مشكلتنا في السودان اننا نفكر من خلال منظومة جاهزة من القوالب النمطية غير قادرين على تجاوزها لذلك تتحول كل حواراتنا الى مربع حوار الطرشان ويرجع السبب في ذلك الى التربية الاسلامية التي نخرت عقولنا على مر الزمن عبر تقديم الجواب على السؤال ، حتى اننا نجد فيها اجابات جاهزة لا تحتاج الى سؤال ، هذه التربية -المعضلة استمدت نفوذها على عقولنا من الفكر الاسلامي المتجمد الذي ينتمي فعليا الى قارة أنتاركتيكا في القطب الجنوبي وليس الى قارة أفريقيا لما يحمله في طياته من مواقف جامدة ومتزمته . هذا الفكر الذي ورد في رافده الاول اي النص : "يوم تسود الوجوه" وقصده وجوه المنافقين يوم القيامة وبما اننا سود الوجوه نكون من المنافقين بالولادة وفق التوصيف الالهي وبلغ التراث الاسلامي قمة الوقاحة مع نصيحة المتنبي "لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد" اي السود . ورغم ذلك مازالت الاغلبية في السودان تعتقد ان الاسلام هو الحل !!. وعلى الرغم من عمق المأساة التي نعيشها . يطنطح البعض لتصدر المشهد بوصفه حمامة سلام لكن للاسف ليس عليها ريش ولا حتى زغب هذا حال "تقدم" فعندما يطرح حمدوك الطاولة المستديرة كمنبر لوقف الحرب وبالمقابل يقول البرهان ان الحرب في بدايتها ويقول العطا انهم لن يجلسوا مع حميدتي ابدا هل هذا لا يدل على طفولية سياسية عند حمدوك ؟ عندما ينتظر حمدوك لقاء البرهان سنة كاملة ويرفض البرهان لقاءه واصدر بحقه مذكرة اعتقال . بالتأكيد هذا يدل على ضعف الخبرة السياسية لحمدوك . وماذا عن اتفاق حمدوك -حميدتي ؟ هل تمكن هذا الاتفاق من لجم عصابات حميدتي عن النهب والقتل والاغتصاب ام توسعت جرائمهم جغرافيا ؟ ومع ذلك هناك من يقول ان لحمدوك لسان دافئ وانه نزيه وخلوق نقول لمن يبرر مثالب وهشاشة تقدم بابراز الصفات الشخصية للقائد -الدمية نقول لهؤلاء مهما كان الكيلوت (من الثياب الداخلية) نظيفا لا يصح وضعه عمامة على الرأس ، وهذه حالنا مع قائدكم حمدوك. ان موقفنا من تقدم مبني على مداميك الاخلاق وهدفنا ان لا نكذب على شعبنا المكلوم بايهامه ان بضعة عجائز متصابين قادرين على وقف الحرب وهذا غير مرتبط لا من قريب او بعيد بالترويج للدعاية الكيزانية كما بحلو للبعض هذا التفسير . اما حول ما نتصوره عن مسار الاحداث فهنا لانخفي عليكم قلقنا من خاتمة لهذه الحرب لا يتمناها او يرغبها أي سوداني فيه ذرة من الوطنية. ان ما نراه هو ان الامور تسير نحو الاسوأ ولن تكون المعارك حول الفاشر نهاية المطاف لان رعاة حميدتي لا يريدون دولة حبيسة كجنوب السودان بل يريدون منفذا على البحر الاحمر كشرط أساسي لانسحاب محتمل لحميدتي من الخرطوم والشمال مقابل تأمين هذا المنفذ البحري لدولة دارفور . بالمقابل فان الاسلام السياسي بلغ ذروة انحطاطه وضعفه ويعيش مجرميه حالة تخبط وضياع حيث اصبح هدفهم الوحيد القتل لمجرد القتل وقد تصل الامور بنا الى انفجار البراكيين القبلية الخامدة نسبيا بحيث نصل الى لوحة قبلية جديدة بتسميات جديدة مثلا قبائل التوتسي تسكن شمال دارفور وقبائل الروهينغا في وسط البلاد وقبائل الايغور وغيرها من القبائل . اضافة الى ذلك سيذكر التاريخ ان خراب السودان جرى زمن حكم أبي مركوب (البرهان) وأبو سفَّاقة (الكباشي) وأبي أحذية (العطا) علما ان هذه الاسماء هي لطائر واحد. [email protected]