بصراحة لم نكن ننتظر من حمدوك وشلته الديمقراطية اية مقاربة جدية لمعالجة محنة السودانيين رغم كل الهمروجة (التغطية) الاعلامية التي رافقت المؤتمر قبل انعقاده وبعد انفضاضه لان هذا التجمع السياسي الذي يرد اسمه في المستندات "تقدم " برهن لنا على ارض الواقع انه "تأخر". وليس هناك ثمة مفاجأة في الامر لان هذا التجمع يفتقد الحاضنة الشعبية داخل الوطن ولديه قصور فكري لا يخوله ادراك عمق المأساة السودانية وجل ما ينتظره هذا التجمع هو المراهنة على الكرم الاميركي الذي يدعو الى تسليم المدنيين السلطة وهنا مكمن الخبث الاميركي الذي يسعى الى اطالة امد الحرب حتى تحقيق برنامجه الاستراتيجي المرسوم للسودان مسبقا عبر الهاء الراغبين بالانتقال من الجاكوزي والسونا في المهجر الى كراسي الحكم في السودان في عقد ورشات عمل احصائية واجتراح حلول خارج سياقها الزمني وبذلك يتقمصون الكذاب في نهجهم ، والكذاب بشكل عام هو من يقرب لك البعيد ويبعد عنك القريب ، وهذا موروث اسلامي يقعون تحت سطوته رغم ما يعبر البعض مهم عن ميول علمانية ولتوضيح ذلك مثلا علي كرتي يضلل الشبيبة السودانية بانه يعرف طريق الجنة حتى انه يملك مفتاحها فيوهمهم ان الجنة قريبة ووقف الحرب هو البعيد اما بالنسبة لهؤلاء القوم الذين اجتمعوا في اديس بابا نسأل: لماذا بعد سنة ونيف من الحرب لم تتشكل اية جماعة ضغط داخلية او من الدول التي تدعي انها دولا صديقة لوقف الحرب ؟ اين هي رؤيتكم العملية لوقف الحرب ؟ ما هي خطواتها ؟ ام انكم جماعة وفسر الماء بعد الجهد بالماء . نقول لكم نحن في السودان نعرف ان القريب بالنسبة لنا هو وقف الحرب والبعيد هو انتقال السلطة الى زمرة حمدوك وشلته او من يشبههم. وأية مراهنة على الاميركي تؤكد غباء المراهن لان الحرب في السودان يعرفها القاصي والداني انها بين السفاح الاسلامي الراغب في التفرد في السلطة من جهة ومن جهة اخرى قاطع الطريق اللص القبلي الراغب في احياء امجاد التعايشي والطرف الثالث هو الشعب السوداني الطرف الضحية ولن يتغير هذا الواقع بدعوة حمدوك مختلف الاطراف الى مائدة مستديرة او مربعة او حتى ولو كانت مستطيلة . اما اذا كنتم تعتبرون انفسكم الطرف الثالث في هذا الصراع وهذه الحرب القذرة نقول لكم هذا وهم منكم وانتحال صفة لا تملكونها ، حتى انكم لم تراعوا في اختيار مكان انعقاد مؤتمركم مشاعر مئات السودانيين من نساء وشيوخ واطفال المرميين في اسوء الامكنة في اثيوبيا و يتعرضون للتنكيل والتعذيب النفسي على يد جلاوزة السلطة الاثيوبية الحاكمة .وبتصوري ان الطغمة الاسلامية المجرمة هي اكثر فئة مسرورة بنشاطكم لانها تدرك انها تواجه فقاقيع صابون وفي السر تسأل هل بين الجموع رجال ؟ اما حميدتي اي دراكولا الاغتصاب فيهادنكم لانه يهوى نقيق الضفادع وفي السر يسأل من هؤلاء ؟ اما نحن الشعب الجريح فاذا اردتم منا منحكم الثقة فنحن نوافق على ذلك وفق مبدأ : كلب ينبح معنا خير من كلب ينبح علينا والسلام . [email protected]