معمر إبراهيم ظل صامداً وصابراً ومرابطاً داخل مدينة الفاشر يتابع تفاصيل مايجري هناك    الفاشر تمثل رمزية قضية دارفور عند المجتمع الدولي منذ العام 2003    تواصل الحملة الكبري لتأهيل ونظافة ملعب استاد شندي    وفد السودان يشارك في إجتماعات المنظمة الأفريقية للتقييس بزنجبار    تعثّر المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن ملف مهم    ((الزعيم السعودي العربي الوحيد بين الفرنجه))    جار التحقيق في الواقعة.. مصرع 19 شخصًا في مصر    مصري يطلق الرصاص على زوجته السودانية    4 أحزاب سودانية تُصدر بيانًا مشتركًا    معمر إبراهيم ظل صامداً وصابراً ومرابطاً داخل مدينة الفاشر يتابع تفاصيل مايجري هناك    هدنة إنسانية لمدة أسبوع في محلية الفاشر دعما لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الاغاثة    تأهل الهلال السعودي.. مواجهات نارية في ثمن نهائي مونديال الأندية    السهم يستعِد لتعزيز الصدارة عبر بوابة الأهلي نيالا    لاحظت غياب عربات الكارو .. آمل أن يتواصل الإهتمام بتشميع هذه الظاهرة    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: فرص نجاح حكومة السودان الجديدة    تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين السودانيين بأراضيها    السودان..قرار جديد لكامل إدريس    بموجب اتفاق التجديد.. صديق رونالدو يتولى صفقات النصر!    القبض على حكم أثناء مباراة كرة قدم    مبابي يطعن باريس بشكوى جديدة    شاهد بالفيديو.. الفنانة فهيمة عبد الله تغازل عازفها الجديد في إحدى حفلاتها الأخيرة وجمهورها يرد: (مؤدبة ومهذبة ومحتشمة)    شاهد بالصورة.. الإعلامية السودانية الحسناء شيماء سعد تثير الجدل على مواقع التواصل بالبنطلون "النمري"    شاهد بالفيديو.. الفنانة اليمنية الحسناء سهى المصري تخطف الأضواء على مواقع التواصل السودانية بعد تألقها في أداء أشهر أغنيات ثنائي العاصمة    فوبيا الطيران تجتاح العالم.. الصواريخ والطائرات المسيّرة تثير فزع المسافرين    ميسي يتصدر قائمة أعلى الرواتب في الدوري الأمريكي لعام 2025    قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف "مفاجأة ما بعد الحرب"    تراثنا في البازارات… رقص وهلس باسم السودان    يعني خلاص نرجع لسوار الدهب وحنين محمود عبدالعزيز..!!    "مقامرة كبرى" خاضها ترامب بضرب إيران.. هل سيقطف ثمارها؟    الخرطوم.. "طوق أمنيّ" في"الجقب" والحصيلة مرعبة    مكافحة المخدرات بولاية بالنيل الابيض تحبط محاولة تهريب حبوب مخدرة وتوقف متهمين    السودان يشارك في إفتتاح مهرجان الاذاعة والتلفزيون العربي ال 25 بتونس    استدعاء مالك عقار .. لهذا السبب ..!    إدَارَة المَوهِبَة بَينَ نميرِي والترَابي ومِيسي ورونالدو    إيران فقدت الكثير من أوراق اللعبة التي كانت بيدها .. ووقعت ضحية لموجة تضليل أمريكي إسرائيلي    هل كان أمير قطر علي علم مسبق بنية إيران إرسال صواريخها الباليستية إلي قاعدة العديد ؟!    "سيستمر إلى الأبد".. ترمب يعلن بدء وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران    مزارعو القضارف يحذرون من فشل الموسم الزراعي بسبب تأخير تصاديق استيراد الوقود    إيران ترد على القصف الأمريكي بعملية عسكرية    قوات الجمارك مكافحة التهريب بكريمة تضبط كميات كبيرة من المخدرات    أسهم الخليج تتجاهل الضربة الأمريكية    التلاعب الجيني.. متى يحق للعلماء إبادة كائن ضار؟    السودان.. كامل إدريس يعلن عن 22 وزارة    هل ستتأثر مصر في حال ضرب المفاعلات النووية؟    نص خطاب رئيس مجلس الوزراء "كامل ادريس" للأمة السودانية    6 دول في الجنوب الأفريقي تخرج من قائمة بؤر الجوع العالمية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    لماذا ارتفعت أسعار النفط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتسولون والنشالون
نشر في النيلين يوم 14 - 03 - 2014

لا يحتاج إثبات أن ظاهرة التسول التي تِنتظم الخرطوم وتُطوِّقْ أسواقها وشوارعها الرئيسة، عملاً منظماً تديره شبكات إجرامية، إلى أدلة وقرائن وشواهِدْ، ولا يحتاج كذلك إلى تحقيق استقصائي دقيق و(مُكرّب)، يكفي إثباتاً، تِلكْ المُشاهدات العابرة لجُموع وحشود المُتسولين الذين تختار لهم تلك (العصابات) مواقعاً بعينها (مواقف المواصلات، المساجد، المستشفيات، الأسواق المزدحمة) وخلافها من أماكن التجمعات البشرية الكبيرة.
واقع الحال، أن هناك وسائل وأساليب كثيرة ومتنوعة للتسول، لكن أكثرها رعباً وألماً هو استخدام الأطفال وذوي الإعاقة وكبار السن واستغلال ضعفهم وحاجتهم في هذه العمل المُذل والمهين، والذي يحط من الكرامة الإنسانية ويسحقها ويلقي بها في حضيضٍ سحيق.
مشهد الأطفال في ثيابٍ بالية ورثة وهم مكومين بمسكنةٍ وانكسار على أرصفة الشوارع، تلسعهم الحرارة ويعضهم البرد بسنانٍ مصقولةٍ وحادة، ليس مشهداً قاسٍ ومؤلم فحسب، بل واقعاً مخزياً يدين (الحكومة) والمجتمع كله في أخلاقة وقيمة وإنسانيته.
الراصد لظاهرة التسول لا يحتاج ليتعرف على تفاصليها إلى خبر كالمبذول في صحف أمس، بيد أنه مهم كونه صادر من جهة رسمية، إذ كشفت ورشة عمل التأمت أمس تحت عنوان (الإعاقة والتسول)، عن شبكات إجرامية تمارس تسولاً منظماً تحت إدارة بعض العُمد والشيوخ، وبحسب مدير شرطة أمن المجتمع، الذي كان يتحدث إلى الورشة أن قيمة ايجار الطفل الواحد بغرض التسول بلغت ما بين (20 إلى 25) جنيهاً لليوم الواحد.
لا شك، أن استخدام الأطفال والنساء وكبار السن وذوي الإعاقة في التسول يعتبر جريمة كبرى في حق تلك الفئات الضعيفة، ولا شك أيضاً أن واجب الحكومة مكافحة هذه الجريمة دون هوادة عبر قانون لمكافحة التسول وليس تعسفاً وحشفاً.
ظاهرة أخرى تتنامى صباح ومساء، حتى صارت تؤرق مضاجع المواطنين، وهي ظاهرة (النشالين)، والكثير من هؤلاء من الصبية صغار السن، وهم ضحايا لعصابات منظمة أيضاً، يتجمعون في المواقف ومحطات المواصلات وتقاطعاتها المكتظة بالمنتظرين، ويستهدفون الجيوب والحقائب اليدوية والهواتف الجوالة. لذلك نأمل من الجهات المسؤولة أن تبتدر حملة كبرى لمحاصرة هؤلاء وإعادتهم إلى أهلهم أو إيداعهم دور الرعاية بعد تأهليهم، وهنا يأتي دور منظمات المجتمع المدني ووزارة الرعاية الاجتماعية ورجال الإعمال وشركات القطاع الخاص.
هؤلاء المتسولون والنشالون، خاصة الضعفاء منهم، ضحية لبأس العصابات وتقاعس الحكومة وخيبة المجتمع ومنظماته التي أضحت أغلبيتها تعج بالفاسدين والانتهازيين، فهلا تكاتفنا جميعاً لوضع هذه الظواهر في سياقها الصحيح ومن ثم معالجتها وفق خطط وخرائط ومسارات مدروسة، دون (هوجة وهبتلي) قد يفاقمانها عوضاً عن القضاء عليها.
الحصة الأولى - صحيفة اليوم التالي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.