ما بال السلطات الولائية بنهر النيل، لم ترأف بالمستضعفين من الرجال والنساء والولدان وذي الحاجات الخاصة الفارين "بجلودهم" من جحيم الخرطوم إلى مدينة عطبرة، الذين لا حيلة لهم ومأوى؟ أليس الأجدر بها أن توفر السكن اللائق لهؤلاء المواطنين الذين لاذوا بالمدراس والداخليات منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام؟ أليس بمقدور السلطات، توفير خيم لهؤلاء خلال هذه الفترة بدلاً عن ممارسة الخديعة، ومحاولة أبعادهم إلى أماكن نائية ومعزولة لم تكلف نفسها التأكد من صلاحيتها السكن في حدودها الأدنى؟ ألا يكفي هؤلاء المواطنون، ما يلاقونها من مسغبة وشظف العيش ومذلة بسبب وليات الحرب، لتستخدم معهم القوة المفرطة؟ كيف لعديمي التربية والإنسانية، أن ينهالوا بالضرب على كبار السن والنساء والأطفال، لإجبارهم على مغادرة مراكز إيوائهم المؤقتة؟ هل عدمت السلطات الولائية المنطق لإنقاع هؤلاء المغادرة بالحسنى، بعد توفير البدائل، أم أنها عدمت الأخلاق؟ نناشد السلطات الولائية بنهر النيل، أن تراجع نفسها، وتؤوب إلى رشدها، وترفع يدها الباطشة عن النازحين، وتقوم بواجباتها الإنسانية والأخلاقية تجاههم، بتوفير السكن اللائق بهم، وترحليهم بالحسنى، بدلاً عن ممارسة "العنجهية"، والتعسف المخزي في حقهم. لا خير في أمةٍ، لا ترأف بالشرائح الضعيفة في مجتمعاتها. //أقلام متّحدة العدد 148// [email protected]