فرت زحل ليد البالغة من العمر 17 عاما من القصف الجوي على قريتها في ولاية النيل الأزرق في السودان بعد اندلاع الحرب هناك في بداية شهر سبتمبر بين القوات المسلحة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، فرع الشمال. وقد التقت شبكة الأنباء الإنسانية (ايرين) بزحل في مستشفى كورمك حيث كانت تتلقى العلاج مؤخراً نتيجة لإصابتها بجروح ناجمة عن شظايا. وتقع المستشفى في بلدة كورمك بالقرب من الحدود الأثيوبية على بعد نحو 90 كم من قريتها. وجاء في حديث زحل لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "قامت طائرة أنتونوف بقصفنا قبل شهر، ونحن الآن بحال أفضل بعد أن أتى الجنود ونقلونا إلى المستشفى، فزوجي أحد القادة هنا. "في ذلك اليوم حلقت فوقنا طائرة الأنتونوف ثلاث مرات، مرتين في الصباح ومرة عند غروب الشمس. خرجنا جرياً من منازلنا وذهبنا للاختباء في الجبال. كنا في غاية الخوف من أن تعود الطائرة لقتلنا جميعاً، لكن لم يمت أحد منا. "خوفي من القنابل يدفعني للذهاب للنوم في إثيوبيا، ثم أعود مرة أخرى إلى كورمك لإحضار الطعام لأطفالي كل يوم. "زوجي غير موجود هنا، فهو على خط الجبهة. وقد طلب مني اصطحاب الأطفال إلى مخيم في إثيوبيا، ولكن يوجد الكثير من اللاجئين هناك كما أن المخيم بعيد جدا لذا فإنني أعبر الحدود لمدة عشر دقائق فقط لأنام هناك وأعود في الصباح. "تراودني الكوابيس بالليل، حيث أرى بأن طائرة أنتونوف على وشك أن تقصف زوجي. وأحيانا أحلم أنه سيأتي إلى هنا ويجدني. طفلي الأصغر لم يتعد عمره 18 شهراً فقط".