهتين الشمالية والشرقية. إسقاط البراميل المتفجرة بمعدل 10 إلى 15 برميلًا يوميًا. وأضاف المصدر أن القصف أدى إلى أضرار جسيمة في منازل المواطنين التي كانت تحتمي بها قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى إصابة ونفوق أعداد كبيرة من الماشية كالأبقار والأغنام. وكشف المصدر أن قوات الدعم السريع أحصت عدداً من القتلى جراء الغارات الجوية، بينهم النقيب إبراهيم الشريف، والملازم أول حامد فضل الله، والملازم أول عبد الرحمن ضيف الله. وأصيب عدد من عناصر الدعم السريع، تم نقلهم إلى الضعين بولاية شرق دارفور لتلقي العلاج. وأكد المصدر إصرار قواتهم على اجتياح الفرقة 22 مشاة قبل بدء هطول الأمطار. أما بالجيش، فأكد مصدر عسكري من داخل الفرقة 22، فضل عدم ذكر اسمه، لسودان وور مونيتور وقوع خسائر في صفوف الجنود نتيجة القصف المدفعي العنيف الذي نفذته قوات الدعم السريع، والذي استمر أحياناً. لمدة سبع ساعات متواصلة وكان من بين الضحايا العريف عبد الله محمد الدقل والرقيب إبراهيم التوم جالي وكلاهما من سلاح المدفعية. إلى ذلك، أكد المصدر إصابة عدد من جنود الجيش بجروح متفاوتة بين الخطيرة والطفيفة، بينهم ضابط برتبة نقيب. وتم علاج الجرحى في المستشفى العسكري ضمن قاعدة الفرقة 22. وكشف المصدر أن الجيش يواجه صعوبات في الحصول على الإمدادات العسكرية والغذائية برا، بسبب التواجد الكثيف لقوات الدعم السريع وأنصارها الذين يقطعون طريق الأبيض عبر الفولة والدبيبات. لذلك، يعتمد الجيش حاليا على الإنزال الجوي للحصول على الإمدادات، وهو ما وصفه بسلاح ذو حدين لأن قوات الدعم السريع تستولي على الإمدادات إذا أخطأت الطائرة الهدف. وقال المصدر العسكري إنهم يعتزمون القتال حتى الموت للدفاع عن مقر الفرقة 22، وهي آخر منشأة عسكرية رئيسية لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية في غرب كردفان والمدينة الواقعة في أقصى الغرب لا تزال تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية جزئيًا، باستثناء عاصمة شمال دارفور. الفاشر. ومن ناحية أخرى، قال مصدر بغرفة طوارئ بابنوسة لسودان وور مونيتور، إن القصف المدفعي العنيف الذي نفذته قوات الدعم السريع على دفاعات الجيش داخل الفرقة 22 يوم الجمعة 3 مايو، أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين ووفاة أسرة بأكملها مكونة من من أربعة أفراد. وقال المصدر إن أفراد الأسرة المتوفين هم مصطفى جمعة 45 سنة، وزوجته طيبة أحمد عيسى 22 سنة، وأولاده حياة مصطفى جمعة وبثينة مصطفى جمعة. وكانت الأسرة تسكن في حي السلام قبل أن تهرب إلى قاعدة الجيش بعد معاناتها من قلة الجوع والعطش في المدينة. وأكد بعض الناجين من القتال في بابنوسة ل "سودان وور مونيتور" أن القصف الجوي والمدفعي أدى إلى دمار كبير في منازل المواطنين واحتراق منازل مسقوفة، بالإضافة إلى إلحاق بعض الأضرار الجسيمة بالمؤسسات والمرافق الحكومية مثل مصنع ألبان بابنوسة ومباني هيئة سكك حديد السودان (مقر المنطقة الغربية) وبعض المدارس بالمدينة بالإضافة إلى مصادر المياه بالمدينة. وكشف الناجون أن أحياء السلام جنوب، والتربية، وأبو إسماعيل جنوب، والصحافة شرق، والصحافة غرب، وحي مصنع الألبان، هي أكثر الأحياء التي تضررت المنازل فيها كلياً وجزئياً. ومع اقتراب موسم الأمطار المقبل، أعرب بعض النازحين عن مخاوفهم من أن تؤدي الأمطار الغزيرة التي تهطل عادة على بابانوسا إلى تدمير ما تبقى من منازلهم المصنوعة من القش والطوب، متمنين أن تتوقف الحرب قبل بدء هطول الأمطار. وفيما يلي بعض مقاطع الفيديو التي توضح حجم الدمار الذي حدث في بابناوسة. الدعم السريع يهدد بدخول الفولة وفي تسجيل صوتي نشر السبت، هدد العقيد التاج التيجاني قائد قطاع غرب كردفان بقوات الدعم السريع، بالدخول إلى مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، وتحريرها من قبضة آدم كرشوم نور. الدين والي الولاية بالوكالة. وأشار إلى تنظيم المحافظ حفل إفطار في رمضان الماضي لمساندة الجيش وتنظيمه لحشد شعبي لمساندة الجيش كأسباب للهجوم، فضلا عن الخلاف حول دفع رواتب موظفي الدولة. وحدد عقيد الدعم السريع يوم الاثنين 6 مايو موعدا لدخول مدينة الفولة وتحرير مباني الأمانة العامة للحكومة من سيطرة كرشوم و"بقايا" (وهو مصطلح تستخدمه قوات الدعم السريع للإشارة إلى أنصار المجلس العسكري الحالي ونظام عمر البشير السابق). جاءت هذه التهديدات بعد أن أوقف القائم بأعمال والي غرب كردفان رواتب العمال في محلية أبيي (وهي منطقة إدارية فرعية لغرب كردفان يقع مقرها الرئيسي في المجلد، ويجب عدم الخلط بينه وبين منطقة أبيي المتنازع عليها التي يطالب بها جنوب السودان) لشهر يناير/كانون الثاني. 2024 بعد أن قامت قيادة الدعم السريع بتعيين المسؤول الإداري عمر محمد عيسى مسؤولاً إدارياً بالمحلية وإقالة الموظف الإداري معتز أبو شلوخ الذي عينه كرشوم في يناير الماضي مديراً تنفيذياً لمحلية أبيي. وأكد قائد قوات الدعم السريع التيجاني أن محلية أبيي تحت سيطرة الدعم السريع، ودافع عن تعيين إداري تابع لقوات الدعم السريع في المنطقة، مبدياً استعداد قوات الدعم السريع لدفع رواتب العمال البالغة 50 مليون جنيه سوداني. من جهته، رد والي الولاية بالإنابة، آدم كرشوم، بتسجيل صوتي مماثل السبت، قائلاً: "هدف العقيد التاج التجاني من دخول الفولة هو نهبها وعدم احتلالها لأي جهة أخرى". "لأغراض"، مشيرًا إلى عمليات النهب واسعة النطاق التي حدثت في بابنوسة من قبل أفراد قوات الدعم السريع ومؤيديهم من القبائل المتحالفة التي لا تنتمي إلى قبيلة المسيرية العربية المهيمنة في الولاية. وحمل كرشوم في كلمته اللوم ضمنا على قبائل الفلايتة، في إشارة إلى مؤتمر كاجيرا الذي نظمته الإدارة الأهلية لهذه القبائل في 15 يناير/كانون الثاني 2024، في منطقة كاجيرا، والذي أعلنوا فيه انضمامهم إلى قوات الدعم السريع. وأعقب هذا المؤتمر إعلان قوات الدعم السريع الهجوم على الفرقة 22 مشاة في بابنوسة للسيطرة عليها في 23 يناير 2024. وقال كرشوم إن على عشائر الفلايتة أن تخجل من نفسها لأنهم السبب في نهب المنطقة. وأشار كرشوم إلى أن بقية مدن العجايرة (فرع من المسيرية) آمنة ومستقرة وهي: المجلد، وميرم، والديباب. وقال إن الدمار والتهجير سيطال هذه المدن في حال اجتياح قوات الدعم السريع مدينة الفولة التي تؤوي النازحين واللاجئين. كما سعى كرشوم إلى تفنيد ما قاله العقيد التاج التيجاني بشأن رواتب العاملين بمحلية أبيي، كاشفاً عن إرسال وفد من الإدارة الأهلية بقيادة الأمير حمدي الدودو، من قبل الناظر مختار بابو نمر رئيس عموم القبائل. قبائل العجايرة الذي اجتمع به يوم الخميس 2 مايو بمكتبه بأمانة حكومة الولاية بالفولة وتم حل مشكلة الرواتب. وقال إنهم اتفقوا على أن يعين كرشوم مديراً إدارياً لمحلية أبيي يتولى رواتب الموظفين بالمحلية والإشراف على الخدمات المحلية، على أن يتم ذلك تحت إشراف الإدارة الأهلية بالمحلية. في هذه الأثناء، وبعد أن حدد العقيد تاج التجاني يوم الاثنين موعداً لدخول مدينة الفولة، انتشرت حالة من الخوف والذعر بين مواطني المدينة، حيث بدأ بعضهم بإخراج ممتلكاتهم من المدينة خوفاً من النهب. كما بدأ التجار والعاملون في المجال الطبي بمغادرة المدينة. وناشد الناظر عبد المنعم موسى الشوين شيخ قبائل الفليتا، أهالي الفولة البقاء في منازلهم وعدم الخروج من المدينة. وقال في تسجيل صوتي أذيع صباح الأحد، إن المدينة ستبقى آمنة، مؤكدا أن أزمة رواتب العاملين بمحلية أبيي انتهت.